اخبار عربية ودولية

شيخ عقل الموحدين في سوريا: أهداف مجزرة “مجدل شمس” معروفة ولا بد من اليقظة

الدكتور عبد الله ذبيان

يسعى الاحتلال مع فشله العسكري في “ردع” جبهة الاسناد اللبنانية لغزة، إلى ضربها بشتى السبل، فهو يرزح تحت مطرقة وسندان المقاومة من الناقورة بحراً إلى مزارع شبعا فالجولان السوري المحتل شرقاً.
وهذه الجبهة العريضة شكلت كابوساً للعدو، مع الفشل العسكري، وفرار المستوطنين وإقفال المصانع والمرافق السياحية الهامة فيها وضرب الاقتصاد وغير ذلك.
وفي المضمار، فإن ما أتى به “الهدهد2 ” حول مقار الاحتلال العسكرية الاستراتيجية في الجولان، أرّق المحتل فعلاً.
بعيد المجزرة في مجدل شمس كان الميادين نت على اتصال بفاعليات وزملاء إعلاميين في الجولان العربي السوري المحتل أجمعوا على جسامة ما جرى، وبأن أهل الجولان ما رضخوا للاحتلال يوماً، رافضين على الدوام فرض الجنسية “الإسرائيلية”، والتجنيد.
من منا لا يذكر “الإضراب الكبير” عام 1982, مع نضالات يومية هامة، ولن ننسى عميد الأسرى العرب المناضل صدقي المقت ورفاقه وعائلته، لذا فأهل الجولان يعرفون أنه يسعى للانتقام منهم بكل السبل، ويحاول زرع الخوف واليأس في قلوبهم، عبر بث الفتن وتأليبهم على المقاومة.
وفي المضمار هنالك شبه تأكيد من أهالي الجولان لـ الميادين نت أن ما سقط في مجدل شمس هو واحد من صواريخ “القبة الحديدية” للاحتلال التي تعاملت مع 40 صاروخاً من لبنان في تلك الليلة.
من المعروف أن المقاومة في لبنان لا تهاجم المدنيين، حتى الإسرائيليين منهم، فكيف الحال مع مدٍّ شعبي منتصر لهم في مدن وقرى الجولان السوري؟ هذا لسان حال الجميع ويقولون إن الاحتلال يسعى مع ما جرى من استهداف لأطفال في الملعب لتسديد عدة ضربات بحجرٍ واحد!
وفي المضمار، جاءت مواقف المرجعيات الروحية والدينية والسياسية والحزبية لطائفة الموحدين الدروز الجامعة الرافضةً للفتنة بمثابة الرد القاصم على الاحتلال، وشكلّت رادعاً لمن يريد الاصطياد في مياه الفتنة العكرة… “فالفتنة أشد من القتل”.

الشيح جربوع: لابد التيّقظ من أفعال العدو

شيخ عقل طائفة الموحدين في سوريا الشيخ يوسف جربوع يقول لـ الميادين نت “لاشك أن العدو الصهيوني يعمل منذ عقود خلت على التجزئة وزرع الفتن لتقسيم البلاد و، من خلال استخدامه لآلة التدمير بدعم من الدول الراعية لإجرامه الضاربة عرض الحائط القرارات والشرعية الدولية والمواثيق التي تنص المحافظة على أرواح الاطفال والمدنيين”.
وإذ  يؤكد أنه “لابد التيقظ من أفعال العدو الهادفة إلى زعزعة المنطقة ووحدة أراضيها ومواقفها”، يشدد على أن يد الغدر لن تنال بالتأكيد من عزيمة أهلنا وصبرهم، ونضالهم في مجدل شمس للحفاظ على القيم والمبادئ لـ “بني معروف”، وكلنا ثقة أننا سنتجاوز هذه المحنة في ظل الظروف الصعبة التي تعيشها المنطقة، لان طائفة الموحدين الدروز ركيزة للعرب والعروبة، وفي طليعة المقاومين والمدافعين عن القضايا العربية ولا يخفى على أحد محاولات الآخرين لزرع الفتن والتفرقة بهدف سلخنا عن محيطنا وتنفيذ مخططاتهم العدوانية، وبدورنا نؤكد أننا ما زلنا على خطى المغفور له سلطان باشا الأطرش وخطى أجدادنا المقاومين”.

عدونا يستهدف بنيتنا والمقاومة واجب أخلاقي

ويشدد على أن الشارع في السويداء كما جميع الفعاليات الاجتماعية والدينية والثقافية يدينون هذا العدوان الصهيوني الغاشم على أطفال عزل في مجدل شمس، وهم يقفون الى جانب أخوتهم في الجولان السوري المحتل لاسترجاع الأرض المحتلة، وهذه المجزرة عززت الثقة أن عدونا يستهدف بنيتنا الوطنية وثوابتها، وركيزتها المحافظة على الأرض والعرض.
ومن هذا المنطلق، وتحسساً بالمسؤولية وبخطورة ما يخطط، يطلقها الشيخ جربوع عبر الميادين نت “نحن نهيب بأخوتنا أن يكونوا أكثر تماسكاً في مواجهة المخططات الصهيونية، ولن يستطيع هذا الكيان الغاصب أن يحقق مراده، إذا كنا متحدين يداً واحدة وقلباً واحداً، وأهلنا يحملون من الثقافة الوطنية والعقل الجمعي الوطني ما يجعلهم يدركون المخاطر المحدقة بهم، ولابد من المقاومة، وهي واجب أخلاقي ووطني وديني، خاصة وأن المقاومة هي نابعة من حرصها على تعزيز ثقافة الموقف والمبدأ، ونحن أصحاب موقف ومبدأ ولن نتخلى عن مبادئنا ومواقفنا في الدفاع عن أرضنا وعرضنا…ولهذا نهيب بأخوتنا الحذر ثم الحذر من مغبة ما يخططه العدو الصهيوني”.

انقلب السحر على الساحر والاحتلال يرتكب المجازر يومياً

الشيخ العارف بما يخطط للجولان وفلسطين وسوريا ولبنان يجزم بقوله “لقد أدرك أهلنا منذ اللحظات الأولى أهداف الجريمة النكراء التي قام بها العدو الصهيوني باستهداف أطفال مجدل شمس، وعززه وقوف الشعوب المناهضة للمخططات الصهيو- أميركية في المنطقة، أمام خطورة ما يفعلونه حمد الله تعالى فقد انقلب السحر على الساحر، وأيقن أهلنا في الجولان أن العدو يحاول زرع الفتن لتغطية جرائمه في غزة وفلسطين”…
ومن موقعنا كمشيخة عقل لطائفة المسلمين الموحدين الدروز فإن أهلنا في الجولان أيقنوا موقفنا معهم وما أصابهم أدمى القلوب والأعين وهي مصيبة وقعت علينا جميعاً”.

ويؤكد الشيخ جربوع “التضامن مع أهلنا في الجولان العربي السوري المحتل، وفي قرية مجدل شمس، ووقوفنا إلى جانبهم بوجه العدوان الهمجي الغاشم الذي أدى إلى سقوط العديد من الضحايا الأبرياء من الأطفال وشباب في مقتبل العمر، ولا يخفى على أحد بأن الكيان الصهيوني يرتكب يومياً المجازر بحق أهلنا في فلسطين دون أي رادع أخلاقي أو أنساني”.

لا تنسوا كيف حطّم أهل مجدل شمس سيارة بيريز

وإذّ يؤكد على عروبة وسورية أهل الجولان عبر التاريخ يقول إن ليس غريباً على أهلنا في مجدل شمس أن يقولوا في وجه نتنياهو أنه مجرم هو وطاقمه الحكومي، فقد كان لأهلنا في الماضي مواقف مشابهة وربما تفوق ذلك، إذ كيف ننسى موقفهم الوطني المشرف في رفضهم للهوية الإسرائيلية، وتحطيم سيارة رئيس وزراء الكيان الصهيوني بيريز عندما حاول الدخول إلى مجدل شمس، وكي يكون موقفهم أكثر ثباتاً ونابعاً من انتماءهم الوطني لوطنهم الأم سوريا جيشاً وشعباً وقائداً، فقد تكرر موقفهم في الأزمة التي تعرضت لها البلاد قبل عقد ونيف من اليوم، إذ دعم العدو الصهيوني الإرهاب والإرهابين من جبهة النصرة، فتصدى لهم أهلنا في مجدل شمس..
وفي النهاية، نستنتج أن ثقافة أهلنا في مجدل شمس والجولان السوري المحتل ثابتة ماضياً وحاضراً ولن تتزعزع، وخطواتهم في رفضهم للمراوح، وإعلانهم الإضراب الشامل لشهور …هو موقف يشكّل قلقاً عند العدو.. وليس أمراً بعيداً عن مواقف أهلنا في رفضهم لمخططات العدو الصهيوني ومواجهته علنا وقولهم لنتنياهو انه مجرم وهذه حقيقة بات العالم يشهد بها، فهم ملتزمون بالانتماء إلى وطنهم الأم سوريا بالمبدأ والعمل والإرادة”.

المصدر: الميادين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى