خاص موقع بكرا احلى

التّسعيرة عند الحلاق “لقمان جبريل” إبن بلدة ب”ريقع” الجنوبية: “معك أهلا وسهلا وما معك كمان أهلا وسهلا”

أية نمر

نعيشُ واقعًا مريرًا أملى علينا التّحمّل والصّبر على ما نمرّ به من غلاءٍ وفحشٍ وظلمٍ.

وبالتّزامن مع إرتفاع سعر صرف الدّولار وغلاء المستحضرات المستخدمة قبل قصّ الشّعر وبعده، كالشامبو والجل والسبراي وكلفة فاتورة المولّد الكهربائيّ والمياه السّاخنة، ارتفعت قصّات الشّعر لما يقارب 7 الى 10 دولار. كما أنّ تكلفة القصّة تختلف وتتفاوت أحياناً بشكلٍ كبيرٍ تبعًا للمنطقة. ففي الصّالونات الفاخرة تصل التّسعيرة الى 20 و 30 دولار. فيمكننا القول أنّ سعر الحلاقه في لبنان يحلّقُ عاليًا.

“اذا نحنا ما حسينا ببعض مين بدو يحس فينا”. جملةً تقالُ في سبيل صفّ الكلام، لكن القليل من يطبّقها فعلًا وقولًا.
اليوم، التقينا بالحلاق الطّيّب، الخلوق والإنسانيّ “لقمان جبريل”،ابن بلدة بريقع-قضاء النبطية، يبلغ 37 من العمر. فتح صالونه الخاص منذ 18 سنة وسرّ نجاحه واستمراريّته أنّه يشعر بغيره. بالفعل هو أحد الأشخاص الّذين طبّقوا هذا القول قولًا وفعلًا.

وفي حوارٍ عبر موقع بكرا أحلى مع الحلّاق “لقمان جبريل”، هذا ما قاله:
بينما كانت قصّة الشّعر في أيّام العزّ تبلغُ 15 ألف ليرة، بات سعرها اليوم وبفعل الأزمة يتراوح بين 400 و 600 ألف ليرة.
لكن ضميري لا يطاوعني أن أرسل أحدًا دون قصّ بسبب عدم توفّره المال.
فهناك الكثير من الحلّاقين ألصقوا التّسعيرة على الحائط، لكنّي لم أجدها لائقةً أن أحرج النّاس وأحمّلهم فوق طاقتهم، فقرّرتُ أن لا أضع تلك الورقة الّتي تتضمّن التّسعيرة.

خلال يومي في الصّالون يأتي الكثير من النّاس تجلس على كرسيّ الحلاقة وتدفع ما باستطاعتها أن تدفع.
والعكس تمامًا، يأتي أشخاص لتسأل عن سعر الحلاقة قبل الجلوس على الكرسي، كلّ الّلي بقلّن ياه”اقعد وادفع قدّ ما بدّك، وبلاها كمان مهمّ تحلق وتروح عبيتك حالق”.
ومرّةً جاء رجل يجول وبجيبه 70 ألف ليرة فقط، لم يقبل أحد بأن يقصّ له، فجلس وقصصت له وقلت:”وقت يكون معك مصاري تعا ووقت ما يكون معك كمان تعا”.

وقصّةً أخرى عن إمرأة وثلاث أولاد جاءت والهمّ يرافقها عمّا ستتكلّف لتدفع له فبعد الحلاقة طلب ما تيسّر ما تدفعه من مال وما قبلت تطلع مكسورة وزعلانة.
فالتّسعيرة عندي عنوانها “على راحتك، اللّي معو أهلا وسهلا واللّي ما معو كمان اهلا وسهلا”.

إذًا، يمكننا اعتبار أنّ كلفة قصّة الشّعر وترتيب الشّكل الخارجي بات مكلفًا في ظلّ هذه الأزمات الّتي نعيشها في شتّى أنواعها. وهنا تصحّ عبارة “ويا نيّال الأصلع” في هذه الأيّام.

لزيارة لقمان، العنوان المريجة نزلة الكنيسة مقابل مدرسة الإمام الصادق، مشروع الحسناء بلوك A
اسم الصالون: صالون لقمان للرجال

المصدر: موقع بكرا أحلى

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى