خاص موقع بكرا احلى

أساتذة التعليم الرسمي بين أداء واجباتهم وحقوقهم .. تقصير من الدولة أم تقصير منهم تجاه طلابهم؟

فاطمة دندش

لطالما كانت المدرسة الرسمية هي الحاضنة للبنانيين من جميع الطوائف والمذاهب والاحزاب والطبقات الاجتماعية، وان نظرنا إلى المدارس الرسمية في سابق عهدها نجد أنها كانت في اوج عطائها حتى.. اتت الازمة الاقتصادية.. كورونا.. الاضطرابات..

إلى اليوم المدرسة الرسمية مهمّشة منهارة ان صح الوصف. تسائلنا:هل تخلت الدولة عن هذا القطاع الذي كان في السابق يخدم جميع اللبنانيين اما الآن قد لا يدعم مصلحتها؟ الاستاذ المتعاقد في السابق كان يحصل على ١٣ دولار مقابل ساعة تعليم هل المطلوب الآن ان يحصل على هذا المبلغ كما في السابق؟ الاهل اتجهوا نحو التعليم الخاص و تحمل عبئ الأقساط المرتفعة اعتبروا بذلك ان ابنهم سيحصل على تعليم افضل هل بات استاذ التعليم الرسمي اقل كفاءة من استاذ التعليم الخاص؟! من جعل طلاب التعليم الرسمي ككبش محرقة الدولة أم الأساتذة؟ هل المطلوب القضاء على التعليم العام في سبيل دعم القطاع الخاص وتعويمه. تواصلنا مع العديد من أساتذة التعليم الرسمي لكننا تفاجأنا بتهرب الأكثرية الواضح لدى سؤالهم عن حال مدرستهم وما يعانون منه ما الذي يمنع استاذا من قول الحقيقة او وجهة نظره أو ما يشكو منه؟؟؟ لا ندري…

لكن البعض قد حدثونا بمصداقيتهم وكان لهم رأيهم ولكل منهم وجهة نظر مختلفة لكن المتفق عليه هو ضرب هذا القطاع. فقد حدّثنا الاستاذ محمد إسماعيل قائلا: ان انخفاض جودة التعليم الحالية عائدة إلى عدم قدرة الدولة على تأمين مستلزمات هذا القطاع من ناحية إعطاء أجر المعلم وحقه( فهي ما زالت تعطيه بعض القروش والفتات) لحد ان وصل إلى عدم قدرته على دفع أجرة النقل للوصول إلى مكان عمله وهذا كان حائلا امام قدرة المعلم للقيام بواجبه كونه لا يتقاضى ما يستحقه؛ فحتى الآن أجرة النقل المدفوعة لا تكفي والأستاذ مضطر ان يدفع من جيبه للذهاب ومزاولة مهنته..

انهيار التعليم الرسمي بدأ مع انهيار الوضع الاقتصادي وترديه.. الكورونا والتعليم عن بعد الذي لم يكن سوى كلاما ولم يُحقق على الأرض مما أدى لتراجع أداء الطالب متزامنا مع تراجع أداء المعلم فلم يعد هناك الزامية بالتعليم والطالب الذي لا يريد أن يتعلم يرسلونه اهله إلى المدرسة الرسمية؛وأضاف ان لمن المطلوب ان نعيد صياغة هذا القطاع وعدم ضربه ليعود كما كان من خلال الدعم الموجّه للأستاذ اولاً واعطائه حقه الكامل ليقوم بواجبه العطائي دون تذمّر لتحمله اعباء لا يستطيع تحملها… وثانيا إعادة تأهيل الطالب في المدرسة الرسمية ودعمه ومتابعته وتيسير أموره وذلك من خلال الاهتمام من الأهل والمعلم.. لشق طريقه التعليمي وإكماله.وايضا كان لاستاذ حسن البزال كلاما مشابها فعلّق قائلا ان لولا بدل الإنتاجية التي يحصلون عليها (٣٠٠دولار)لكن حالنا بالويل فلا حقوق ولا حتى معاشات تُدفع من الدولة فهم بانتظار معاشاتهم منذ اول العام الدراسي (وهي ١٥٠ الف ليرة عن كل ساعة تعليم وبدل النقل الذي وعدونا به) وكل يوم كلاما ووعودا أشبه بالحقيقة.. التقصير من الدولة والأستاذ الرسمي بات شبه معدوما.

اما الحديث الذي خالف كل ما ورد هو لاحد المعلمات التي رفضت ان نذكر اسمها خوفا من ضرر قد يلحق بها كونها مقرّبة من الوزارة فصرّحت لنا:بأن استاذ التعليم الرسمي يحصل على كامل حقوقه بل ويأخذ أكثر مما يستحق كونه لا يقوم بواجبه بضمير ويتقاعس عن عمله والحضور بذريعة ان معاشه لا يكفي.. فهو يحصل تقريبا على ٦٠٠ دولار مع بدل الانتاجيه وهذا لا يحصل عليه استاذ الخاص وتابعت قائلة جعلوا من طالبهم كبش محرقة اضربوا عن التعليم من أجل جيوبهم.. وان علّموا فهم يعلّمون من “افا ظهورهم” واستهتار اما بحجة انهم لم يحصلوا على حقوقهم أو بحجة ان الطلاب غير كفوئين، الوضع في المدارس الرسمية مؤسف فكل ما نراه ليس حقيقياً الدولة تعطي حق الاستاذ لكنهم يتصرفون كما يحلو لهم دون رقيب أو حسيب.. فهم المسؤولين عن الانهيار التعليمي الحاصل فلم يلتزموا بما املاه عليهم واجبهم وضميرهم فلا يذهبون إلى مدارسهم وان ذهبوا يقضون خارج الصفوف وطلابهم في فوضى عارمة ولا تعليم للطالب بحجة انه لا يريد التعلم

ولدى سؤالنا لها ان كان هناك من حلا لاسترجاع دور وعمل المدرسة الرسمية بشكل أفضل قالت:نستعيدها من خلال إعطاء حق الاستاذ بما انه يعتبر نفسه مضطهدا وبالتالي نعطي حق التلميذ من خلال تضحية المعلم والعمل بضمير فالمعلم هو الرسول الذي يجب أن يكون مضحيا وقدوة لطلابه وتعليمهم بكل مسؤولية ألم يقولوا بأن المعلم كاد ان يكون رسولا فما معنى ذلك؟؟

ننهي هذا التقرير الذي هو برسم الجميع ونسأل: أليس هذا الواقع بمؤسف فما بين مظلومية الاستاذ وتقصير الدولة تجاهه نجد طالباً يسعى ليتعلم لكن وضعه المادي لا يسمح له الالتحاق بمدرسة خاصة نظرا للاقساط المرتفعة أليس من واجبكم ان تقدموا له الدعم والتعلم وان لاتجعلوه رهنا لكم واستعمال طريقة أخرى للمطالبة بحقوقكم؟

أليس من الممكن أن نستعيد هذا القطاع المهم لنا ولأبنائنا وذلك بدعمه من الدولة والتكاتف يدا بيد مع الكادر؟

 

موقع بكرا احلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى