“#إغاثة_سوريا حملة من القلب للقلب”…من خلال بوست عفوي عبر الفيسبوك الشباب اللبناني إستطاعوا “إيد بإيد” أن يصنعوا الفرق فكانت اول حملة تدخل الأراضي السورية
ميرا البعاصيري
يرسمون قلوبًا وضحكات فوق الرّكام، حملة #إغاثة_سوريا حملة من القلب للقلب لمساعدة إخواننا في سوريا. من بوست عفوي عبر الفيسبوك إلى عدّة قافلات من المساعدات التي أُرسلت وستُرسل إلى سوريا. الشباب اللبناني استطاعوا “إيد بإيد” أن يصنعوا الفرق، فحملة إغاثة سوريا هي أول حملة إغاثة تكسر الحصار وتدخل الأراضي السورية.
وكان لموقع بكرا أحلى حوار خاص مع عددٍ من الشباب والصبايا الموجودين في الحملة.
بدايةً مع حسين حريري الذي أخبرنا أنّ حملة إغاثة سوريا انطلقت ببوست عفوي على فيسبوك وقد لقى تجاوب الأصدقاء. ضمّت الحملة حوالي 40 شخص من مسعفين، أطباء، أصحاب اختصاص، معالجين نفسيين، ورافعي أنقاض. إضافةً إلى آليتيّ إسعاف ومستوصف ميداني متنقّل.
وتابع “كنّا كلّ ما اقتربنا من الحدود السورية تتسارع دقات القلب ويزيد حماس الشباب الموجودين بالحملة. وبمجرّد رؤية الضحايا، عُدنا بالذاكرة لإنفجار مرفأ بيروت ومشاهد الناس تحت الأنقاض”
ما مدى تجاوب الناس في أوّل انطلاقة الحملة؟ وهل كان هناك خوف في البداية أن لا تكون النتيجة بحجم التوقعات المَرجوة؟
أجابنا حسين حريري “التجاوب فاقَ التوقعات ولا يزال الزخم حتى الآن، بعد مرور أسبوع على الزلزال لا تزال تصلنا التبرعات وكأنّه أول يوم.
طبيعي كان هناك خوف في البداية بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في لبنان وعلى اللبنانيين لكن لم يتردّد أحدهم ولا للحظة أن يساعد أو يتبرّع للآهالي في سوريا.”
وأضاف حسين ساردًا لنا موقفًا حصل أمامه، دمارٌ ومبانٍ على الأرض والناجين جالسين بجانب المباني، نصل نحن فيهرعون “بدن يضيفونا شاي وبدن يعملوا قهوة ولو حتى فوق الركام”.
وفي حديث مع الناشط أحمد نجّار أكّد أن حملة إغاثة سوريا هي مبادرة فردية بعيدة كلّ البعد عن الأحزاب السياسية، وذات هدف إنساني بحت.
وتابع انطلقنا بفيديو قصير وجمعنا مساعدات هائلة كانت عبارة عن ثياب، أدوية، حرامات، وسائد، مواد غذائية، ومستلزمات طبية. وصلنا أوّل مرة بدفعة تقريبًا 30 طن من المساعدات وفي صباح اليوم التالي انطلقنا بقافلة أخرى.
وعن نخوة اللبنانية صرّح أنّه أمرٌ ليس بغريب على الشعب اللبنانيّ الذي هرع لمساعدة إخوانه السوريين من كلّ المناطق اللبنانيّة. والشعب السوري كان سعيد جداً ويردّد “عم نعزبكن انشالله منكافيكن بالأفراح”. ” نحنا واياكم منتشارك المصايب انتو أوّل الناس بتوقفوا حدنا” عبارة ردّدها أغلبهم.
وختمَ أحمد نجّار كم نسعد عندما نجدُ ناجٍ من الزلزال ويطلعنا على ما مرّ به وفي نفس الوقت هو سعيد ومتشكّر أنّه على قيد الحياة.
ولنتعرّف أكثر على مدى تأثير الزلزال على نفسيّة الشعب السوري عامةً والأطفال والمراهقين خاصةً، تحدّثتُ مع الأخصائية النفسيّة حوراء بدرالدين.
بدأت الاستاذة حوراء حديثها تقول منذ إعلان الحملة تفاعل الشباب والصبايا في لبنان بطريقة سريعة وبروح عالية واندفاع. كان كل هدفنا مساعدة الشعب السوري بعد تقاعص الدول معه.
ما إن وصلنا شاهدنا أهالي المفقودين متلهّفين لسماع خبرٍ عن أقاربهم، جرّبنا قدر المستطاع أن نواسيهم ونعطيهم المعنويات. وبالنسبة لأهالي الضحايا الذين استطعنا الالتقاء بهم، جرّبنا أن نخفّف عنهم ونساعدهم على تقبّل الفاجعة برفقة فريق طبي وأخصائيين نفسيين.
وعلى الصعيد النفسي كانت هناك حالات هلع وقلق لا توصف. مع الأولاد استخدمنا طريقةَ اللعب والتفريغ وكان معنا الكوميدي علي اتحاد الذي قام بعمل رائع مع الأطفال على مدى ثلاثة أيام، أما عن المراهقين (14 سنة وما فوق) كان هناك حالات قلق ونوبات هلع وغياب عن الوعي، وهناك حالات صعبة لمشاهد رَسختْ عند الأطفال(مشاهد جثث ما زالت عالقة) سنعمل في الأيام القادمة على مساعدتهم أكثر.
وختامًا وجّهتْ الدكتورة حوراء نداء عن طريق موقعنا لكلّ من يستطيع أن يتوجّه لمساعدة الناس في مراكز الإيواء لاسيما على الصعيد الطبي والاسعافات والنفسي والطاقم البشري لمساعدة المنكوبين من الشعب السوري على تخطي الأزمة و مساعدة الجمعيات في عملها كمتطوعين ضمن مراكز الإيواء.
موقع بكرا أحلى