اخبار محلية

“أفقروا الناس وخربوا العلاقات”…#السنيورة للسنّة : أنتم في أساس الدولة وروحِها لأنكم أعطيتم لبنانَ دموعاً وانفتاحاً عربياً…شاركوا وصوتوا بكثافة

القى الرئيس فؤاد السنيورة من مكتبه في بلس كلمة توجه فيها الى اللبنانيين في حضور اعضاء لائحة “بيروت تواجه “استعرض فيها الخلفيات التي املت عليه الانخراط في المعركة الانتخابية والتعاون مع اكثر من مرشح ولائحة في لبنان قال فيها:”

أيها اللبنانيات، أيها اللبنانيون، يا أهلنا في بيروت والشمال والجبل وإقليم الخروب والبقاع والجنوب، وفي كل منطقة من لبنان، عشية الانتخابات النيابية التي ستجرى في ظلّ أخطر وأسوأ أزمة يعيشها لبنان، ويعاني من نتائجها وتداعياتِها اللبنانيون في عيشهم ومستقبلهم ومستقبل أبنائهم، ويتأثرُ بها سلباً مستقبلَ دولتهم ونظامِهم السياسي والاقتصادي، والتي كانت أواخر أشكالها ومظاهرها ما حملته معها مأساة زورق الموت في طرابلس. ولذا، تبدو المرحلةَ القادمةَ أشدّ قسوة ومرارة علينا جميعاً، إذا لم نباشر مسيرة إصلاح جاد وحقيقي تكون بدايته من مجلس النواب، مركز التشريع، وأمّ السلطات“.

اضاف:”هذه المخاطر تفرض على كل لبناني أن يُسهمَ إيجاباً في تغيير الوضع نحو بناء الدولةِ القويةِ بمؤسساتها وأجهزتها الشرعية والرسمية حصراً، بما يسهم في استعادة العافية الوطنية والاقتصادية، والتي من مقتضياتها تحديدُ الأولويات، والحرصُ على الابتعاد عن الغرق في متاهاتِ الحسابات والاعتبارات الشخصية، والطائفية، والمذهبية، والتشديدُ على مصلحة لبنان الوطن ومصلحةِ المواطنين اللبنانيين في الحاضر والمستقبل“.

وتابع:”يها الأخوات والإخوة، تتعرّض اللوائح الانتخابية التي بادرتُ إلى التعاون معها في عدد من المناطق اللبنانية بكل قوة وتصميم، كما أتعرَّضُ شخصياً، إلى حملات وجملةِ افتراءاتٍ وتزويرٍ للوقائع والحقائق، وبعناوينَ لا تمت إلى الحقيقة بصلة، والقصدُ منها تشويهُ السمعة وحرفِ انتباه اللبنانيين عن القضايا الأساسية التي يعاني منها لبنان. لذلك لا بدّ من التذكير ببعض الوقائع والحقائق التي عايشها ويعرفها الكثير من اللبنانيين: لقد دخلت إلى المعترك السياسي والحياة العامة مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وزيراً للمال. كما أنني توليت رئاسة الحكومة مرتين بتأييدٍ من الرئيس سعد الحريري. وفي تلك المرحلة وجدت نفسي بين ناري الاعتداء الإسرائيلي والإرهابي والحصار المضروب على السراي. ولقد واجه اللبنانيون النتائجَ المدمرةِ لجرائم حرب تموز 2006، التي دمّرت وخرّبت المنازل والمؤسسات، والمدارس، والجسور، والطرقات، والمصانع، والبنى التحتية، التي ارتكبها العدو الإسرائيلي الغاشم. لكننا- وبحمد الله – أعدنا وبدعمٍ كبيرٍ من المملكة العربية السعودية، وكذلك بدعمٍ كريمٍ كويتي وإماراتي وقطري وعُماني، وكذلك من بعض الدول الصديقة، وكل ذلك مكننا من إعادة بناء وترميم ما تهدّم، ومن ذلك إعادة إعمار وترميم أكثر من 115 ألف وحدة سكنية في جميع المناطق اللبنانية وذلك بأقل من سنة ونصففي المقابل- ويا للأسف- ها قد مضى نحو عامين على كارثة التفجير الجريمة لمرفأ بيروت، وإهراءات القمح والحبوب، ولايزال معظم بيوت اللبنانيين ومصالحهم مدمراً، وحتى الآن ما من بارقة أمل لإنقاذ العاصمة ممّا تسبّبت به.
نعم نحن نبني وهُمْ يَهْدِمون ويخرّبون، ونحن من يريد لبنان عربياً سيداً حراً مستقلاً قولاً وفعلاً، وليس مجرّد الاستمتاع بترديد أقوال يقصد منها التمويهُ والتعميةُ على مشروع كارثي يؤدي إلى وضع لبنان تحت الهيمنة الإيرانية عبر حزب الله وسلاحه.
هل نذكِّر بقرارنا الحاسم والكبير بالتصدي للإرهابي شاكر العبسي في مخيم نهر البارد يوم خرج علينا مَنْ وضعَ خطاً أحمر للحؤول دون استعادة الدولة لسلطتها ولهيبتها، وما خضعنا للتهديد ولا للابتزاز“.

وقال:” لقد ترأست حكومتين متتاليتين بين العامين 2005 و2009 شهد لبنان، وخلال أربع سنوات متتالية أعلى نسب نمو في تاريخ لبنان الاقتصادي، تضمنت تدفقات مالية كبيرة في ميزان المدفوعات، وتحسناً في الأوضاع المالية العامة واستقراراً معيشياً.
صحيح أنّ إصلاحاتٍ عدة كانت مطلوبة مذّذاك، إلاّ أنّ الاستعصاء على الإصلاح والتخريب المتعمَّد للنظام الديمقراطي البرلماني حال دون الكثير منها، واستمرت المخالفات لمبدأ فصل السلطات، وازداد الإمعان في تعطيل الآليات الديموقراطية الصحيحة للمساءلة والمحاسبة. وتعاظمت هذه الممارسات مع الاختلال المتزايد في التوازنات الداخلية، وكذلك مع الاختلال المتعاظم في سياسة لبنان الخارجية، وهو ما باعد بين لبنان وبين أشقائه العرب وأصدقائه في العالم، وأضعف رصيده المعنوي، وانعكس سلباً على أوضاعه الاقتصادية والمالية، وعلى الأوضاع المعيشية لجميع اللبنانيين.
لقد غادرت المناصب الرسمية، ولكني لم أغادر دوري الوطني والعروبي وانتمائي وعملي المثابر من أجل خدمة مصالح هذا الوطن. وعلى هذا، فلقد شعرت أنّ عليّ حقوقاً واجبة تُجاه لبنان واللبنانيين بمؤازرتهم، وعليّ حقوقاً واجبة لمسيرة الشهيد رفيق الحريري، ورأيت أن الظرف الخطير الذي يمر به لبنان الدولة والشعب اللبناني، لا يمكن ولا يجوز أن ندير له ظهرنا، بل علينا واجب التصدي له بكل ما أوتينا من وسائل وعزمٍ وعزيمةٍ مثابرة. وهذا ما دفعني للانخراط في المساعدة في هذه العملية الانتخابية الراهنة لمنع الاستباحة للبنان وبيروت ومناطقه كافة“.

اضاف:” نحن نخوض الانتخابات في ظل قانونٍ مسموم، ولكننا نطلبُ من الناخبين أن يُحوِّلوا هذا السمّ إلى ترياق عبر مشاركتهم الكثيفة في الاقتراع والتصويت للوائح السيادية الجديرة بالثقةإنّ المشهد السياسي اللبناني قد أصابه العطبُ والشللْ، بسبب تسلّط دويلة حزب الله والأحزاب الطائفية والمذهبية الموالية له على الدولة اللبنانية في سلطاتها وإداراتها ومؤسساتها وأجهزتها كافة. ولذا، فقد كان علينا المواجهة وسنواجه هذا السقوط من موقع وطني لبناني، وذلك من خلال ممارسة سياسية سيادية من أجل أن لا يسقط لبنان واللبنانيون.  يتهموننا بأننا ضربنا بالميثاقية عُرضَ الحائط لاستمراري بترؤس ما سموه زوراً حكومة بتراء، وهم الذين استقالوا لتعطيل تأليف المحكمة الدولية التي أعلنوا موافقتهم عليها في البدء ثم تنكروا لها، وحاصروا السراي الحكومي، وعطّلوا المجلس النيابي لعام ونصف العام. وصفونا بحكومة المقاومة السياسية، ثم فبركوا لنا تهم العمالة زوراً وبهتاناً، فيما هم يعلنون بالفم الملآن تبعيتهم وتبعية قراراتهم لإيران التي تُفاخر بالهيمنة على أربع عواصم عربية بقوة ميليشياتها المحلية. وهم يتحملون الكثير من مسؤولية الانهيار المالي والاقتصادي والمعيشييحطمون مبدأ حرية الاقتصاد، ويجردون لبنان من الثقة العربية والدولية، ثم يطلبون منا ان نتشبه بالاقتصادات الفاشلة التي لا تنتج إلاّ قهراً وجوعاً، وطوابير ذل طويلة لمواطني تلك الدوليُحوِّلون لبنان من دولة مؤسسات ودستور وقوانين لها مصالح حيوية مع الأشقاء والأصدقاء إلى معسكرات تدريب ومنَصَّة خطابية مستدامة للشتم والتهجّم، ومركزاً لتهريب المخدرات إلى الدول الشقيقة لتخريب مجتمعاتها.  يعبثون بالمواعيد والاستحقاقات الدستورية، ويسترهنون الدولة بإداراتها ومؤسساتها، ويعملون على تعطيلها حتى يُتاح لهم انتخابُ من اختاروه رئيساً للجمهورية ليسلّمهم القيادةَ والتحكّمَ بقرار الدولة الحر.
– يتحالفون مع الفساد السياسي ويتكاملون مع من حوَّل الدولة إلى جهنم فعليةلقد ضَربتْ دويلة حزب الله مبدأ فصل السلطات، وصار بعض القضاء وسيلة مباشرة للانتقام من الخصوم، مع ما في هذا من خطرٍ حقيقيٍ بالانزلاق من الدولةِ الديمقراطيةِ إلى الدولة البوليسية. أنفقوا أموال الخزينة واستباحوا الودائع وهتكوا قانون النقد والتسليف، كما فرَّطوا وضيَّعوا كل الفرص التي أتيحت للبنان للإنقاذتمسكّوا بالسيطرة على وزارة الطاقة ووزارة المال ووزارة الاتصالات وغيرها من الوزارات حتى استنفدوا آخر ما لدى الشعب اللبناني من موارد، وكذلك من طاقة على الاحتمال. عمموا الظلمة، وأفقروا الناس، وخربوا العلاقات، ونفخوا في بوق الطائفية والمذهبية، وليس من هَمٍ لهم سوى تحويل لبنان إلى جمهورية وراثية. حيال كل ما تقدم، نجد، وبحكمِ المسؤوليةِ الوطنيةِ أنّ ترْك الأمورَ على غاربها سيؤدي إلى مزيد من الاستعصاء على أية حلول. ذلك أن المحور الذي يطلق على نفسه نعت الممانعة، يسيرُ قُدماً في مشروعه، فيما هناك البعض ممن يدَّعون رفضاً لذلك التوجه، يتوزعون بين العزوف واللامبالاة والاختلاف والتحاصص، والطموحات السطحيّة“.

 

اضاف:”أيها الأخوات والإخوة، أيها الأحبّة، إنّ الوقت ضيق، ولكن لا يزال فيه فسحة للتفكير والصلابة وإظهار الإرادة والقيادية، والإمساك بالزمام المتروك. إنّ كل شيء بحاجة إلى البناء من أجل الإنقاذ وإعادة النهوض بمشروع الدولة، وإيفاء الناس حقها بالعيش الكريم، وتأمين احتياجاتهم الأولية، من كهرباء، وماء، وخبز، وطبابة، وتعليم، وحفظ مدخرات المواطنين وأموالهم، وإحقاق الحق والعدل بينهم وتُجاه دولتهم، وذلك بقضاء مستقل وعادل وغير منحاز، وإدارة حكومية غير مستتبعة، والقائمة تطول وتطول.
لكل هذا، ولإسقاط الدويلة والخلاص من هيمنة السلاح غير الشرعي على البلاد والمؤسسات العسكرية والأمنية والقضائية والتشريعية والتنفيذية وعلى قراراتها وتوجهاتها، ندعوكم للمشاركة في هذه الانتخابات بكثافة، وأن تقترعوا للدولة القوية المحكومة بالدستور وبالقوانين لا بفوهات البنادق وكواتم الصوت والمتفجرات“.

 

وتابع:” لذلك شاركوا وصوتوا بكثافة وتذكروا نتائج المقاطعة في العام 1992، وتصدوا باقتراعكم لنتائج انتخابات 2018 التي جرت بموجب هذا القانون الرديء. وإنّي في هذه المناسبة، أثمِّنُ وأقدِّرُ عالياً مواقف جميع المراجع الروحية الوطنية، وأحيي غبطةَ البطريرك الراعي على عظته في عيد الفصح المنصرم، وكذلك عظة المطران عودة، لما تضمنته تلك العظات من غيرة لبنانية وسموّ سياسي وبصيرة ثاقبة. وأحيّي وأثمِّن عالياً دعوة سماحة مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اللبنانيين عامة والمسلمين خاصة للاقتراع بكثافة.

وقال: “لقد توجّهت إلى السياديين على نحو لا يحتملُ اللَّبْس. وأتوجه إلى الشباب وغيرهم ممن يطالبون بالتغيير ويسعون إليه. إنّ العلاقة بين تحقيق السيادة والتقدم على طريق الإصلاح علاقة وثيقة، وانّ التغيير يبدأ من تحرير الدولة واستعادتها، فلا يستحوذ عليها بعض أصحاب السلطة الاسمية أو السلطويّة. كما أُريد في نهاية حديثي أن أتوجه إلى اللبنانيين عموما ، وبدايةً لأهلنا وإخوتنا في الوطن من الطائفة الشيعية الكريمة لتعزيز وتمتين الأُخوّةِ الوطنية والعربية والإسلامية التي تجمعنا. ولطالما جمعتنا سوية ودائماً لإزالة أي التباس يحصلْ أو يتقصّدُه المُغرضون من أجل ذَرِّ الخلاف فيما بيننا، فما جمعه الله، وما جمعه انتماؤنا العربي لا يمكن أن يفرقه من يريد التفرقة بيننا. فما يتعلق بموضوع وطأة حزب الله على الدولة اللبنانية، فإننا إذا نحّينا جانباً المسائل السياسية والعقائدية والأوهام المذهبية، وشخّصنا الأمور بواقعية لاستنتجنا أنّ ازدواجية السلطة التي عانى منها لبنان منذ اتفاقية القاهرة مروراً بالوجود السوري، ووصولاً إلى وضعنا الراهن كانت سبباً أساسياً في الاستعصاء على الإصلاح أو في شلل الدولة، وفي انهيار اقتصادها ومعه انهيار العيش الكريم للبنانيينفإذا كانت النيّةُ متجهة إلى الهيمنةِ الكُلِّيَة، فلقد أثبتت التجارب أيضاً أنّ الغلبة مستحيلة مهما اختلّ ميزان القوة العسكري يميناً أو يساراً. أما إذا كان القصد بقاء الحال على ما هو عليه، فهو في مفاقمة اندثار الدولة لأنّ مشروع حزب الله مخالف للواقعية السياسية والوطنية ولقانون الطبيعة. لذا، يا أهلنا شيعة لبنان والعرب، أنتم شيعتنا وأنتم أهلنا. لقد خضنا سوياً نضالات مشتركة للنهوض بلبنان وطناً لكل أبنائه من دون تمييز. وقفنا سوياً ودافعنا عن استقلال وسيادة لبنان وعروبته على مدى عقود طويلة، وواجهنا وتحمّلنا سوياً الاحتلالات الإسرائيلية، وقاتلنا معاً الدبابات الإسرائيلية على مساحة لبنان. دوماً ودائماً كنا معاً وسنبقى في توجهنا العربي، ونصرةً لكل قضايا العرب وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وسنبقى معاً شركاءَ في الوطن ومتساوين في المواطنة، لنصل معاً لبناء لبنان الجديد العربي الديموقراطي العادل بين كل مكوناته، والساعي إلى تقدم بلده ومواطنيه. أنتم تذكرون أنكم حملتم مع إخوانكم اللبنانيين لواء التصدي للاحتلال والاجتياح الإسرائيلي، حين قدّم اللبنانيون جميعاً في العام 2006، أنصع صورة في احتضانهم لبعضهم بعضاً، وقد آن الأوان أن تحتضننا دولةً واحدةً يتساوى فيها الجميع في احترام القانون والدستور، ويتشاركون حماية سيادة لبنان، وأن يكون لهم الحق جميعاً في استعادة دولتهم، والانخراط فيها بشروطها، والتمتع بخيرات وطنهم وتحمُّلِ واجبات الانتماء لهذا الوطن. فلبنان لا يكون إلا بالجميع وللجميع. وكما كنا ماضياً سنكون حاضراً ومستقبلاً معاً وسواسية للدفاع عن لبنان الدولة بمواجهة الدويلة، ولمنع التوطين تمسكاً بلبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه“.

 

أضاف:” أيها الأحبة، كما أريد أيضاً أن أتوجّه إلى المسلمين من أهل السنة والجماعة في كل لبنان خاصة، لأقول لهم بالصوت العالي، أنتم في أساس الدولة وروحِها لأنكم أعطيتم لبنانَ دماءً ودموعاً ونضالاً وانفتاحاً عربياً. ولأنكم أسهمتم إسهاماً أساسياً في بناء الدولة والكيان وحميتم استقلال لبنان، ولاسيما بعد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري. لذلك، فإنني أتوجه إليكم لأقول لكم أنتم لستم طائفة ولا جماعة عابرة، كما أنكم لحمةُ لبنان الثري بتنوعه وحيويته، وأنتم صُمْغَ هذه اللوحةِ الفسيفسائية اللبنانية الملوَّنة والزاهية الفريدة.  أنتم لستم بحاجة إلى من يحميكم، أو يقدم لكم مكاسبَ على حساب العيش المشترك، أو على حساب الدستور، أو على حساب اتفاق الطائف واستقلال لبنان.  إذ أنكم أنتم من أعطيتم من خلال رياض الصلح للبنان الكيان معناه الاستقلالي في العام 1943. وأنتم من وضعتم خيمة الاستقلال على الحدود السورية- اللبنانية. وأنتم من رفضتم الاقتتال الإسلامي- المسيحي من خلال دماء رشيد كرامي. وأنتم من رفضتم ودافعتم عن لبنان في وجه إسرائيل واجتياحاتها وعدوانيتها، فكانت المقولة: لا رايةً بيضاء في بيروت. ومجدداً: لا رايةً بيضاء في بيروت. وأنتم من رفض حكم النظام السوري واستتباعِهِ للبنان السيدِ الحرِ المستقل من خلال استشهاد الرئيس الصديق والكبير رفيق الحريري. وأنتم من صمدتم في وجه غزوة السابع من أيار.
لذا أنتم مطالبون اليوم في بيروت وطرابلس والشمال وصيدا وبعلبك والبقاع أن تقولوا للبنانيين في لبنان وفي كل أصقاع العالم بأنكم لن تتخلوا عنهم، دماؤكم دماؤهم ونضالكم نضالهم“.

وتابع:”أيها الأحبة، إنّ إخوانكم اللبنانيين في المغتربات، وقفوا طوابير يومي الجمعة والأحد الماضيين، لكي يمدّوا جسوراً متينة من التواصل معكم في ممارستهم لإيمانهم وانتمائهم لوطنهم من خلال أوراق الاقتراع. ولذا أنتم مطالبون أن تردّوا لهم جسر التواصل بأصواتكم لكي يكون المغتربُ والمقيمُ صوتاً واحداً من أجل لبنان الذي نريده وطناً جامعاً لكل اللبنانيين.
أنتم مطالبون بأن تقولوا أيضاً وبالفم الملآن رفضكم للهيمنة الإيرانية على هذه المنطقة العربية، وقد واجهناها وسنواجهها. ولذا، فليسمع من له آذنان بأن لبنان كان وسيبقى كما يقول دستوره بلداً عربيَّ الهوية والانتماء وطناً نهائياً لجميع أبنائه، وسيبقى لبنان حراً وسيداً ومستقلاً، يرفض التقسيم والتوطين“.
وختم:”أيها اللبنانيات، أيها اللبنانيون،
نحن وإياكم أمام لحظةٍ مفصليةٍ يجب عدم الاستهانةِ بها، ولا بنتائجها، فلا تستخفوا بقوة فعلكم وقوة قراركم وقوة وفعالية صوتكم، ولا تستهينوا بشراسة خصومكم وأنتم الفائزون بإذن الله. ولذلك، فلنشارك بكثافة، ولنصوّت لنهج إعادة بناء الدولة الواحدة الموحدة القادرة على انتشال شعبها مما أوصلته إليه الدويلة. صوّتوا لنهج الخروج من كل الأزْمات التي نعيشها. صوّتوا لنهج الحفاظ على عروبة لبنان ومصالِحِه وعلاقاتِهِ العربية والدولية المميزة.
ثقوا أنهم لن يستطيعوا تغييرَ معالمَ الدولةِ اللبنانية الديمقراطية البرلمانية، أو أن يحولوها إلى دولة بوليسية مستبدة، وثقوا أيضاً أن جهاز مناعتكم الوطنية اللبنانية أقوى بكثير من ممانعتهم المزعومة وسطوتهم القاهرة والشرسة. تذكروا أن دويلة الظلم ساعة وان دولة الحق والعدالة الى قيام الساعة.سيبقى لبنان“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى