اخبار محلية

جعجع: “قيام الدولة الفعلية في لبنان يقتضي أن يكون السلاح محصورًا بيدها فقط!”

شدّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع على أهمية الدور الوطني الذي يلعبه الانتشار اللبناني، معتبراً أنه “أحد ركائز قوتنا الأساسية إلى جانب الأرض والكرامة والإرادة والحرية”. وأكّد أن “الانتشار هو ما أبقى الكثير من اللبنانيين صامدين في وجه الأزمات، وغيابه كان سيؤدي إلى انعدام سبل العيش أمام كثيرين”، محذرًا من محاولات فصل المغتربين عن الشأن الوطني، ومعتبرًا أن هذا النهج “مرفوض كلياً”.

كلام جعجع جاء خلال استقباله وفدًا من بلدة العاقورة ضمّ رئيس البلدية بطرس مهنا، أعضاء المجلس البلدي، مختار البلدة بطرس الهاشم، وحشدًا من الأهالي، وذلك بحضور النائب زياد حواط، وعدد من مسؤولي الحزب.

واعتبر جعجع أن المواجهة القائمة حاليًا تتمحور حول خيارين لا ثالث لهما: “إما ربط المغتربين بلبنان بشكل وثيق ليعودوا تدريجياً مع تحسن الأوضاع، أو تهميشهم وقول “ابقَ في الغربة، لا علاقة لك بلبنان”. ولفت إلى أن بعض القوى، بتواطؤ واضح، سعت لعزل المغتربين ومنعهم من التصويت داخل لبنان، عبر إدراج بند في القانون الحالي يحصر اقتراعهم بستة نواب فقط مخصّصين للاغتراب.

وفي هذا الإطار، كشف جعجع أن “67 نائبًا كانوا قد وقّعوا على اقتراح قانون معجّل مكرّر لتعديل المادة 112 من قانون الانتخابات بهدف إعادة حق المغتربين في التصويت داخل دوائرهم، إلّا أن هذا الاقتراح لم يُدرج على جدول أعمال الجلسة الأخيرة لمجلس النواب، على خلاف الأعراف المتّبعة منذ أكثر من أربعين عامًا”. وأوضح أن العمل جارٍ لجمع 65 توقيعًا على عريضة تطالب بإدراج الاقتراح على جدول الأعمال، وقد تمّ حتى الآن جمع 62 توقيعًا.

وسأل جعجع: “هل يُعقل أن يكون أكثر من نصف المجلس مع هذا الاقتراح ولا يُدرج؟! ولماذا التأخير؟ هل يمكن أن تُحضّر وزارتي الداخلية والخارجية للانتخابات في الخارج من دون معرفة القانون الذي ستُجرى على أساسه؟”. واعتبر أن الهدف من كل ذلك هو “إقصاء أصوات المغتربين لأن بعض الجهات تعلم أن هذه الأصوات ليست في مصلحتها، وها هم يثبتون للمغتربين لماذا لا يجب أن يصوّتوا لهم”.

وأكد جعجع أن “المواجهة مستمرة ولن نكلّ، وهي ليست مسألة ربح أو خسارة بل موقف مبدئي لحماية صلة المغتربين بوطنهم”، لافتًا إلى أن الاتصالات مع الجاليات اللبنانية في الخارج بدأت تتكثف، والمجموعات الاغترابية بدأت بالتحرّك رفضًا لهذا التوجه.

وفي ملف السيادة، شدّد جعجع على أن “قيام دولة فعلية في لبنان يقتضي أن يكون السلاح محصورًا بيدها فقط، وأي سلاح خارج إطار الدولة – سواء كان لـ”حزب الله” أو أي تنظيم آخر – سيمنع قيام الدولة”. واعتبر أن “الخطوة الملحة الآن هي وضع جدول زمني لا يتجاوز بضعة أشهر لجمع كل الأسلحة وتسليمها للدولة”، محذرًا من أن البطء في هذا المسار “سيؤدي إلى كارثة”.

وفي الشأن الإنمائي، أثنى جعجع على الانتخابات البلدية الأخيرة في العاقورة، معتبرًا أنها جرت في أجواء ديمقراطية راقية من دون اعتراضات، وهنّأ رئيس البلدية بطرس مهنا وأعضاء المجلس البلدي الجديد. ودعاهم إلى “عدم الاكتفاء بالأمنيات، بل إلى وضع خطة واضحة لتحضير الملفات الإنمائية الأساسية للبلدة”، مؤكدًا أن “القوات اللبنانية” والنائب زياد حواط واتحاد بلديات المنطقة سيقفون إلى جانبهم في كل ما يخدم مصلحة العاقورة.

وختم بالتأكيد على أن العاقورة “واحدة من أعمدة لبنان التاريخية، والمطلوب منها اليوم أن تتحمّل مسؤولياتها الوطنية والإنمائية في هذه المرحلة الدقيقة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى