اخبار محلية

الرئيس #عون: لن أسمح #لميقاتي ومن معه بوضع أيديهم على #البلد… ألم يصرّح #سمير_جعجع أنني لست #قوياً بل أضعف #رئيس_جمهورية فلماذا يخافون مني!

تقضي بتعيين ستة وزراء دولة جدد إلى جانب تغيير اسمَي وزيري الاقتصاد والمهجرين في التركيبة الحالية، مع مراعاة أن يكون البديل السني من منطقة عكار وأن لا يستفزّ البديل الدرزي وليد جنبلاط، وأنا كنت موافقاً على هذا المعيار». ويتابع: «فيما كنت ارتاح في جناح السكن داخل القصر، وصل في إحدى الليالي على عجل صديق مشترك ناقلاً إلي قرار ميقاتي بقبول الصيغة الموسعة، فخلدت إلى النوم مُستبشراً بالخير ومتفائلاً بقرب الولادة المنتظرة، قبل أن أتفاجأ لاحقاً بأنّ ميقاتي عدل عن رأيه وسحب موافقته بعد تواصله مع الرئيس نبيه بري الذي عاد وجاهَر برفضه وزراء الدولة الستة في خطاب ذكرى تغييب الامام الصدر».
ويشير عون إلى أنّ «فرصة تشكيل حكومة جديدة لا تزال متوافرة، وأنا أدعو الرئيس ميقاتي الى التقاطها والتعامل معها بجدية، لا أن يأتي لزيارتي بضعة دقائق «وبعدين بيحمل حالو وبيمشي…»

إقناع بري
ويكشف عون أنّ «المطلوب من ميقاتي أيضاً إقناع الرئيس بري بالتجاوب مع إقرار مراسيم ترقية الضباط من رتبة عميد، وتعيين عمداء كليات الجامعة اللبنانية وكذلك تسهيل تعيين هيئة رؤساء التمييز لاعادة إطلاق التحقيق في جريمة انفجار المرفأ المجمّد منذ أكثر من ثمانية أشهر، وغيرها من الأمور العالقة التي يجري تعطيلها عن سابق تصور وتصميم نكاية بي، في حين أنّ البلد هو من يدفع الثمن، مشيراً إلى أنّ اللافت هو ان معظم هذه المراسيم جمّدها وزير المال خلافا للدستور والقوانين، ويقال أنّ هذا التجميد تم بناء على طلب من الرئيس بري».

تجمّعوا ضدي
ويشير عون إلى أنّه عانى من تكتل جهات داخلية وخارجية ضده خلال ولايته لمنعه من النجاح، «وقد صارحني ميقاتي مرة، قبل أن يصبح أقرب إلى بري، بـ«أنّهم لا يريدون لك ان تُنجِز»، ومع ذلك استطعت أن انتزع إنجازات عدة من اصدار مراسيم النفط والغاز إلى إقرار قانون الانتخاب على أساس النسبية مروراً بطرد التكفيريين والارهابيين وتثبيت الاستقرار الامني وحماية السلم الاهلي الذي هو أغلى ما نملك، وإطلاق مسار التدقيق الجنائي على رغم كل العراقيل المفتعلة التي اعترضته، اضافة إلى الانتظام المالي من خلال اقرار الموازنة لأول مرة بعد 12 عاماً». ويضيف: «عندما بدأت بمحاربة الفساد اجتمعَ ضدي مسؤولون وسياسيون وبعض الإعلام وشنّوا علي حرباً شعواء استخدموا فيها، ولا يزالون، كل أنواع الأسلحة، ولعلّ مثال حاكم مصرف لبنان رياض سلامة هو الأبلغ تعبيراً عن هذه الحقيقة، إذ ما إن ضاق حبل الملاحقات القضائية حول عنقه حتى هبّوا لنجدته وحمايته وكأنهم يخافون افتضاح امرهم إذا ذهب إلى التحقيق، والمؤسف أنّ القضاء خضع لضغوط بعض المسؤولين والسياسيين الكبار وجَمّد كل الاجراءات التي يجب اتباعها في هذه القضية.

قعر الهاوية
ويحذّر عون من أنّه «ما لم تتفكك هذه المنظومة التي تحترف الفساد منذ التسعينات وتتوزع الادوار فهي ستأخذ اللبنانيين إلى قعر الهاوية اكثر فاكثر»، داعياً إيّاهم إلى «تصويب غضبهم في اتجاه مَن تسبّب بإفقارهم نتيجة الاقتصاد الريعي وسياسة الاستدانة والصفقات المشبوهة والفساد المتراكم، وليس في اتجاه من واجه كل هذه الارتكابات».
ويشير عون إلى أنّ تجربته الرئاسية أثبتت أنّ نظام الرؤوس الثلاثة ليس صالحاً للحكم لأنّ كلّاً منها يستطيع أن يعطل او يعرقل الآخر، «وبما أنّ هذا النظام اثبت فشله وبما أنّ العودة إلى حكم الرأس الواحد غير واردة فإنّ الحل الوحيد المتبقّي يكمن في اعتماد اللامركزية الادارية الموسعة، وهذا ما ورد في «اتفاق الطائف» الذي يدعونا البعض الى التزامه، في حين انهم يريدون من هذا الاتفاق ما يناسبهم ويتجاهلون ما لا يناسبهم».

القوانين الإصلاحية
ويستغرب عون «كيف أنّ مجلس النواب لم يقر بعد القوانين الإصلاحية الملحةَ التي يطلبها صندوق النقد الدولي، على رغم من أنّ رئيس المجلس كان قد أكدّ أنّه سيجري البت بها في شهر آب الماضي قبل أن تصبح الاولوية لانتخابات الرئاسة، الا اذا كان يُراد عدم إبرام الاتفاق النهائي في عهدي».

ويتساءل عون ضاحكاً: «ألم يصرّح سمير جعجع أنني لست قوياً بل أضعف رئيس جمهورية، فلماذا يخافون مني ويتكتّلون لمواجهتي بهذا الشكل؟».

تصعيد جعجع
وحين يُسأَل عون عن تعليقه على الهجوم العنيف الذي شنه ضده رئيس حزب «القوات اللبنانية»، يجيب باقتضاب: «إنّ القيمة الكبرى لا ترد على القيمة الصغرى لئلا تفقد وزنها». ثم يتابع: «على كلٍ، هذا لم يكن خطاباً بل مجموعة شتائم ولعل أبلغ تعليق عليها يتمثّل في قول مأثور من «روائع الحِكم» ورد فيه: «ليس كل من يُطلق عليهم رجال هم رجال، فكلمة الطير تجمع بين الصقر والدجاجة».

مصير الاستحقاق
أما بالنسبة إلى الاستحقاق الرئاسي الذي بدأ عده التنازلي في 1 أيلول، فإنّ عون يؤكد وجوب إتمام عملية الانتخاب ضمن المهلة الدستورية، «لكن وللأسف يبدو أنّ هناك ارادة خارجية تدفع البعض نحو التأجيل لأنّّ «قالب» صنع الرئيس ليس جاهزاً بعد».

مواصفات المرشح
وحين يُسأل: أي مواصفات يجب أن يتحلى بها الرئيس المقبل للجمهورية؟
يعتبر عون أنّ «المهم هو أن يكون ملمّاً بالدستور والقوانين وملتزماً بتطبيقها حتى لو كان ذلك مزعجا لشركائه في السلطة». ويضيف: «لو كانت هناك هيئة فاحصة يمر أمامها المرشح الرئاسي لكان ينبغي أن يخضع بالدرجة الأولى إلى اختبار معرفة نصوص الدستور، لأنه حجر الأساس الذي يبنى عليه كل شيء».

– وهل من اسم يجول في خاطر الجنرال عون؟
يتمهل رئيس الجمهورية في الإجابة وكأنّه يراجع الخيارات الممكنة، قبل أن يفاجئك بأنّه لا يجد ببن معظم اسماء السياسيين المتداولة للرئاسة حتى الآن من يستحق أن يدعمه، لافتاً إلى أنّ جبران باسيل غير مرشح، والآخرون لا تتوافر فيهم الشروط الضرورية لتولي المنصب.

النفط والغاز
– وعند الوصول إلى ملف النفط والغاز، نستفسر من عون عما اذا كانت الزيارة المرتقبة للموفد الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت هذا الأسبوع ستكون الحاسمة، فيوضح أنّها «ليست بالضرورة كذلك ولكنها على الارجح ستمهّد للحسم». ويكشف  أنّ «معظم النقاط التي طرحها لبنان باتت مقبولة من الجانب الاسرائيلي، وبالتالي يمكن الاستنتاج أنّ الأمور الاساسية أصبحت شبه منجزة، إلا أنّ ذلك لا يمنع أنّ علينا الانتظار إلى حين إبرام الاتفاق النهائي، انطلاقاً من قاعدة «يخلق الله ما لا تعلمون».
ويشير عون إلى أنّ حقل قانا سيكون للبنان كاملاً «مع تأكيد حقنا في الاستخراج من الجهة الملاصقة له على المقلب الاسرائيلي، وهذا إنجاز كبير يفوق ما تم تحصيله قبلاً».
– وهل الشغور الرئاسي اذا حصل يمكن أن يهدّد مصير الاتفاق ما لم تكتمل فصوله قبل انتهاء الولاية؟
لا يخفي عون جدية هذا الاحتمال، معتبراً أنّ «على الطرف الاسرائيلي أن يأخذه في الحسبان وإن يتصرف بمقتضاه، مع ما يستوجبه ذلك من التعجيل في التوقيع قبل انتهاء ولايتي الرئاسية».

الحرب مستبعدة
وعلى رغم من التوتر الذي أحاط اخيراً بالنزاع على الحدود البحرية، الا أنّ عون يستبعد اندلاع الحرب ليس فقط على الجبهة اللبنانية وإنما في المنطقة أيضا، واضعاً التهديدات المتبادلة في سياق تحسين شروط التفاوض. ويقرّ بأن تحرّك المقاومة ساهم في إعطاء المفاوضات غير المباشرة قوة دفع إلى الامام.

النظرة للحزب
ويستحضر عون هنا مقاربته للعلاقة مع «حزب الله»، مشيراً إلى أنّه «جرى تدفيع العهد ثمن هذه العلاقة التي وُجدت لمصلحة لبنان، وكذلك عوقِب جبران باسيل اميركياً بسبب تحالفه مع الحزب، ونحن لسنا نادمين لأنّ ما فعلناه كان وليد اقتناع».
ويتابع عون بشيء من الحدة: «إنّ «حزب الله» هو مكوّن من مكونات الشعب اللبناني، ونحن نعيش وإياه على أرض واحدة وسنبقى معاً فوقها، وليس مع الاسرائيلي أو الأميركي او غيرهما. وبالتالي، فإنّ البديهية الوطنية والاخلاقية البعيدة من أي حسابات سياسية او مصلحية، تستوجِب منّا تلقائياً أن نقف إلى جانب شريكنا في الأرض والانتماء عند اي تهديد يتعرض له كما فعلنا خلال حرب تموز، فعلى ماذا يلومنا بعض الهواة والمراهقين في مقاربتهم الشأن الوطني؟».
– واذا تكررت الحرب لأي سبب كان، هل يعاود عون اتخاذ الموقف نفسه؟
بلا تردد، يرد فوراً: «نعم، ستجدني في الموقع نفسه لأنّ الموقف المبدئي – الوطني هو ثابت ولا يتغير مع الظروف والسنوات، لكن أسجّل عدم دعم الحزب لي كما كنت آمل في بعض الطروحات الاساسية لا سيّما في موضوعَي الكهرباء ومكافحة الفساد، وأنا لا أتفهّم اسباب هذا الموقف وإن كنت أعرفها».

العودة للرابية
– وماذا عن مرحلة ما بعد العودة المفترضة إلى الرابية؟ أي دور سيؤديه عون عقب الرئاسة؟
يوضح عون أنّه سيكون الرئيس الفخري لـ«التيار الوطني الحر» الذي سأضع عصارة تجربتي في تصرفه، أما الادارة المباشرة للتيار فستظل تحت قيادة جبران لأنّه «مكفّي وموفّي»، من دون أن يمنع ذلك أنّني مستعد لإعطاء أي نصيحة او مشورة اذا طُلبت مني، وسأبقى على تماس مع القضايا الوطنية، وبيتي في الرابية سيكون مفتوحاً للجميع، ومن يظن أنني سأنتهي عقب مغادرتي قصر بعبدا، سأخيّب أمله كما خاب حين خرجتُ من بعبدا عام 1990 وظنّوا آنذاك انهم تخلصوا مني، ليتبيّن لهم بعد حين أنّني خرجت من القصر لأعود إلى الجغرافيا والتاريخ».

المصدر: الجمهورية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى