علي خليفة يعاند العدوّ … كان أقوى من الموت ظلّ صامداً تحت الركام 14 ساعة!
علي خليفة، طفل جنوبي لم يُكمل عامه الثاني، اختارت «إسرائيل» منزل ذويه في بلدة الصرفند لتُسقط فوقه صواريخها الثقيلة ليل الثلاثاء الماضي. دُمِّر المبنى المؤلف من ثلاث طبقات فوق ساكنيه: استُشهد والدا علي، محمد ومنى، وأخته الصغيرة نور، وجدّتاه لوالديه، و11 شخصاً آخرين.
15 شهيداً، كان على علي، تنفيذاً لحكم الإعدام الجماعي الذي ينزله العدوّ باللبنانيين، أن يكون الشهيد الرقم الـ 16، لكنه عاند حكم العدوّ وكان أقوى من الموت. ظلّ صامداً تحت الركام 14 ساعة. مرّ ليل بطوله، وعلي قابضٌ على جرحه البليغ، بعدما بتر الصاروخ يده اليمنى من الساعد، وحطّم الركام جمجمته، لكن كنَبةً سقطت فوقه حَمتْه من الاختناق بالردم. صباح اليوم التالي للمجزرة، وبعدما فُقد الأمل من العثور على ناجين، بدأت الجرافات عملها في رفع الركام لاستخراج جثث الشهداء.
في واحدة من «غَرْفات» الركام، فوجئ عمّال الإنقاذ بعليٍّ في «كَيْلة» الجرافة غارقاً بدمائه، لكنه كان حياً. قال الأطباء إنّ عليّاً سيعيش، وتقول تجارب الحروب إنّ في قائمة أعداء «إسرائيل» شعباً، يُمثّله عليّ، سيزداد حقداً على العدوّ كلما نظر الى يده المبتورة، وإصراراً على مقاومة النسخة الجديدة من نازيّة الرجل الأبيض.