مقابلة خاصة مع الخبير في شؤون ايران والشرق الاوسط الاعلامي الدكتور حكم_امهز حول تطورات الاتفاق النووي الايراني

تحقيق وحوار: بتول حلاني
*مقابلة خاصة مع الخبير في شؤون ايران والشرق الاوسط الاعلامي الدكتور حكم_امهز حول تطورات الاتفاق النووي الايراني*
*الاتفاق النووي الايراني، تباينت بشأن هذا القرار ردود وافعال دول وزعماء العالم، بين أطراف وصفته بأنه تاريخي، بينما عارضته دول أخرى واعتبرته خطير جدا، فيما آثرت دول اخرى الصمت*
*هل بدأت ارهاصات التوصل الى اتفاق بشأن النووي الايراني؟*
*مفاوضات فيينا تدخل مرحلة حاسمة، هدنة أم اتفاق دائم؟*
*بعد اشتراطها ضمانات، مادور روسيا في الاتفاق النووي الايراني؟*
*هل التوصل لحل بشأن الاتفاق النووي الايراني يشكل لحلحة أزمة ارتفاع أسعار النفط عالميا”؟*
بداية أكد حكم امهز انه خلال الأيام الأخيرة كان هناك تقدم كبير على مستوى المفاوضات، حتى من شهر تحديدا” كان هناك كلام ان وزير الخارجية الايراني حسين امير عبد اللهيان يحضر نفسه للتوجه الى فيينا للتوقيع على الاتفاقية النووية.
وكانت الامور سالكة الا ان بدأ الوفد الاميركي بطرح امور جديدة، تمثلت بالانقلاب على مواقفه داخل الاجتماع، كان يوافق الوفد الاميركي داخل الاجتماع، ومن ثم عندما ينفض الاجتماع، يراجع الاميركي قراره ليعود بعدها ويغير موقفه، وعند الوصول للمرحلة الاخيرة، ذهب الاميركي واتى باقتراحات جديدة، وصار يطالب باتفاق سريع تحت عنوان تطورات المنطقة، وخصوصا ان لديهم هدف اساسي وهاجس بانهم يمثلون الرئاسة الديمقراطية لذلك يريدون اتفاق يتلائم مع وضعهم الداخلي كونهم يعيشون ازمات بمواجهة الجمهوريين وهناك انتخابات بعد بضعة اشهر في الكونغرس الاميركي وبالتالي اذا لم يكن اتفاق يعزز مصالحهم الداخلية سيؤثر على الانتخابات ويفوز الجمهوريون عليهم..
راى حكم امهز انه بالمقابل كان لايران موقف واضح، خطوط حمر لا يمكن تجاوزها، هذه الخطوط ابرزها موضوع التبادل المالي مع العالم، اضافة الى الحرس الثوري وبعض المؤسسات الأساسية في الدولة، الاحتفاظ بحق ايران بتطبيق بحوثها العلمية،وتطوير النووي.. اضافة الى موضوع الضمانات، فبعد اتفاق ٢٠١٥ الذي انسحب منه ترامب، الاتفاق الذي وقعت عليه ٥ دول كبرى +المانيا، لم يستطيعوا ردع ترامب عن قراره او وقف العقوبات، حتى لم يستطيعوا مواجهة العقوبات المفروضة على ايران وحماية شركاتهم التي تشارك باستثمار داخل السوق الايرانية، فبالتالي الايراني كان عنده موضوع الضمانات من ضمن الخطوط الحمر، ان تكون الضمانات بيديه، اول ضمانة ان لا يذهب الاتفاق الى مجلس الامن الدولي، لكي لايكون هناك الية سناب باك التي كانت موجودة بالاتفاق السابق، واضاف حكم امهز كمثال في حال حصلت مشكلة ما مع ايران واعتبرت الاطراف المعنية ان ايران اخذت الاتفاق صار من حق الدول الاطراف تشكيل لجنة، من الاطراف لحل المشكلة واذا لم تصل اللجنة الى حل خلال فترة زمنية محددة، بين ١٥ الى ٣٠ يوم تقريبا، عندها يتحول الموضوع الى مجلس الامن الدولي، واذا ادينت ايران، فهذا يعني انها ستعاد كل العقوبات الدولية عليها، ليس فقط الاميركية، بل حتى الدولية، التي كانت مفروضة قبل ٢٠١٥.
ثانيا موضوع المركزي المتطور مع الكميات المخصبة بنسب مرتفعة توضع داخل مخزن في مكان محدد ويختم المستودع بالشمع الاحمر، في حال اخلّت الاطراف المعنية بتعهداتها حيال ايران، فيحق لايران ان تكسر هذه الاقفال وتسترجع الكميات المخزنة.
وبالتالي وجود هذه الكميات المخصبة في المخزن، يتم تحت اشراف كاميرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ايضا كان هناك المزيد من الضمانات المطروحة، مثلا ان يكون هناك استثمارات للشركات الاميركية الكبرى في ايران، مثلا مثل طائرات البوينغ، وعادة هذه الشركات تستثمر بكميات هائلةمن الاموال وعشرات المليارات؛ حينها اذا حاول اي رئيس من الرؤساء الاميركيين المقبلين، الانسحاب من الاتفاق النووي،فهذا يعني ان هذه الاموال ستتعرض للخطر والامر الاخر نعرف ان الشركات الاميركية تشكل لوبيات، وبالتالي هذه اللوبيات ستضغط على الرئيس الذي ينوي الانسحاب لانه سيعرض الشركات والاموال للخطر، وكان هناك مجموعة من الضمانات لايران وكانت الامور سالكة، ووصلت لنتائج متقدمة، كان هناك اقتراح بموضوع التحقق، لان ايران طرحت رفع الحظر الضمانات والتحقق، ماذا نعني بالتحقق؟
يعني نحن لانبدأ بالتنفيذ حتى نتحقق من الضمانات، والتنفيذ، يعني بشكل اوضح، نحن لا نبدأ بتنفيذ التعهدات الا بعد ان نضمن ان التعهدات من قبل الاميركيين والاوربيين بدأت تتنفذ، وفي هذا الاطار كان مطروح امر، هو تحت مسألة التحقق الصريحة، انه يوضع ناقلتي نفط ايرانية، في احد الموانئ بالعالم، يوضع ناقلتين في وسط البحر وناقلتين في الموانئ ، فاذا تم الاتفاق، مباشرة الناقلتين في البلد المستورد تبدآن بتفريغ الحمولة، هذا يعني اولا ان النفط الايراني بدأ يتصدر، هذا التحقق، والامر الاخر الاموال العائدة من كميات النفط المصدرة تعود للبنك المركزي، وهكذا يكون قد تم التأكد من النقطتين الاساسيتين؛ تصدير النفط و ايضا التبادل المالي.
ثم مباشرة تلحق بالناقلتين السفينتين الموجودتين في وسط البحر، وهكذا يكون تم التحقق من قبل الايرانيين بفترة قصيرة وبالتالي يبدأ التنفيذ.
وصلت الامور الى مراحل متقدمة جدا ولكن اخيرا انقلب الاميركيون على مواقفهم وقدموا اقتراحات جديدة غير مقبولة رفضها الايرانيون، لم نقدر معرفتها بعد، الامر الثاني انهم يريدون اتفاق سريع فاعتبرته ايران غير متين، يعني ايران لا تريد اتفاق مؤقت، وكأن الحديث يدور مجددا حول اتفاق مؤقت، وكأنهم يريدون ان يتم الاتفاق لفترة زمنية معينة، لذلك، عرقل هذا السبب الامور وبالتالي توقفت المفاوضات بشكل مؤقت او لا نحن لانعرف حتى الان.
اضاف حكم امهز لافتا اننا ايضا راينا الروسي دخل على الخط، يطالب بضمانات لشركاته اذا حصل الاتفاق، يعني كل الشركات التي ستعمل في ايران ستكون معفاة من العقوبات، لان العقوبات الاميركية سترفع عنها، لكن بظل الازمة القائمة في اوكرانيا، المجتمع الدولي بدأ يفرض عقوباته على روسيا ، ولكن الاوربيين والاميركيين فرضوا العقوبات ليس فقط على روسيا بل وشركاتها ايضا، لذلك روسيا الان تريد ضمانات لكي تستمر في ايران، لاننا كما نعرف ايران خصبة جدا والعمل فيها مكسب كبير لاي دولة، والايراني اكيد سيتعامل مع الروسي على انه حليف وصديق، وسانده في الفترة الماضية، لذلك لا اعتقد الضمانات الروسية كانت ستعرقل المفارضات.
ختم حكم امهز مؤكدا بكل الاحوال، عمليا الامور توقفت، هذا الجو حتى الان، اليوم كان يتحضر وزير الخارجية ليذهب الى فيينا حتى ظهرت الاقتراحات الاميركية الجديدة بشكل مفاجئ، والموقف الايراني كان حاسما”، هذه الاقتراحات مرفوضة وغير مقبولة، لذلك توفقت المفاوضات.
هنا يوجد نقطة، كلنا نعلم ان اوراق القوة بيد ايران، وهي الطرف الاقوى في المفاوضات، والازمة الاوكرانية اضافت اوراق قوة جديدة بيد ايران، الاوروبي كان يحاول بالفترة السابقة عرقلة المفاوضات، حتى يحصل على حصته الاقتصادية بايران، ولكن ايران هي من تحدد من يدخل على سوقها، او لا يدخل، فكان الاوروبي يعرقل خشية ان تاخذ اميركا حصته، (حصة الاسد الاقتصادية من ايران)، لذلك كانوا لا ينقلون الرسائل الايرانية لامريكا، يعني في بعض الاوقات كانوا يتلاعبون بهذه الرسائل لمصالحهم الخاصة، فالايراني اعلن عن هذا الموضوع، وانقلبت الامور، واصبح الاوروبي يدفع نحو الاتفاق، لماذا؟ لان الحل الوحيد والافضل والاسهل لتوفير الغاز هو من ايران، فاذا توقف الغاز الروسي، فأي غاز ليصل اليهم يحتاج لوقت وتكلفة، فالاسهل هو الغاز الايراني حيث تملك ايران ثاني اكبر مخزون غاز في العالم، وعندها انبوب غاز ينطلق من ايران ويمر بتركيا، ومن تركيا الى اوروبا بكلفة اقل ووقت اسرع. فلذلك اصبحوا يدفعون الامور باتجاه الاتفاق، واخيرا، حتى الان الامر محسوم الاميركي يعمل وفقا لمصلحته فقط،بطبيعة الحال.