خاص موقع بكرا احلى

“ماحدا رحمنا او شفق عولادنا وقدملنا نقطة مازوت..سلمنا امرنا لالله”…”الثلوج نعمة ونقمة” العاصفة تعزل البقاع بأثقال كلفة التدفئة!

بتول الحلاني

يجلس احمد متكئا” على خده، بقبعته الصوفية وملابسه الكثيفة، مع زوجته وطفليه، في غرفة باردة، ومدفأة تحتاج ما يدفئها، يطلق احمد تنهيدة، مثقلة بالعتاب، قائلا : مابقى قادر امن مازوت او حطب للصوبيا، حتى تياب ولادنا ولعناها وتدفينا عليها…شوفو لوين وصلتونا عم نموت مية مرة باليوم…

تضيف زوجته وهي تتحسر لما آلت اليه الامور وتستذكر الوضع قبل سنوات، “كنا نصرف الف ليتر مازوت وماكنا نعرف شو هو البرد، ماحدا رحمنا او شفق عولادنا وقدملنا نقطة مازوت..سلمنا امرنا لالله…”

اما المسنّ أبو محمد فأخذ يضرب كفّاً بكفّ مع تكرار زوجته سؤالها الدائم “شو بدنا نعمل بالتدفئة؟ نخر البرد اجسامنا”. يلتزم الصمت، وفي صمته وجع، فحاله حال معظم أهالي منطقة بعلبك – الهرمل.

أي كارثة بدأت هذه السنة منذ بداية فصل الشتاء، وازداد هولها شيئا فشيئا مع تدني درجات الحرارة لدون مستوياتها الطبيعية.

فهذا العام لايشبه غيره، ازمة حقيقية في البقاع، الامر لا يقتصر على ذوي الدخل المحدود ولا على الاغنياء، جمعيهم سواسية امام البرد القارس وموجات الصقيع، ولكنهم يختلفون في تأمين وسائل التدفئة.

البقاعيون بشكل عام يواجهون الصقيع والبرد بصبر، الازمة الاقتصادية مختلفة هذا العام تزامنا مع ارتفاع سعر صرف الدولار امام الليرة اللبنانية الذي زاد من هول الازمة، فمادتا المازوت والحطب هما المادتان الاساسيتان للتدفئة، حتى الحطب هذا العام لم يعد متيسرا لأصحاب الدخل المحدود، وارتفع بنسبة ١٠ أضعاف الاسعار في السابق، عدانا عن شح مادة المازوت في السوق وارتفاع سعرها.
باتت الأغطية والحرامات هي وسيلة التدفئة الوحيدة حاليا، أمام صقيع العواصف.

وفي مواجهة هذه العقبات، لا يبدو أنه ثمة خيارات عديدة أمام البقاعيين، سوى رمي قلقهم وهواجسهم باتجاه القادم من الأيام. فلم يتبقَّ غير الانتظار.
كان الله في عونهم، في ماتبقى من اخر ايام الشتاء المتبقية.

هل وضع بلد صغير كلبنان مستعص عن الحلول، أم أن المصالح تعطل أي حل ممكن؟

موقع بكرا أحلى

وأمام من يتألم، ومن يشكو، بدورنا في الصحافة نتساءل: من المسؤول عن تردي الاوضاع ووصول الناس الى هذا الوضع المزري، حيث باتوا يتسولون الدفء لاطفالهم؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى