خاص موقع بكرا احلى

في لبنان: ظاهرة تقييم المطاعم عبر مواقع التواصل الإجتماعي تشهد زيادة ملحوظة في الآونة الأخيرة … عندما يتحول الذوق الشخصي إلى سيف مسلط على الجودة

إيلا علي

في الآونة الأخيرة، شهد لبنان زيادة ملحوظة في ظاهرة تقييم المطاعم عبر مواقع التواصل الإجتماعي من قبل أشخاص غير مؤهلين. فقد أصبح من الشائع أن يقوم أي شخص بتصوير فيديوهات وتقييم أطعمة المطاعم دون امتلاك المعرفة أو الخبرة الكافية في هذا المجال. هذه الظاهرة تسببت في الكثير من الإرباك وأثرت سلباً على سمعة العديد من المطاعم التي تسعى جاهدة لتقديم أفضل تجربة لعملائها.

إن التقييمات التي يقدمها أفراد غير مختصين غالباً ما تكون مبنية على ذوقهم الشخصي وليس على معايير تقييم موضوعية. وبما أن هؤلاء الأفراد ليسوا شيفات أو محترفين معتمدين، فإن تقييماتهم يمكن أن تكون مضللة وغير دقيقة. هذه التقييمات غير المتخصصة قد تؤدي إلى تقليل الثقة في بعض المطاعم الجيدة وتضر بسمعتها بشكل غير عادل.

التأثير السلبي لهذه التقييمات يظهر بوضوح في عدة جوانب. أولاً، يمكن أن تتسبب التقييمات غير الدقيقة في تقليل عدد الزوار للمطاعم، مما يؤدي إلى خسائر مالية قد تكون فادحة بالنسبة للمطاعم الصغيرة والمتوسطة. ثانياً، تزايد التقييمات غير المتخصصة يسهم في إرباك المستهلكين الذين يجدون صعوبة في تحديد جودة المطاعم بناءً على معلومات غير موثوقة. ثالثاً، التأثير السلبي على سمعة المطاعم قد يؤثر أيضاً على العاملين فيها، حيث يمكن أن يتسبب في تقليص الرواتب وظروف العمل بسبب انخفاض الإيرادات.

إن هذه الظاهرة ليست مجرد مسألة إرباك للناس، بل هي مشكلة تؤثر على الاقتصاد المحلي وتضر بالجهود التي تبذلها المطاعم في تقديم جودة عالية. يجب أن ندرك جميعاً أن لكل مهنة قواعدها ومعاييرها، وأن التقييمات التي تفتقر إلى الخبرة يمكن أن تكون ضارة بشكل كبير. بدلاً من المساهمة في نشر المعلومات غير الدقيقة، من المهم دعم المعايير المهنية والتقييمات التي تعكس خبرة حقيقية ومهارة.

ندعو الجميع إلى التحلي بالمسؤولية وعدم الاستناد إلى تقييمات غير موثوقة قد تضر بالآخرين. من الضروري أن نعمل على حماية جودة الخدمات والمطاعم التي تعتبر جزءاً أساسياً من النسيج الاقتصادي والاجتماعي في لبنان. التقييمات غير المتخصصة تؤدي إلى نتائج عكسية، وتستوجب مراجعة جادة من قبل الجميع لضمان تقديم معلومات دقيقة وموثوقة للجمهور.

موقع بكرا أحلى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى