«على غير كوكب»… «وادي الحجير» مقصد الهاربين من الأوضاع: «أتينا لنروّق راسنا… تعبنا من كل ما يحيط بنا»
كتبت رمال جوني في نداء الوطن:
«على غير كوكب»، بدا الناس في وادي الحجير. تركوا أزماتهم وهمومهم داخل منازلهم، وقرّروا اللجوء إلى الطبيعة، هرباً من الضغط الذي يعيشونه. فضّلوا قضاء وقت في الوادي، بدلاً من الإستسلام لليأس. لم يفكّر أحدٌ بالبنزين ولا بغلاء اللحوم، كان هدفهم قضاء وقت بلا «نق»، بلا «توتّر». عشق الناس هذا الوادي، يُخبر حجم الحاجة إلى فترة راحة، من دون سماع خطابات سياسية حارقة، أو بيانات «تهزّ البدن». كان همّهم الراحة. افترشوا الحقول الخضراء، أشعلوا مواقد الحطب لإعداد طبق «مجدّرة»، و»بطاطا مقلية»، حتى حفلة الشواء لم تغب، حضرت أيضاً.
لا مكان للسياسة هنا، يُعلّق أدهم، مؤكّداً أن الناس هربوا بحثاً عن السكينة. حتى الحديث عن الأزمات الملتهبة غاب أيضاً، وعلى حدّ قول أم يوسف «أتينا لنروّق راسنا، نريد أن نشم رائحة الفرح، تعبنا من كل ما يحيط بنا».
أتوا إلى هنا ليستعيدوا بعضاً من حياتهم الطبيعية، التي كانت سائدة قبل كل الأزمات التي تضرب البلد. يقف محمود أمام «كانون اللحم»، يُقلّب «شيش اللحمة»، قبل أن تسأله، يجيب: «حرمونا كل شيء، حتى الدواء والطبابة والتعليم، لن تقف الحياة عند سيخ لحم مشوي، ليوم واحد فقط، نريد أن نتنفّس لنحافظ على ثباتها». يخشى كثر اليأس، والإنتحار. بدا الأخير مرضاً يخترق حياة الشباب، يكاد يُسجّل كلّ يوم حالة انتحار، يردّه البعض إلى اليأس، والبعض الآخر إلى القلّة.
ليس مهمّاً، المهمّ كما تؤكّد سوسن «أن لا ننكسر للحزن». قصدت سوسن الوادي مع أهلها، أحضروا عدّة الشواء و»الأراغيل»، جلّ ما يريدونه الإبتعاد عن المشاكل، حتى أنهم ابتعدوا عن كلّ الأخبار. «لاحقين نسمع الأخبار والمشاكل»، يردّد أبو يوسف المنشغل، في الإصغاء إلى عجوز يعزف «الغيتار»، اعتاده الوادي، أنغام موسيقاه تُنعش الوادي وتصل إلى مسافة بعيدة، يتحلّق حوله من حضر، «الموسيقى بتردّ الروح» يقول زهير.
لقراءة المقال كاملاً: نداء الوطن