لا #أحذية جديدة بعد اليوم والـ “ركّ” على محلات #الإسكافي.. مهنة #الكندرجي إلى الواجهة من جديد!
لم تترك الأزمة الاقتصادية في لبنان مكانًا إلّا كانت السبب في دماره، فمع انهيار العملة الوطنية وتحليق الدولار عالياً، أصبح من الصعب على اللبنانيين تأمين مستلزماتهم بكل رفاهية و”بحبوحة”، فهل كان الحل لدى اللبنانيين باستبدال شراء الأحذية بتصليحها؟
نعم! نستطيع القول هنا إن زمن رمي الأحذية ولّى ومهنة “#الكندرجي” عادت إلى الواجهة من جديد، فبعدما كان اللبناني معتاداً على نمط استهلاكي معيّن، تغيّر كل شيء! وبات من الصعب رمي أيّ حذاء مهما كان “عتيقًا” ما دامت إمكانية التصليح متوفرة.
مريم، إحدى الأمهات التي تحاول قدر الإمكان توفير ال#مصروف وسط هذه الأزمة المستفحلة في البلاد، اضطرت بعدما وجدت أن أسعار الأحذية في المحالّ تخطت الحد المقبول، خاصة أمام معاشها الشهري الذي بالكاد يستطيع تأمين الأكل والشرب والكهرباء، أن تصرف النظر عن شراء أحذية جديدة واتجهت إلى محل “الإسكافي” في المنطقة، حيث وجدت أنها ليست الوحيدة التي تعاني من الغلاء الفاحش وسياسة التقشف في البلاد بل العديد من الناس، وحين سألناها هل وجدت فرقاً كبيراً بين التصليح والشراء، أجابت: بالطبع! لديّ ثلاثة أولاد وكما تعرفون المدارس كانت على الأبواب ويُلزمون الطلاب بارتداء حذاء أسود، فلم يكن أمامي حل سوى الشراء ولكن حين رأيت الأسعار في الأسواق، تعجبت! ولم أكذب، لست قادرة على دفع هذه المبالغ، حينها اتجهت إلى “الإسكافي” وسألته عن سعر تصليح الحذاء الواحد، فاكتشفت أن سعر تصليح ثلاثة أحذية يوازي شراء حذاء واحد في السوق لذلك نعم هناك فرق.
في جولةٍ داخل سوق صيدا، وخلال الحديث مع الكندرجيين الذين يعملون في سوق البازركان تحديدًا، كان هناك إجماع على نقطة واحدة وهي أن هذه الأزمة أفادتهم كثيراً، فالكثير من إسكافيي السوق كانوا سيغلقون أبواب محالّهم لو لم يتوقعوا أن الزمن سيعود وأن الناس سيقصدون محل الإسكافي أكثر من محل الشراء العادي.
أكّد المعلم أحمد أحد إسكافيّي سوق البازركان أن أبناء الطبقة الفقيرة هم الأكثر مقصداً له إذ إنهم يرمّمون الحذاء أكثر من مرة رغم أنه مصنوع من النايلون، ولكن لا أحد يمكنه لومهم إذ إن تكلفة شراء أي حذاء أصبحت تتخطى ٤٠٠ ألف ليرة وهو مبلغ ليس عادياً لأبناء هذه الطبقة، بينما تلزيق الحذاء يكلف ٣٠ ألف ليرة لبنانية وتخييطه ٧٥ ألف ليرة تقريباً، لذلك أصبح الناس يتجهون إلى التصليح أكثر من الشراء.
لم يحيِ الانهيار فقط مهنة “الكندرجي” بل “الخياط” أيضاً، ربما هي النقطة الإيجابية الوحيدة في بحرٍ من السلبيات!
المصدر: النهار