اخبار محلية

مسؤول العلاقات الإعلامية في #حزب_الله الحاج #محمد_عفيف في المؤتمر الصحافي ‏المخصص لإطلاق احتفالية #الأربعين_ربيعاً: إننا اليوم أكثر #شباباً وإصراراً وعزيمةً وقدرة على #العطاء و #التضحية

الكلمة التي تلاها مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله الحاج محمد عفيف في المؤتمر الصحافي ‏المخصص لإطلاق احتفالية الأربعين ربيعاً في قاعة رسالات بتاريخ الجمعة 17/6/2022: ‏

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ‏
معالي الوزير، الضيوف الكرام، السادة الإعلاميين الأعزاء.‏
نُرحب بكم أجمل ترحيب لانضمامكم إلينا هذه الظهيرة ومشاركتنا فعاليات المؤتمر الصحافي ‏لإطلاق حملة الأربعين ربيعاً.‏
في مثل هذه الأيام من حزيران العام 1982 أي قبل أربعين عاماً اجتاحت قوات العدو الصهيوني ‏بلدنا، احتلت جزءاً كبيراً من أرضه بما فيها عاصمته بيروت، ودمرت المباني السكنية والبنية ‏التحتية، وقتلت الآلاف وهجّرت عشرات الآلاف الذين نزحوا تحت وطأة النار والعدوان، وخلّفت ‏الفوضى والذعر والدمار أينما حلت، وأنشأت نتائج كارثية على المجتمع والدولة والاقتصاد ظل لبنان ‏يعاني منها طيلة سنوات طوال. ‏
في مثل هذه الأيام أي قبل أربعين عاماً، وسط مناخ الانقسام الداخلي سياسياً وطائفياً في أعقاب ‏الحرب الأهلية، ووسط أوضاع في غاية التوتر إقليمياً في ظل الحرب الباردة آنذاك، غادرت قوات ‏منظمة التحريرالفلسطينية لبنان، وانسحبت القوات السورية بعد معارك بطولية في السلطان يعقوب ‏وغيره، فيما اكتفت قوات الطوارئ الدولية بمراقبة المشهد وتسجيل عدد الآليات الإسرائيلية التي ‏تعبر الحدود الفلسطينية باتجاه الشمال، وتُرك لبنان وشعبه لقدرهما تحت جحيم الاحتلال وقبضته ‏الغليظة. ‏
انقسم اللبنانيون – على جاري عادتهم في المواقف المصيرية – حول الموقف من الاحتلال، رفع ‏البعض المناديل البيضاء ونثروا الأرز على الدبابات. رحّب البعض بالقوات الغازية وتعاملوا معها ‏كالقوات المحرِّرة. شارك البعض في عملياتها العسكرية ضد أبناء شعبهم ووطنهم، وما مجزرة صبرا ‏وشاتيلا المهولة إلا مثالٌ واحدٌ على حقيقة الأحداث ووقائع تلك الأيام، فيما لاذ الكثير من اللبنانيين ‏بالصمت والانكفاء ومراقبة الأحداث ومجريات الأمور. ‏
غير أن قسماً من اللبنانيين، من أصحاب العقيدة والإيمان بالحق، والاستعداد للتضحية، من أجل ‏حرية وطنهم الغالي واستقلاله، من الطوائف والمناطق والاتجاهات السياسية والفكريةكافة، من ‏حركات وأحزاب وقوى سياسية، عقدوا العزم على تغيير الواقع ومقاومة المصير القاتم ورفض ‏الاحتلال وتداعياته السياسية والعملية، فانطلقت مقاومة شعبية بإرادة ذاتية حرة وامكانات متواضعة ‏‏- من أبناء هذه الأرض الطاهرة- مقاومة بكل الوسائل والأدوات المتاحة، ثقافياً وإعلامياً وتعبوياً ‏وعسكرياً، تؤذن ببدء عصر جديد في لبنان هو عصر المقاومة على أنقاض العصر الإسرائيلي. ‏
من بين هذه الفئة كنا نحن. كنا قلة فزادنا الله عددا، وكنا ضعفاء فأمدّنا الله تعالى من عنده بالبأس ‏والقوة، وكنا فقراء فأغنانا الله بكرمه ورزقنا من حيث لا نحتسب، وها نحن اليوم بعد أربعين من ‏السنين مقاومةٌ عظيمةٌ قادرة، وحزبٌ كبيرٌ، وقوة سياسية مؤثرة وفاعلة وذات شأن في لبنان ‏والمنطقة. ‏
من كان يظن ذلك ممكناً؟ من كان يظن أن مقاومتنا التي انطلقت من وسط الركام قليلة العدد ‏مهيضة الجناح دون احتضان شعبي وتأييد سياسي هي اليوم مسيرة مظفرة بمئات الآلاف من الرجال ‏والنساء والشيوخ والأطفال. ‏
من كان يظن ذلك ممكناً؟ من كان يظن أن مقاومتنا التي انطلقت ومنذ الرصاصات الأولى، بعدد ‏قليل ومتواضع من المقاتلين وعدة بسيطة من السلاح هي اليوم مئة ألف مقاتل ويزيدون، تردع عدونا ‏وتحمي شعبنا وتوفر الملاذ الآمن للحياة والمجتمع والاقتصاد وتحمي ثروة بلدنا في البر والبحر. ‏
من كان يظن ذلك ممكناً؟ من كان يظن أن هزيمة العدو ممكنة؟ وأن الجيش الذي لا يقهر تحول إلى ‏كيس ملاكمة يتسابق جنوده على الهروب من الخدمة في لبنان، ويتنافس ضباطه على تبريرات ‏الهزيمة، وأن الجيش الذي هزم في لبنان عام 2000 يمكن أن يهزم مرة أخرى عام 2006، ويهزم ‏في غزة عام 2008 ويمكن أن يهزم في أي أرض عربية محتلة متى توفرت الإرادة والعزيمة ‏الصادقة؟
من كان يظن ذلك ممكناً؟ حزب المقاومة الذي انطلق بخبرات فردية محدودة وإمكانات مالية ‏متواضعة،هو اليوم مؤسسسات وصروح، تربوية وصحية وتعليمية وإعلامية ومدارس وجامعات ‏وعشرات الآلاف من حاملي الشهادات الجامعية من مختلف الاختصاصات، وكتلة نيابية وازنة ودور ‏سياسي رصين ومتقدم عما سواه، في نهضة لا سابق لها من حيث الدور والوظيفة لحزب وحركة ‏مقاومة لا في تاريخ بلدنا وحسب بل في التاريخ العربي الحديث. ‏
بلى إنه الإيمان، الإيمان بالله تعالى والثقة بوعده، “إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم”، ‏وتراث عميق الجذور في ديننا وفكرنا وثقافتنا الحيّة، وفي الطليعة منها واقعة كربلاء وشهيدها الحي ‏الخالد. وإرث العلماء الصالحين، والمجاهدين الشهداء. وكنا أوفياء لما تعلمناه من دروس التاريخ، ‏وأمناء لنهضة الإمام الصدر( أعاده الله) وفكر الإمام الخميني (قده) الذي بث فينا روح الثورة ‏والمقاومة وجعلنا منذ اللحظة الأولى على الطريق الصحيح، إما النصر أو الشهادة، وأمناء لنهج ‏الإمام الخامنئي(دام ظله) الذي يواصل قيادة الأمة بحكمة وقوة وشجاعة.‏
أن نحتفي اليوم بالأربعين عاماً، هذا يعني أننا نحتفي بالشهداء أولاً وبالجيل المؤسس من علماء ‏المقاومة ومجاهديها ثانياً، وبتضحيات الجرحى وعوائل الجرحى وعوائل الشهداء. ‏
نحتفي بشعبنا الوفي الذي منه كنا ومن أجله قاومنا وبسببه نحن هنا في موقع الدفاع عنه وعن ‏مصالحه وحقوقه. نحتفي بكل مقاوم ومناضل وجريح وشهيد، نحتفي بجيشنا الوطني والمعادلة ‏الذهبية التي حمت لبنان، نحتفي بكل من وقف إلى جانب المقاومة من الجمهورية الإسلامية في ‏ايران، الى الجمهورية العربية السورية، إلى كل الأحرار والشرفاء في العالم العربي وأصحاب ‏الضمير الحي على امتداد العالم. ‏
عندما نطلق اليوم الأربعين ربيعاً، نستهدف كتابة التاريخ حتى لا يموت الشهداء مرتين، حتى لا ‏يظلمنا المؤرخون والباحثون، حتى لا تموت الذاكرة الحية، حتى يعرف شعب لبنان أن جيلاً بأكمله ‏ترك مباهج الحياة الدنيا من أجل الحرية والكرامة والسيادة الحقيقية وعدم الارتهان للخارج، وحتى ‏يتمكن جيل جديد ولد بعد التحرير أن يكون وفياً لقيمه وتاريخه ومبادئه، ولا يسمح أبداً أبداً لبلده أن ‏يحتل مرة أخرى. ‏
لقد بلغنا الأربعين عاماً، وإننا اليوم أكثر شباباً وإصراراً وعزيمةً وقدرة على العطاء والتضحية، ‏ونشهد التحاق جيل جديد شاب بالمقاومة من الذين وُلدوا والنصر يسير أمامهم إلى عدوهم. وإذا كنا ‏نحتفل بالأربعين عاماً ونستقي منها التجربة ونتعلم منها الدروس فإننا نتوق إلى الأربعين عاماً ‏القادمة بثقة تامة وآمال كبيرة، ثقة تامة بمقاومتنا المنتصرة، وقائدها الشجاع والمسدد والحكيم، ‏وجيل من المقاتلين لو أمرهم أن يحملوا على الجبال لأزالوها، وأمل بمستقبل كبير لشعبنا وأن يكون ‏لبلدنا الحبيب لبنان موقع متقدم تحت الشمس ولأمتنا مكانة رفيعة بين الأمم، وأن نتطلع إلى الغد ‏والاحتلال قد زال والمسجد الأقصى و المقدسات كافة قد تحررت وطهرت. ‏
لسنا اليوم بصدد وثيقة سياسية موجودة بالفعل، يجري العمل على تنقيحها وتطويرها بتأنٍ ‏وهدوء، تتضمن رؤيتنا إلى بلدنا ومستقبله، وإلى دورنا فيه وفي الدفاع عنه، وإلى تحالفاتنا المحلية ‏والاقليمية، وإلى رؤيتنا إلى مآلات الصراع في المنطقة وعليها، كما أننا لا نجد اليوم حاجة لتكرار ‏مواقفنا الثابتة والمعروفة في مواجهة الاحتلال ورعاته وأدواته، وفي تأييدنا التام للشعب الفلسطيني ‏في حقه في استعادة أرضه كاملة من البحر إلى النهر بالوسائل المتاحة كافة، وفي الطليعة منها ‏مقاومته الباسلة. كما أننا نتجنب اليوم الرد على الحملات الإعلامية والسياسية التي رافقت مسيرتنا ‏طوال أربعين عاماً، والتي قامت بها دولٌ ومنظماتٌ ومؤسساتٌ وأفرادٌ وأنفق فيها الكثير من المال ‏والتي هدفت إلى التشكيك بهويتنا وانتمائنا الوطني، فضلاً عن إلصاق التهم والافتراءات زوراً وبهتاناً، ‏كما أننا لن نعلق هنا على مسار الأحداث واليوميات المعروفة فهذه لها سياقها الطبيعي خارج هذا ‏المؤتمر الصحفي المخصص للاعلان عن الربيع والفجر والولادة، ولذا فإنني باسم حزب الله أعلن ‏عن إطلاق سلسلة من الأنشطة والفعاليات الاحتفالية إيذاناً بالأربعين ربيعاً على مدى شهرين كاملين ‏من 20 حزيران إلى 20 آب تشمل مناطق وقطاعات عمل حزب الله وعبر المؤسسات الإعلامية ‏والثقافية المتنوعة ومنها المنار والنور وموقع العهد الالكتروني وسيميا وبينات الملف الاعلامي الذي ‏تأسس حديثاً وذلك بمختلف الأشكال الفنية والإخبارية المتنوعة كما نطلق اليوم شعار ولوغو ‏الاحتفالات المصمم خصيصاً لهذه المناسبة من قبل الفنيين في وحدة الأنشطة الإعلامية المعروض ‏أمامكم، مراعين في ذلك حضور ذكرى عاشوراء الحزينة في وسط هذا الموسم على ان تختتم تلك ‏الفعاليات بمهرجان كبير في بيروت والمناطق يتحدث فيه الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن ‏نصر الله ويشكل ذروة النشاطات ويتزامن مع الذكرى السادسة عشرة لانتهاء حرب تموز والذكرى ‏الخامسة لحرب التحرير الثانية.‏
‏ إننا ندعو وسائل الإعلام المتنوعة والاعلاميين الأعزاء إلى مواكبة نشاطاتنا وفعالياتنا الاحتفالية ‏وإيلائها كل اهتمام ومتابعة ممكنة مع الشكر الجزيل لحضوركم الكريم، وسنعرض عليكم الآن وتباعاً ‏جدولاً بالنشاطات المختلفة ومواقيتها وأماكنها والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ‏

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى