توقعات بجلسة نيابية حامية لاقرار الموازنة … والتحركات الرئاسيّة تنطلق بين “التغييريّين” والكتل النيابيّة !!

تشابكت الأولويات المطروحة لبنانياً فوق مشهد داخلي شديد الاضطراب، إذ توزعت هذه الأولويات بين تطورات ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل والتحركات المتصلة بالاستحقاق الرئاسي من جهة والتطور الأمني المثير للقلق الذي حصل في طرابلس ليل الجمعة وأدى إلى تسميم الأجواء في عاصمة الشمال. وغداة الزيارة الخاطفة التي قام بها الوسيط الأميركي في ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل آموس هوكشتاين لبيروت عكست الانطباعات والمعطيات المتجمعة عن زيارته مناخات يغلب عليها التفاؤل الحذر بإمكان أن تؤسس زيارته هذه لاختراق في قابل الأسابيع خصوصاً أن الكلام الأكثر تعبيراً عن التقدم الحاصل في مهمة الوسيط الأميركي جاء على لسان وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب امس لـ”النهار”، كاشفاً أنّ 95 في المئة من الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية قد صارت منجزة. هذا الكلام الذي لم يصدر أي كلام رسمي أو ديبلوماسي يجافي مضمونه عزز الانطباعات التي نقلت عن هوكشتاين من أنّ التوصل إلى اتفاق ترسيم الحدود ممكن خلال أسابيع وأنّ الحكومة الإسرائيلية الحالية مستعدة للاتفاق قبل الانتخابات التشريعية الإسرائيلية. ومع ذلك فإن ثمة ترقباً لما ستحمله الأيام المقبلة على هذا الصعيد إذ ذكر أنّ هوكشتاين أبلغ الرئيس ميشال عون، وبناءً على استيضاحات عون، أنّه سيرسل إليه في الأيام القليلة المقبلة خريطة تفصيلية لطرح إسرائيلي يتعلق بموافقة تل أبيب على حقل قانا بالكامل للبنان مع خط متعرج وبناء على الموقف اللبناني من هذا الطرح يبنى على الشيء مقتضاه.
وفي هذا السياق، غرد نواب قوى التغيير أمس على “تويتر”: “مفاوضات من دون مرتكزات قانونية! مفاوضات من دون إعتبارات تقنية! انحدار قاتل نحو بازارات سرية… خاسرة! ويحاولون إقناعنا أنها إيجابية! اعتمدوا الخط 29 فوراً، وبعدها لكل حادث حديث!”.
وسط هذه الأجواء، تتصاعد بشكل ملموس الاستعدادات لفتح ملفات الترشيحات الرئاسية بدءاً بتحركات القوى المعارِضة والنواب التغييريين إذ علم في هذا السياق أن النواب التغييريين الـ13 سيباشرون من الاثنين المقبل جولتهم على القوى السياسية للتباحث في المبادرة الرئاسية التي أطلقوها السبت الماضي، وفي هذا الإطار، كُشف عن لقاء سيجمع الأسبوع المقبل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع بنواب التغيير الـ13، وعن آخَر سيجمعهم برئيس الكتائب النائب سامي الجميل أيضاً.
ووسط معالم التقارب الحاصل بين “القوات اللبنانية ” وحزب “الكتائب”، أعلن أمس عضو كتلة “الكتائب” النائب سليم الصايغ “أننا لا نريد النهج الذي سيطر على لبنان منذ 6 سنوات أن يتجدد. لا نريد رئيساً ينتمي إلى 8 آذار .لا نريد رئيساً يلبس قناع الطوباوية ويلعب دور ربط النزاع، نريد رئيس مواجهة. نحن اليوم لا نستطيع السير بفكرة ترك موضوع السلاح جانباً، ووضع رؤوسنا كالنعامة في الوحل ونبحث في المواضيع الاقتصادية والمواضيع الأخرى فالحدود فلتانة، وهناك تهريب وانعدام ثقة مع البلدان العربية”.
وكان جعجع أكّد أنّ “القوات” لا يريد فراغاً رئاسياً، بل أنّ رئيس “التّيّار الوطنيّ الحرّ” جبران باسيل لا يريد السّير بأي رئيس سواه، و”حزب.أ” لا يريد خسارة باسيل، لكنه لا يريده رئيساً، لذلك فإنّ الحزب عالق في الأحجية، لأنّه لا يريد التّخلّي عن باسيل كي لا يخسر الغطاء الذي يؤمّنه “التّيّار الوطني الحرّ” له. واعتبر جعجع أنّ “حزب.أ مكبّل في الموضوع الرّئاسيّ لأنّ لدى فريق الممانعة مشكلة أساسيّة وهي ترشيح جبران باسيل”. وأضاف: “أمّا بالنّسبة الى الفريق الآخر أي فريقنا، الذي يشمل القوّات اللّبنانيّة ومجموعة النّوّاب السّنّة والنّوّاب التغييريّين والمستقلّين والحزب التقدمي الاشتراكي والكتائب، فقد حصلت خلال الأيام العشرة الأخيرة اتّصالات واجتماعات متواصلة على قدم وساق بشأن الاستحقاق الرئاسيّ، ومن المفترض أن نتوصّل خلال الأسابيع المقبلة إلى مرشّح بعد عرض أكثر من إسم، ونحن في مسار إيجابيّ والمؤشرات جيّدة”، ورأى أنّ “فريق الممانعة يسير بالفراغ أما نحن ففي الاتجاه المعاكس ولا عمليّة إنقاذ من دون رئيس جديد للجمهوريّة”. وكشف جعجع أنّ “في السّلّة العامّة هناك إسمَين إلى 3 أسماء، ورئيس حركة الاستقلال النّائب ميشال معوّض شخصيّة مؤهلة لرئاسة الجمهورية لكنّنا حاليّاً لا نقترح أسماء، مضيفاً “لمست نيّة لدى فرقاء المعارضة للوصول إلى مرشّح موحّد، والآن العمل يتركّز على هذا الموضوع”.
المصدر: جريدة النهار