#تعدّيات على #شبكات_التغذية و #العصابات “سايبة”.. بلدات وقرى #عكار بلا #كهرباء بسبب #السرقات!!
ميشال حلاّق
آلاف الامتار من الاسلاك الكهربائية سرقت في #عكار، ولا بديل عنها، وبلدات وقرى بلا #كهرباء.
فقد بلغت حالة التفلت والتسيب أبعد مدى في محافظة عكار مع ارتفاع مستوى التعديات على شبكات التغذية الكهربائية العامة في مختلف مناطق هذه المحافظة وبخاصة في منطقة السهل، الاكثر عرضة لعمليات هذه العصابات المنظمة.
ورغم كل المناشدات، وكل الأذى الذي رتبته على صعيد مقومات وبنية هذه الشبكة وإضرارها بمئات العائلات المحرومة من التغذية الكهربائية منذ أكثر من شهر، لم تتمكن الجهود الامنية من توقيف أو ضبط اي من افراد هذه العصابات التي تعمل، بشكل شبه يومي، على قطع الاسلاك الكهربائية النحاسية، وحتى اسلام الالومينيوم، بغية بيعها في أسواق وبؤر الخردة المنتشرة في مختلف المناطق الشمالية، لتحقيق الأرباح السريعة.
وناشد الاهالي الجهات المعنية السعي لوقف هذه العصابات عند حدها وكشف هوية المتورطين فيها وتوقيفهم ومحاسبتهم. وأبدوا تخوفهم من عدم قدرة مؤسسة كهرباء لبنان أو الشركة المتعهدة اعمال الصيانه BUS، على تأمين اسلاك بديلة، تمهيداً لاعادة التيار الكهربائي الى هذه البلدات والقرى التي تعيش في ظلمة تامة ولا تستفيد من اي ساعة تغذية كهربائية، في ظل هذا الارتفاع الجنوني للأسعار بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار.
وتشير المعطيات الى أن اكثر من 15 ألف متر من الاسلاك الكهربائية قد تمت سرقتها حتى الان، والحبل على الجرار كما يقال، وآخرها ما حصل امس في خراج بلدة عين الذهب، وفي منطقة عرقة العقارية، حيث لم تنفع كاميرات المراقبة في هذه المحلة تحديدا عن ردع السارقين، الذي يتصرفون بجرأة عالية جدا ودون خوف .
وفي ما يلي جردة اعدتها “النهار” عن ابرز الاماكن التي تعرضت للسرقات وبخاصة في منطقة سهل عكار، وهي على الشكل التالي :
قعبرين (2550) م، عرقا-السهل (2400م)، السمونية 750 م، سهل منيارة 450 م، السمونية مزارع نعوس1900م، القليعات مشروع قصقص650م، تلحياة مشروع عبداللطيف عبيد 300م، سور مطار القليعات 700م، المغراق450 م، حكر الضاهري1500م، بلدة القليعات 1200م.
والقرى التي تتغذى من مخرجي المطار والعريضة والتي لا كهرباء فيها هي:
مخرج المطار: قبة شمرا، المقيطع،الرمول، تلحياة، قسم من قعبرين، السمونية.
مخرج العريضة: قعبرين، تلمعيان، بلانة الحيصة، بيت بحوش، الكنيسة، حكر الضاهري، القليعات، العريضة.
كما أن السرقات طالت أيضاً مخرج عرقا والعبدة وببنين حوالي ال 700م، وكذلك مخرج عرقا-الحصنية، الحميرة، سيسوق، مجدلا، وعين الذهب أكثر 2500 متر.
مع الاشارة الى أن الشركة المتعهدة أعمال الصيانة قد أعادت تركيب اسلاك بديلة عن تلك المسروقة في خراج وادي مشمش والحويش والحصنية وسعدين وبيت يونس.
وكانت مؤسسة “كهرباء لبنان” قد أعلنت عن “تعرض منشآتها للسرقة، بوتيرة تتجاوز قدرتها على تحمله” في بيانٍ جاء فيه:
“لما كانت مؤسسة كهرباء لبنان تتعرض للسرقة في منشآتها منذ بداية الأزمة الاقتصادية والمالية في العام 2019، وقد تفاقمت هذه الآفة في الآونة الأخيرة، وباعتبار ان هذه التعديات تؤدي الى شلل في عمل المؤسسة وتزيد الأعباء عليها كونها تعطل العمل في المرفق العام في المناطق التي تقع ضمنها هذه السرقات، الامر الذي يؤثر على قدرة المؤسسة على تزويد المواطنين بالتيار الكهربائي، ذلك أن السرقات تطال بضاعة تحتاج لمواد أولية وهي مستوردة من الخارج، بحيث أن احضار بديل عنها يحتاج الى الدفع بالدولار الأميركي (fresh dollars)، وهو أمر في غاية الصعوبة في ظل الظروف الراهنة المعروفة من الجميع.
وباعتبار ان هذه التعديات بلغت حدا كبيرا، وهي في الواقع تتجاوز قدرة المؤسسة على تحمل أعبائها وتحتاج الى تضافر الجهود لمواجهة هذه الحالة النافرة من التعديات والسرقات.
وعليه، فإن المؤسسة تناشد البلديات واتحادات البلديات الاستنفار ومراقبة تجهيزات المؤسسة درءا لوقوع التعديات عليها، وكما تهيب بكافة الاجهزة الامنية والسلطة القضائية اصدار إستنابات قضائية لملاحقة المرتكبين والمعتدين على الشبكات، كما تعول المؤسسة على الأهالي وحسهم الوطني في التبليغ عن السارقين والمعتدين والمشتبه فيهم كي يتم ضبطهم من قبل القوى الأمنية وسوقهم إلى القضاء المختص، باعتبار ان التعديات تقع على الاموال العامة، وتؤثر مباشرة عليهم عبر حرمانهم من حقهم في الاستفادة من ساعات التغذية الكهربائية.
ان مؤسسة كهرباء لبنان حريصة كل الحرص في ظل الوضع المعيشي الصعب الذي يعاني منه اللبنانيون عامة، على تأمين الحد الأدنى من الخدمة بالإمكانيات المتوافرة لديها، وهي لن توفر جهدا في ملاحقة المعتدين والادعاء عليهم، وذلك حفاظا على المال العام من جهة وعلى حق المواطنين بالاستفادة من الخدمات التي تقدمها من جهة أخرى”.
المصدر: النهار