متفرقات

فنانون فلسطينيون يتضامنون بالفن مع بلدهم (صور)

استلهم فنانون من مخيم البداوي شمالي لبنان، عملية “طوفان الأقصى”، واتّخذوا منها العِبَر لدعم المقاومة، كأنهم يوثّقون بعض مظاهرها، ويخلّدون عبقريات خطّها المقاومون، ونفذوها في العملية بطريقة أذهلت العالم، وأدخلت على مفاهيم الحروب مفهوماً جديداً، يؤكّد أن لا مستحيل عندما يريد الانسان.

 

لم يقصد الفنانون توثيق العمليات بقدر ما أرادوا أن يتخذوا منها ملامح فخر واعتزاز، ترفع معنويات الشعب الفلسطيني في الشتات، وفي الحصار في الداخل، في أراضي ال٤٨، والضفة، وقطاع غزة.

 

الفنانون من أبناء مخيم البداوي. أهلهم، الآباء والأجداد هُجِّروا من فلسطين زمن نكبة ١٩٤٨، وهم يعرفون فلسطين، قراها ومدنها، بالتواتر من الروايات التي سمعوها من أهلهم، وتم تناقلها بين الأهالي حتى تحوّلت شؤون النكبة، واللجوء، والعودة ثقافة لا تُمحى من ذاكرة الأجيال المتعاقبة، وبات الشاب في مقتبل العمر أكثر تجذراً من أسلافه، همّه العودة قبل أي شيء آخر.

 

بهذه الروحية، تلقّف الشباب الناهض في المخيم قصص “طوفان الأقصى” وراحوا يجسّدونه في لوحات وأعمال فنيّة، بمبادرة دعت إليها الفنانة التشكيلية الفلسطينية تانيا نابلسي، ساعية أن تشكل الأعمال نواة معرض فني مفتوح للراغبين من أبناء المخيم، عبر “النادي الثقافي العربي الفلسطيني” الذي تنتمي إليه مع غالبية الفنانين الذين بادروا للمشاركة في الحملة الأولية للتعبير عن التضامن مع غزة، والدعم لها.

المبادرات

تراوحت المبادرات بين لوحات تشكيلية بأقلام التلوين، أو بالزيت لمن توافرت لديه عناصرها، ومجسّم معبّر عن المرحلة، وجدراية، وانضمت إليها جداريات سابقة غطّت العديد من جدران المخيم، وإن رُسِمت قبل أحداث غزة، وعلى مراحل، لكنها استقت من الروايات الفلسطينية موضوعاتها، وبطبيعة الحال كانت متّسقة الموضوع مع أحداث غزة، فالقضية عينها، والوجع عينه، والمعاناة عينها.

 

تقول نابلسي إن الأعمال تأخذنا إلى حلمنا الذي كنا نراه بعيداً، وبتنا نراه أقرب بكثير من السابق بعد “طوفان الأقصى”. وموضوعات الأعمال تجسيد لما رأيناه من بدائع العبقرية الفلسطينية التي أثمرت عملية “طوفان الأقصى” التي تفوق أي تصوّر”.

 

نابلسي رسمت مع ثلة من شباب وبنات النادي أكثر من جدارية زينت جدران المخيم بقصص المقاومة، والصمود، وروايات البطولة التي يخطّها المقاومون. لكنّ “طوفان الأقصى” فتّح مخيلتها على جدارية ضخمة تجسّم العنوان: طوفان ماء هائج يأخذ بطريقه كل الأشياء، وترمز عناصره إلى بدائع العملية مثل الطائرات الهوائية، والدراجات النارية، وما إلى ذلك من عناصر استخدمت في العملية.

نابلسي، 37 سنة، من مدينة نابلس، تحمل إجازة بالفنون التشكيلية من كلية الفنون بالجامعة اللبنانية، وناشطة اجتماعية وثقافية وسياسية في إطار تحركات العودة.

مصطفى عطور، وهو مسؤول لجنة الفنون بالنادي، 24 سنة، طالب في الجامعة اللبنانية، أصله من قرية “فراضية” بفلسطين التاريخية (48)، وضع مجسّماً كتب عليه: “الكفاح المسلح هو الطريق الوحيد و الواضح للتحرير”.

من مدينة حيفا، الطالبة الثانوية آلاء عبد القادر، عمرها 16 سنة، رسمت فلسطينياً يتكيء على عصا رأت فيها حلم العودة، وخلفه مفتاح رمز العودة.

ومن حيفا أيضاً، الطالب الثانوي خالد محمد حسون، 16سنة، رسم لوحة وفيها بحسب تعليقه: “يعيش الفلسطينيون أسوداً شامخين، ويضيئون قناديلهم كنور الحريّه منتصرين”.

 

اللوحة تعبر عن سيدة فلسطينية تحمل قنديلاً على نافذة من منزلها تطل على فلسطين، تعبر عن الأمل بافتراب العودة وبزوغ فجرها.

ومن قرية “الجشّ” قضاء صفد، الفنانة سماهر محمد سعد، 28 سنة،  لوحتها تضمنت المنطاد الهوائي الذي اعتمده الفدائيون في هجومهم لتجاوز جدار الفصل، قماشته علم فلسطين، ومقصده المسجد الأقصى.

“من رحم المعاناة نولد من جديد” هي العبارات التي وظّفتها في لوحتها أميرة عبد الرسول، 32 سنة، من طولكرم.

 

من سعسع قضاء صفد، الفنانة أفنان عبد الله، العمر20 سنة، وهي طالبة جامعية، لوحتها حملت مأساة غزة الراهنة، ومآسي فلسطينية متكررة حيثما حل الفلسطيني، حيث أم تحمل طفلها الشهيد، وتخرج به من بين الأبنية المتصدعة بهمجية القرن التي لا توصف.

الطالبة الثانوية رؤى يحيى عبد الحفيظ،  16 سنة، من “طِيرة” حيفا، رسمت لوحةً استلهمت الطيارات الهوائية، تنقل أبطال المقاومة إلى الأراضي المحتلة، وتحوم فوق القدس، وقبة المسجد الأقصى، وثمة شاب فلسطيني يلوّح بالعلم: “إننا قادمون”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى