الوزير بو حبيب : “لبنان لم يعد باستطاعته تحمل النزوح السوري على اراضيه ، هم يعملون ويتنقلون بين البلدين ولا يجب ان يكونوا هنا”
كتبت رانيا شخطورة في “أخبار اليوم”:
برز ملف النازحين السورين الى الواجهة، ربطه البعض وعدد من المراقبين الانتخابيين بالاستحقاق، حيث بحسب هؤلاء انه منذ بدء الشوط الاخير من التحضير السياسي للانتخابات والتنافس، دأب التيار الوطني الحر والعهد الى طرح ملفات تندرج في الخانة الشعبية كي يرتد عليها ايجابا في الانتخابات، على غرار طرح تطبيق اللامركزية الادارية ، تحريك دعاوى ضد حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وهي ملفات لم تطبق على مدى خمس سنوات ونصف السنة، فهل تطبق خلال اسابيع؟
وردا على هذا الربط صدر اليوم عن مكتب الاعلام في رئاسة الجمهورية، بيان اوضح فيه ان لا صحة لما ورد في عدد من المقالات الإعلامية الصادرة اليوم عن وجود رابط بين اثارة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لموضوع النازحين السوريين في لبنان، وملف الانتخابات النيابية او انه جزء من الحملات الانتخابية. وأشار مكتب الاعلام الى ان هذه الاستنتاجات لا أساس لها لان موضوع عودة النازحين الى بلادهم لم يغب يوما عن مواقف رئيس الجمهورية، وقد طرح مجددا في اجتماع عقد امس في قصر بعبدا مع الوفد الوزاري المشارك في مؤتمر في بروكسل في 9 و10 أيار الجاري المخصص للبحث في مستقبل النازحين السوريين، وذلك بهدف تحديد الموقف الرسمي اللبناني من هذه المسألة وابلاغه الى المؤتمرين في بروكسل.
وكان عون قد ترأس امس اجتماعا خصص للبحث في الموقف اللبناني الذي سيبلّغ خلال مؤتمر بروكسل الذي يعقد بمشاركة ممثلين عن حكومات ومنظمات دولية وإقليمية ومنظمات المجتمع المدني، يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين لمساعدة النازحين السوريين في لبنان وتركيا والأردن.
وبعد الاجتماع اعلن وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب ان لبنان لم يعد باستطاعته تحمل النزوح السوري على اراضيه، وهو “لا يريد ان يساعدوا النازحين فيه، او ان يساعدوه هو، فنحن نهتم بانفسنا اذا عاد النازحون السوريون الى بلادهم”، وقال: نريد ان نتعاون مع الأمم المتحدة الا انه يجب ان نأخذ في الاعتبار مصلحتنا لا ان يملوا هم علينا مصلحتنا فنحن نعرفها”.
وقد اقر بو حبيب بان معظم السوريين الذين يذهبون الى سوريا ويعودون يأخذون معهم عملات صعبة، لان الليرة اللبنانية هناك هي عملة صعبة، هؤلاء يعملون ويتنقلون بين البلدين ولا يجب ان يكونوا هنا.
وفي هذا السياق، اشار مرجع وزاري، عبر وكالة “أخبار اليوم” ان السوريين في لبنان لا تطبق عليهم صفة النازح ولا اللاجئ، بل صفة “الباقي على ارض لبنان بقصد الاندماج وبقصد الحصول على مساعدات مالية من المفوضية العليا للاجئين”، مضيفا انه توصيف ملطف لكلمة “التوطين”.
وشدد المرجع على ان “عملية ذهاب وعودة السوريين” يجب ان تتوقف، لا سيما بعد دخول روسيا وفرض الامن في بعض المناطق، وتركيا في مناطق آخرى، اضافة الى المناطق الآمنة تحت سيطرة النظام، وبالتالي نحو 90% من السوريين على الاقل يمكن ان يعودوا بكل أمان الى بلداتهم، وبالتالي لا يوجد اي مبرر امني لبقائهم.
وردا على سؤال، قال المصدر: لا يجوز الاكتفاء بتصاريح عشية الانتخابات، كي لا يكون الامر كطرح ملفات حق يراد بها باطل، بل يجب اتخاذ اجراءات عملية، ووضع المجتمع الدولي امام مسؤولياته، كارسال قوى الامن والوية عسكرية الى مخيمات النازحين بشكل حضاري واخوي وسلمي وانساني، وحصر تواجد هؤلاء على الحدود اللبنانية السورية، وفي الموازاة توجيه انذار الى الامم المتحدة لتنظم العودة في مهلة شهر… والا والا ستتكفل الدولة اللبنانية باتخاذ ما تراه مناسبا.
ودعا الى التصرف على غرار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي اعلن الثلاثاء، أن تركيا، التي تستضيف أكثر من 3,6 مليون لاجئ سوري على أراضيها، “تستعد لعودة مليون” منهم على أساس طوعي. وقال أردوغان في رسالة مصورة بُثَّت أمام مئات السوريين خلال حفل تسليم مفاتيح تعود لآلاف المنازل المخصصة للاجئين عائدين إلى شمال غرب سوريا “كانت المنازل الاسمنتية خطوة. نحن الآن نعد مشروعاً جديداً سيسمح بعودة طوعية لمليون من الإخوة والأخوات السوريين في بلادنا”، بمساعدة المنظمات غير الحكومية والمنظمات الدولية، بحسب ما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية.
وردا على سؤال، اسف المرجع الى ان لا ارادة داخلية، ويقابلها تواطؤ خارجي. وختم محذرا من خطة غربية اميركية – اوروبية لدمج النازحين السورين والفلسطينيين حيث هم وتحديدا في لبنان.
المصدر: Mtv