حوار خاص لموقع بكرا أحلى مع الكاتب والصحافي توفيق شومان حول عملية اعادة اوكرانيا الى المظلة الروسية

تحقيق وحوار: بتول حلاني

حوار خاص مع الكاتب والصحافي والمحاضر في مجالات الاعلام وسياسات الشرق الاوسط، والمدرب التلفزيوني توفيق شومان حول عملية اعادة اوكرانيا الى المظلة الروسية.

بداية اكد شومان انه لا يمكن النظر الى الحرب الدائرة في أوكرانيا بمعزل عن الطموح الروسي باعادة صياغة قواعد النظام الدولي الذي تأسس بعد انهيار الإتحاد السوفياتي في آوائل التسعينيات من القرن الماضي .
وبناء على ذلك جاء الدخول الروسي إلى أوكرانيا ليستهدف ثلاثة عوامل:
الاول :محاولة إعادة أوكرانيا الى المظلة الروسية.
الثاني :منع أوكرانيا من دخول حلف الناتو.
الثالث : محاولة جعل أوكرانيا دولة محايدة او تركيب نظام أوكراني موالي لموسكو .
بطبيعة الحال هذا الطموح الروسي تقرره معارك الميدان وما يمكن أن تؤدي إليه تلك المعارك من نتائج على الأرض.

اضاف شومان انه حتى الآن وبعد احد عشر يوما من الحرب المفتوحة في أوكرانيا ،لا يمكن الحديث عن إنجازات لأي فريق من أفرقاء الصراع بالرغم من انزياح ميزان القوى الى جانب روسيا ، وإذ يحاول حلف الناتو إحباط الاستراتيجية الروسية في اوكرانيا فإن الروس من جهتهم ماضون في تنفيذ استراتيجيتهم ،وأما من الرابح ومن المهزوم فما زال من المبكر الحكم على ذلك ،لكن ما يبدو حتى الآن ان الحرب طويلة، وفي هذا النوع من الحروب يجب ابقاء الباب مفتوحا امام المفاجأت التي تكون عادة خارج الحسابات العقلية و المنطقية.

وعن خلية الازمة اللبنانية في متابعة تداعيات الحرب اسف شومان انه مثل أي حدث يطال اللبنانيين ، فإن تعاطي الحكومة اللبنانية معه يبقى قاصرا عن احتواء تداعياته ،وهذا ينطبق على كيفية التعامل مع الحدث الأوكراني ،إن على مستوى الطلاب اللبنانيين ومصيرهم ،أو على مستوى الموقف السياسي الذي إنحاز ضد روسيا بعد أيام قليلة من نشوب الحرب، مع العلم ان أغلب الدول العربية اتخذت موقفا وسطيا كان يمكن للبنان ان يتخذه ،واما لناحية انعكاس الحرب الأوكرانية على لبنان ولجهة الأمن الغذائي ودورة الحياة العامة المرتبطة بالمحروقات ،فلا يبدو أن هناك تعاطي رسمي لبناني مسؤول حيال ذلك ، وهذا مما ينذر بمضاعفات خطيرة سيعاني منها اللبنانيون في المرحلة المقبلة ،خصوصا اذا طالت الحرب في أوكرانيا وسقطت معها التسويات السياسية .

موقع بكرا أحلى