مستقبل الشباب في “مهبّ الريح” ونِسَب البطالة تتفاقم !! (نداء الوطن)
يُنذر الوضع الاقتصادي بمزيد من التدهور، تعجز عن لجمه، موازنة ملتبسة بأرقام الصادرات والواردات و بمضاعفة رواتب القطاع العام، ومن شأنها أنْ تزيد من التضخم والإنكماش ومن حجم «القهر المعيشي» المؤدي حتماً الى زيادة نسبة البطالة، لا سيّما بين الشباب، بعدما بلغت أرقاماً قياسية نسبةً إلى السنوات التي سبقت الأزمة منذ نهاية العام 2019. فما هو تأثير هذا الإرتفاع في نسبة البطالة على الواقع الإجتماعي والنمو الإقتصادي؟ وهل وصلنا إلى نقطة اللاعودة في معالجة أسباب الأزمة وبالتالي إلى خلق مزيد من الأزمات النفسية لشريحة كبيرة من اللبنانيين وإلى التوجّه نحو الهجرة بشقَّيها الشرعي وغير الشرعي؟
يُسلط الباحث في «الدولية للمعلومات» محمد شمس الدين، الضوء على تداعيات الأزمة الإقتصاديّة وخطورتها على الصعيدَين الإجتماعي والأمني، ويلفت بداية إلى أن «الجميع يعلم أنه ومنذ نهاية العام 2019 دخل لبنان بأزمة أدّت إلى إنهيار إقتصادي وإجتماعي كبير لم يشهد له لبنان واللبنانيين مثيلاً حتى إبّان فترة الحرب الأهليّة، حيث ارتفع سعر صرف الدولار من 1500 إلى نحو 39 ألف ليرة وفقدت الليرة اللبنانية قدرتها الشرائية، فنسبة 90% من اللبنانيين الذين يعملون داخل لبنان يتقاضون رواتبهم بالليرة اللبنانية التي فقدت قيمتها الشرائية في ظلّ إرتفاع مستمر للأسعار وعدم زيادة الرواتب بشكلٍ يتوافق مع هذه الزيادة».
الأمنية والمشاكل في لبنان».
تداعيات البطالة
وأمّا عن إنعكاسات حجم البطالة المرتفع على فئة الشباب، يُشير رئيس مؤسسة «لابورا» الأب طوني خضرا إلى أنّ «حجم البطالة مرتفع جداً»، ووفق تقديراتهم وأرقامهم فإنّ نسبة البطالة قُدّرت لدى الشباب بما يُقارب الـ 65% أيّ من بين كلّ 100 شاب وصبيّة هناك من 30 إلى 35 منهم من دون عمل».
ويشرح الأب خضرا خطورة تداعيات البطالة على الشباب: «فالعاطل عن العمل لكي يملأ وقته سيلجأ إلى الشيطان وكذلك القيام بالعادات السيئة كالسكر وتعاطي المخدرات»، ويستشهد هنا بمثل فرنسي يقول: «إذا بدك تقتل الوقت عبّيه»، ويضيف، «إذاً فعندما لا يتوفر للشباب فرصة عمل لتعبئة وقتهم فمن الطبيعي أن ينجرفوا تجاه أي شيء من أجل قتل الوقت، وهنا المصيبة حيث بدلاً من القيام بقتل الوقت يقوم الوقت بقتلهم»، والخطورة هنا تتمثل بكون مجتمعنا اللبناني غير مهيأ للإهتمام بالأشخاص والأفراد العاطلين عن العمل على عكس دول الخارج، ففي فرنسا مثلا الدولة تسعى إلى تأمين عمل للأفراد العاطلين عن العمل ومساعدتهم في تخطي مشاكل الحياة».
ويؤكّد الأب خضرا بأنّ «البطالة هي سبب أساسي ورئيسي لـ «تقهقر» الشباب ودخولهم بالعادات السيئة وبالأمور التي لا تبني المجتمع بل على العكس تهدم المجتمع، لهذا السبب «لابورا» تُناشد دائماً الدولة اللبنانية وتدعوها لتشكيل حكومة جديدة تضع في أولوياتها تأمين فرص عمل للشباب، فالموازنة أقرت ولا تتضمن أية مشاريع إنمائية تخصّ الفئة الشبابية وتساعدهم في إيجاد فرص عمل».
ويسأل: «أين دعم الدولة للمؤسسة الوطنيّة للإستخدام ولقانون العمل من أجل حماية اليد العاملة اللبنانية».
ناقوس الخطر
ودق ناقوس الخطر، اذ حذّر بأنّنا «في وضع إقتصادي سيئ جداً للغاية وهو ما قد يدفع الشباب اللبناني إلى الدخول في مشاكل وتحديات لا تُحمد عقباها» وهكذا نخسر شبابنا، اذ هناك الكثير من الشباب اليائسة تسلك طريق الشرّ بسبب افتقادها الى عمل يؤمن لها مردوداً مادياً يُمكنها من العيش حياة كريمة»، ويذكر هنا بأنّ «هناك حالات تضطر للعمل مجاناً حتى تقتل الوقت بدلاً من أن يقتلها». ويتمنّى الأب خضرا على الدولة اللبنانية وكافة المنظمات غير الحكومية NGO وكذلك المؤسسات الدولية المحلية العمل على إيجاد حل لهذا الموضوع نظراً لخطورته»، ووفق تصوره فإنّه «يتمّ العمل على هذا الموضوع». ويتوجّه إلى إدارات الجامعات طالباً منهم «إعادة النظر في الإختصاصات الموجودة في جامعاتهم، اذ أصبح هناك إختصاصات جديدة، ووجه لبنان تغير وبات بعض الإختصاصات لا يوفّر فرص عمل».
ويخلص الأب خضرا إلى القول، بأنّ «كل هذه العوامل تخلق وتسبب الفوضى وعدم الإستقرار، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى ضياع شبابنا، فـ»لابورا» نعمل من خلال برامجها على تدريب وتوظيف الشباب، لأن شبابنا هم ضمانة لبنان وصورته المستقبلية». في هذه «الظلمة والضبابية» التي تكتنف الواقع اللبناني يبقى السؤال: ما المصير الذي ينتظر شبابنا؟
رماح الهاشم -“نداء الوطن”