من #شعار “شوف حالك بليرتك” إلى “يلي في يوم عرفتيني إنساي… إنساي… #المصارف التي وعدت بـ”راحة البال” اختفت!!
سكتت الشعارات فجأة وغابت الإعلانات، اختبأت خلف أبواب المصارف الموصدة المحصنة بألواح الحديد السميكة. طارت الوعود بغد أفضل وقدرة تكبر وطموحات تتطور… تلك الشعارات والحملات الإعلانية التي تبنتها المصارف في العقد الأخير (قبل الأزمة) أدخلتها الى كل بيت وجيب وجعلتها “منا وفينا”، لتصير جزءاً من الوعي الجماعي مثل الدبكة والتبولة. وفي ليلة تشرينية “ما فيها ضوء قمر” استيقظ الشعب اللبناني على واقع آخر وانقلبت شعارات اعتاد سماعها مثل “خلينا نتقدم سوا” أو”شوف حالك بليرتك” “ومنعرف شو بدّك”، الى شعار واحد يختصر المرحلة ” يلي في يوم عرفتيني انساي… إنساي…” وانتهت القصة.
لم تكن تلك الحملات الإعلانية بريئة أو مجرد تسويق لخدمات مصرفية كما أثبتت دراسة أعدها مركز “مبادرة سياسات الغد” وكشفت أنه بين العامين 2012 و2021، اشترى القطاع المصرفي ما قيمته 1.17 مليار دولار من الإعلانات المتلفزة، وانقسمت بين 80% قبل الأزمة العام 2019، و20% بعدها وتوزعت على المؤسسات الإعلامية الستّ الأكثر مشاهدة في لبنان. وكانت قيمة الإعلانات المصرفية حوالى 100 مليون دولار سنوياً بين العامين 2012 و2015، لتزداد بنسبة 75% في العام 2018 وتبلغ رقماً خيالياً وصل الى 215 مليون دولار. وشكلت إعلانات المصارف حوالى 15% من إجمالي مساحات الدعاية الإعلامية في لبنان خلال هذه الفترة لتصير المصارف جزءاً لا يتجزأ من يوميات اللبناني. كيف لا وواحد من المصارف الكبرى ما زال مصرّاً أن شعار “مصرفك مدى الحياة” شعار “يتخطى المآرب التسويقية ليشكل فلسفة فعلية ترسم كل ما نقوم به من أجلك وتحدّد أطره”.
المصدر: نداء الوطن