مقابلة حصرية لموقع بكرا أحلى مع المحلل السياسي احمد مصطفى حول تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية اقليميا وعالميا

تحقيق وحوار: بتول الحلاني

مقابلة حصرية لموقع بكرا احلى مع المحلل السياسي احمد مصطفى ماجيستير في الاقتصاد السياسي بالمدرسة العليا للاقتصاد بموسكو ورئيس مركز آسيا للدراسات والترجمة ومجموعة رؤية استراتيجية روسيا والعالم الإسلامي، حول تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية اقليميا وعالميا، موقف النيتو والاتحاد الاوروبي، نظام سويفت ومخازين الطاقة..

بدأنا حوارنا بالتساؤل عن تصاعد الأحداث بين روسيا واوكرانيا، حرب لأيام او حرب ستمتد الى كل مكان؟ ام مكاسب جيوسياسية؟

أكد لنا المحلل السياسي احمد مصطفى ان الحرب الروسية الاوكرانية ستمتد طبعا ستمتد الى اماكن كثيرة، وقد رأينا التأثيرات الجيواستراتيجية والاقتصادية التي حدثت والتي تأثر فيها سلبا الجانب الاوروبي اكثر من اي طبقة حتى اكثر من اميركا، فبالتالي هي احداث ربما ستمتد الى ايام اطول ولكن ستمتد كحرب اعلامية لان الحرب في الميدان ربما ستنتهي قريبا لان الرئيس الروسي قام بدراسة حالة اوكرانيا وجد ان هذا افضل وقت للقيام بهذه العمليات للارتياح من الصداع النصفي الذي تشكله له اوكرانيا في هذا التوقيت وحتى يتفرغ لاستكمال البناء داخل روسيا، والتقدم الحاصل بها وخاصة التجربة التي قام بها ودافع عنها خصوصا في الفترة الممتدة بين ٢٠٠٨ و٢٠١٨، فبالتالي الحرب الاعلامية اصبحت الان تتراوح بين صعود وهبوط وبين استخدام صوت العقل اكثر من صوت التصعيد ناحية الجانب الروسي، نظرا للتأثيرات السلبية الاقتصادية التي حدثت بسبب هذا التصعيد. وايضا الخسائر الاقتصادية التي الت اليها اوروبا واميركا في الجانب الثاني، وقد اثبتت روسيا للعالم انها على قدر كلامها، وهذه ليست المرة الاولى فقد ربح بوتين ١٠ مواقع سابقة مع النيتو ومع الغرب، وكان من اهمها ماحدث منذ شهر تقريبا، عندما حاولوا اشعال نار ثورة ملونة في كازاخستان ونرى كيف تدخلت روسيا والصين من الجانب الاخر وتم اخماد نار الفتنة في ٣ او ٤ ايام، ولو الغرب يتعلم من هذه التجربة، كان وفر على نفسه وشعبه الكثير ولكن هذه الانظمة لاتنظر الى شعبها بعين الرحمة.

ترى هل أخفقت أميركا في اوكرانيا لتصل إلى فقدان قدرتها على قيادة العالم؟

اضاف المحلل احمد مصطفى ان اميركا بالفعل لو كانت بكامل قوتها وقدرتها كما كانت سابقا في العراق او ليبيا لكانت قامت بشن ضربات على مواقع روسية داخل اوكرانيا ولكن مايعد جبنا ان كان من ناحية النيتو او الاتحاد الاوروبي الذي يؤكد كل يوم بعدم قبول عضوية اوكرانيا نظرا لسوء سمعتها اقتصاديا واجتماعيا بالرغم من الموارد الكبيرة التي تتوفر في هذا البلد لكن مستوى الفساد وعدم الثقة لا زال عال جدا، والقبول في هذه المنظمات كالنيتو والاتحاد الاوروبي له معايير محددة وتمتد لسنين ولو كانت ستقبل اوكرانيا، كانت تركيا ستشعل حريقا في الاتحاد الاوروبي لان تركيا اكثر تأهلا من اوكرانيا كمستوى اقتصادي واجتماعي وبنى تحتية الا ان اوكرانيا في مرتبة متدنية لذلك السبب اميركا تخفق في قيادة العالم.

التصعيد الدبلوماسي والتلويح بـ”عزل موسكو اقتصاديا”.. ما تداعيات حرب روسيا على أوكرانيا إقليميا وعالميا؟

قال المحلل انه لم تعد فكرة عزل موسكو الاقتصادي بهذه القوة حاليا، لان كما قلنا سابقا، اي عقوبة اقتصادية من اي طرف لها تداعيات سلبية على نفسه، وقد شبهت كثيرا بمن يطلق الرصاص على قدميه او على نفسه، فمثلا اذا انا تم فصلي من سويفت، كيف يمكن ان اسدد المستحقات الخاصة بالطاقة الروسية وبعض المعادن الاستراتيجية التي يستوردها العالم من الجيتينيوم واليورانيوم، فكيف اسدد هذه المستحقات اذا قمت بفصل البنوك الرئيسية عن نظام سويفت، والسويفت باختصار ليس كما يشرحه الاخرون، هو عبارة ان كل بنك له صبغة محلية في دولة ما لديه نظير في اوروبا يقوم بتحويل المبالغ واجراء المعاملات التجارية من جانبه، ثم بعد ذلك يقوم بمعاملة خاصة مع البنك المحلي ليحصل هذا البنك الاوروبي على مستحقاته، فبالتالي اذا انا عزلت البنوك الروسية المحلية الرئيسية عن نظيرتها المكافئة لها في اوروبا التي تقوم بالمعاملات الخاصة بها فكيف لي ان استورد من روسيا الطاقة؟ وهناك ارقام تشير الى ان مستويات الطاقة ومخازين الطاقة في الاتحاد الاوروبي : وهنا اقصد الدول الغنية كالمانيا فرنسا بلجيكا هولندا لديها مخزون فقط يكفي من اسبوعين الى ٤ اسابيع بالكثير، اذا بوتين درس هذه الامور بشكل كبير وراينا مع فرض هذه العقوبات الارتفاع الحادث في اسواق الطاقة نظرا للاضطرابات الحاصلة، وليس فقط موضوع السويفت بل اي اضطراب يجعل الدول الاخرى تسارع في تحصين احتياطات لها تكفيها ل٣ اشهر او اكثر مما يزيد الطلب على النفط والغاز مما ادى الى ارتفاع اسعار النفط والغاز اذا نرى انهم ضروا انفسهم بايديهم.

وهل تتسبب الحرب الروسية على أوكرانيا بكارثة نووية جديدة؟

نفى المحلل احمد مؤكدا : لا اعتقد ان هناك حرب نووية ستحدث لان اي حرب نووية ستكون دمارا للعالم، وليس لدولة او اثنتين، والحرب النووية لها نوع من التقاليد، انما كان هناك تلويح بالاستعداد النووي في حال تم هجوم ما على الجانب الروسي، فتكون هذه قوات الردع الدفاعية وليست هجومية على اهبة الاستعداد للرد على اي هجوم مباهت من النيتو او الولايات المتحدة او من دول اوروبا كبريطانيا، فيعني ماحدث في اوكرانيا، الان يشبه نظرة التوصل الى تسوية هي الاعلى واتصالات من ماكرون والمانيا وللاسف الجانب الاسرائيلي يدخل في وساطة فاشلة طبعا وراينا هذا وكيف ان بوتين كان غير راغب في وجوده وقال له لا يمكن ان تدخلوا وساطة لدينا وانتم للاسف دولة موقفكم سلبي اتجاهنا ونحن لسنا الطرف المعني اذهبول لزيلينسكي والطرف الاوكراني هو الطرف المتعدي وحاولوا ان تقنعوه بالعزوف عن موقفه بهذه التصرفات التي يتخللها المراهقة السياسية وتمثيليات الممثل زيلينسكي.

ختم المحلل مؤكدا ان روسيا لم تفشل فقد سيطرت على الموانئ الروسية ومنها مريوبيل وسيطرت على المحطات النووية الكبرى يعني اكتشفت مواقع خاصة بالاسلحة البيولوجية والكيماوية، وروسيا ان كانت تريد حربا، ومازلت اسمي ما يحدث هو عبارة عن عملية نوعية، اعتقد ان الحرب كانت ستلحق دمارا ليس فقط في اوكرانيا بل في اوروبا كلها ربما باميركا لان لدى روسيا ما ليس لدى الاخرين ونحن نعرف ان القوات الروسية والجيش الروسي هو اقوى جيش على مستوى العالم والروس لديهم اقوى اقمار اصطناعية في العالم، لذلك نجد ان الجانب الروسي استهدم جزء من قوته فقط في هذه العملية، ليس النجاح فقط بالضربات الجوية كاليمن، حيث الضربات الجوية لم تسقط الحوثي بل جعلته اقوى، وان الهجوم الارضي هو الذي يحسم الموضوع، اما مانراهم فهو الجماعات الصهيونية و النازية المتطرفة والمرتزقة والذين ياتون بتمويل وتنظيم ويدخلون من دول اخرى.. وقد حذرت روسيا من الحظر الجوي او ادخال مرتزقة او اسلحة لان كل هذا مرصود من مخابرات الجانب الروسي، فمصير كل ذلك سيكون التدمير.

موقع بكرا أحلى