#النفايات تحاصر #صيدا … و #الشركة “تبتزّ” #المسؤولين !!
في مشهد مقزّز، عادت النفايات لتتراكم مجدّداً في أحياء وشوارع مدينة صيدا مُنذرة بأزمة جديدة، بعدما امتنعت الشركة المتعهّدة جمع النفايات عن رفعها من الحاويات تحت ذريعة عدم توفر الأموال اللازمة من أجل شراء المازوت لشاحناتها للقيام بهذه المهمّة اليومية، بسبب عدم نيلها مستحقّاتها المالية من الدولة من خلال بلدية صيدا جرّاء الأزمة الاقتصادية والمالية.
الأزمة المستجدّة تركت إستياء سياسياً، إذ لم يمض أكثر من شهرين على معالجة الأزمة السابقة عبر منح الشركة المتعهّدة قرضاً لتسيير عملها عقب اجتماع طارئ في البلدية بدعوة من رئيسها محمد السعودي، وبمشاركة النائبين عبد الرحمن البزري وأسامة سعد، والسيدة بهية الحريري والمسؤول السياسي لـ»الجماعة الاسلامية» بسام حمود ونائب رئيس البلدية ابراهيم البساط. وخلص إلى تأمين قرض مالي لشراء المازوت، من أجل مواصلة عملها بانتظار قبض مستحقّاتها المتأخّرة.
وأبلغ مسؤول صيداوي «نداء الوطن» أنّ الإستياء السياسي يعود إلى أمرين: الأول تراخي الشركة وعدم حماستها على الإطلاق لمواصلة مهامها في جمع النفايات، إذ ينتهي عقدها المُبرم نهاية العام الجاري، وبالتالي لا ترغب بتجديده من جهة، وتطالب بتسديد مستحقّاتها المالية من جهة أخرى.
والثاني: وقف الشركة المتعهّدة جمع النفايات، رغم عدم تكبيدها أي نفقات إضافية في الشهرين الماضيين بعد توفير القرض والذي بلغ 5 مليارات ليرة لبنانية، والأهمّ تلقيّها وعداً من السعودي بدفع جزء من مستحقّاتها المالية بقيمة 4 مليارات ليرة لبنانية الأسبوع الجاري بعد مراجعاته المتكرّرة وجولاته على رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزير الداخلية بسام مولوي للغاية ذاتها.
ولا يخفي السعودي إستياءه من الخطوة ويقول لـ»نداء الوطن»: «إنّ الصندوق الذي أنشأته مبادرة «صيدا تواجه» لمنح الشركة القرض لم يعد لديه أي أموال، ولكنّ المساعي التي قمنا بها أثمرت وعداً بدفع 4 مليارات ليرة لبنانية من مستحقّاتها المتأخّرة خلال الأسبوع، وبالتالي كان يمكن للشركة أن تواصل عملها وإن بوتيرة أقلّ»، مشيراً في الوقت نفسه إلى «فتح باب العروض لإجراء مناقصة لتأمين دخول شركة جديدة لجمع النفايات، حيث ينتهي عقدها نهاية العام الجاري أي بعد أسابيع قليلة».
بالتوازي، عبّرت أوساط شعبية عن غضبها من الخطوة، إذ تتّهم الشركة باختيار الوقت المناسب للتمنّع عن جمع النفايات في أوقات مهمّة لا يمكن وقف العمل فيها، أمثال شهر رمضان المبارك وعيدي الفطر والأضحى واليوم نهاية العام والاستعداد للإحتفالات بالميلاد ورأس السنة، وبالتالي هي تعمل على ليّ ذراع القوى السياسية للإستجابة لمطالبها أو البحث عن حلول ولو موقتة، فيما كانت تحقق الملايين قبل اندلاع الأزمة الإقتصادية من دون أي مساءلة.
واللافت في التوقيت أيضاً، أنّه تزامن مع دعوة الحريري إلى عقد «منتدى صيدا البيئي: نحو مدينة مستدامة بيئياً – صيدا نموذجاً» بعد غد الأربعاء في القصر البلدي برعاية وحضور وزير البيئة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور ناصر ياسين، ومن تنظيم بلدية صيدا ومؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة بالتعاون مع «برنامج الأمم المتحدة للبيئة – مكتب غرب آسيا»، ومع جولة على القوى السياسية لدعوتها للمشاركة في أعمال المنتدى حيث زارت الوزير ياسين، النائبين البزري وسعد، ومفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان لحشد الدعم وتأمين النجاح المطلوب له.
كما اللافت أيضاً، تزامن الخطوة مع قلق أبناء المدينة كسائر اللبنانيين من انتشار الـ»كوليرا» وغيرها من الأوبئة والامراض الخبيثة والصدرية والجلدية، حيث باتت النفايات تتراكم بالقرب من المدارس والمستشفيات والمستوصفات الصحية ودور العبادة، وتحاصر عربات الخضار، وسط مخاوف من قيام البعض بحرقها للتخلّص منها ومن روائحها.
وتعاني المدينة التي تفاخرت منذ سنوات بأنها أول من أنشأ معملاً للفرز والمعالجة عند منطقة سينيق منذ بدء الازمة الاقتصادية من مشكلتين: الأولى توقّف المعمل بين الحين والآخر عن العمل بسبب إضراب العمال الذين يطالبون بزيادة رواتبهم وتحسين ظروف عيشهم أو المطالبة بزيادة كلفة طن النفايات، والثانية توقف الشركة المتعّهدة جمع النفايات عن رفعها بسبب إرتفاع كلفة المحروقات، وقد أبلغ مسؤولوها مراراً لدى مراجعتهم أن ليس لديهم أموال كافية لشراء المازوت والبنزين بعد ارتفاع سعرهما لتأمين سير الآليات.
المصدر: نداء الوطن