“حتى أنت يا #سيجارة يا رفيقة السوء”… بعد غلاء ثمن #السجائر… #اللبنانيون يلجأون إلى #التبغ_العربي أو ما يُعرف بـ”#دخان_اللفّ”
قالت “الأخبار”، في تقرير: “لطالما شكّل التدخين، بالنسبة إلى كثير من اللبنانيين، “فشة الخلق” الوحيدة في ظلّ الأزمات التي يواجهونها، إلا أنه لم يعد كذلك في الفترة الأخيرة، بل بات يشكل أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة مشاكلهم العديدة. السجائر بمختلف أنواعها، ارتفعت أسعارها بشكل كبير. “حتى أنت يا سيجارة” هكذا يلوم المدخّنون “رفيقة السوء” بعد غلاء ثمنها، ليجدوا أنفسهم مضطرين إلى اتّباع عادات تدخين مختلفة من أجل التوفير، كتدخين أصناف أرخص ثمناً، أو اللجوء إلى التبغ العربي أو ما يُعرف بـ”دخان اللفّ”.
تدريجياً، ارتفعت أسعار علب السجائر، متأثّرة بتقلبات الدولار. في بداية الأزمة، حاول المدخّنون التشبّث بالأصناف التي اعتادوا تدخينها سنواتٍ طويلة، وهي غالباً أصناف أجنبية مثل “المارلبورو والجيتان والدافيدوف وغيرها”، لكنّ اشتداد وطأة الأزمة وتجاوز سعر العلبة الواحدة من الأصناف المذكورة عشرات آلاف الليرات، دفعا عدداً كبيراً من المدخّنين إلى اللجوء نحو الدخان الوطني، وتحديداً إلى “علبة السيدرز”. الأخيرة كانت شبه “منبوذة”، وكثيرون كانوا يرفضون تدخينها، ومن كان يشتريها، فغالباً بسبب سعرها الزهيد. أما اليوم، فقد اختلف المشهد كلياً، وباتت هي “نجمة الدخان اللبناني”، مع إقبال المستهلكين عليها وهجرهم الدخان الأجنبي، ما دفع مؤسسة إدارة حصر التبغ والتنباك إلى تعزيز إنتاجها. لذلك ثمة من يقول ساخراً: “حالياً، اللبنانيون يختلفون في كل شيء ويتفقون فقط على تدخين السيدرز”.
ارتفاع أسعار السجائر، بنوعَيها المحلي والأجنبي، كان عاملاً أساسياً وراء اتجاه العديد من المدخّنين نحو التبغ العربي، الذي كان منسياً إلى درجة كبيرة قبل الأزمة.
“مصائب قوم… فوائد” ينطبق هذا القول حرفياً، على أحمد الزاهرة، صاحب معمل للتبغ العربي في بلدة إيزال الضنية، إذ شهدت أعماله ازدهاراً ومبيعاته ارتفاعاً جراء تزايد الإقبال على الدخان العربي. يذكر الزاهرة أن مبيعات معمله سابقاً كانت بحدود 100 كلغ يومياً، لترتفع حالياً إلى نحو 750 كلغ يومياً. ويشير إلى تغيّرات عدة طرأت على مهنة بيع الدخان العربي: سابقاً كان أغلب الزبائن من المغتربين ولا سيما من أستراليا، حيث السجائر هناك باهظة الثمن، أما اليوم فأغلبهم من المواطنين المحليين الهاربين من الغلاء. أما بالنسبة إلى المحصول، فقد كان المزارعون والتجار يعمدون قديماً إلى تسليم أغلبه للريجي والاحتفاظ بالقليل منه لبيعه كدخان عربي، وذلك بعد فرمه بواسطة فرّامات مخصّصة لهذا الغرض. أما الآن، فيحتفظ المزارعون بأغلب محصول الدخان من أجل بيعه كدخان عربي، ويتم تسليم كمية قليلة منه إلى الريجي. ومن يُسلّم، يفعل ذلك خوفاً من إلغاء رخصته بحسب الزاهرة، الذي يشكو من كثرة التبغ العربي المهرّب والمغشوش الموجود في السوق.
إذاً، لم تدفع الأزمة الاقتصادية اللبنانيين إلى الإقلاع عن التدخين، رغم أن غلاء ثمن السجائر شكّل فرصة ذهبية كي يتوقف المدخّنون عن “عادتهم السيئة”. بدلاً من ذلك، لجؤوا إلى التكيّف مع أزمة الدخان المستجدّة، من خلال اتّباع عادات تدخين غير مكلفة نوعاً ما، فكأنّ “جيوبهم” أهمّ من صحتهم. سلوك يؤكد أن اللبنانيين يحاولون دائماً التكيّف مع مشكلاتهم بدلاً من السعي لحلّها، ما يزيد هذه المشكلات تعقيداً وتأزيماً.
المصدر: لؤي فلحة – الأخبار