اخبار محلية

صقيع آذار يقسو على اللبنانيين…الدكتور افرام: اللبناني اعتاد على الشتاء الدافئ في الآونة الأخيرة حيث لم نشهد شتاء قاسياً بهذا المقدار!

جاء في صحيفة “نداء الوطن”:

ماذا يقول أصحاب الاختصاص عن مدى دقة التوقعات المُسبقة وما هي الوسائل المتاحة للحد من ظاهرة الـ «show-off» التي تغزو توقعات الطقس؟ ثم هل ما نشهده هو فعلاً حالة مناخية استثنائية أم طبيعية وما آثار ذلك السلبية والايجابية على كل من المواسم الزراعية والثروة المائية؟

الطقس طبيعي… فوضى التوقعات استثنائية

نتوجّه بأسئلتنا بداية إلى مدير عام مصلحة الأبحاث العلمية الزراعية، الدكتور ميشال افرام، الذي أكّد في حديث لـ»نداء الوطن» أنّ كل توقّع مسبق للطقس يتخطى مداه الثلاثة أيام إنما هو توقّع غير دقيق وعار من الصحة، أياً كانت الجهة المطلِقة له أو المصدر. وأضاف أن «نسبة صحة التوقّع لأيام ثلاثة تبلغ 90% في حين أنها تتدنى إلى أقل من 30% إذا تم تخطي عدد الأيام المذكورة». مرجعيتان رسميتان أساسيتان لا ثالث لهما لتوقّع الأحوال الجوية في لبنان: مصلحة الأرصاد الجوية في مطار بيروت الدولي، وهي المرجع لمعرفة حالة الطقس العامة، ومصلحة الأبحاث العلمية الزراعية التي تمدّ المواطنين بالإرشادات لا سيما الزراعية منها. ماذا إذاً عن المصادر الأخرى؟

وجود عدد كبير من مطلقي التوقعات من غير المختصين غالباً ما يثير موجة من الخوف والرعب لدى المواطنين من خلال بث أخبار مبنيّة على معطيات خاطئة – أو غير دقيقة، على أقل تقدير – لا تمتّ إلى العلم بصلة. طبعاً، وسائل التواصل الاجتماعي متاحة بسهولة وحرية التعبير عن الرأي حق للجميع، «لكن حين تتحوّل الحرية تلك إلى فوضى لا مصداقية فيها، هدفها إثارة البلبلة والتوتر في وقت يكفي الشعب اللبناني ما يعانيه، يمسي الكلام هنا إشكالية أخلاقية. فهل من المنطقي أن يتحدث البعض مثلاً عن عصر جليدي قادم؟»، يتساءل افرام. وقد حمّل الدولة المسؤولية الكبرى في هذا السياق، إذ ناشد كلاً من وزارتي الداخلية والبلديات والإعلام القيام بدورهما الرقابي المطلوب تجاه من ينشرون توقّعات مضللة.

ورأى افرام أن الطقس الذي يشهده لبنان حالياً طبيعي كون «طقسنا متوسطياً ويمكن أن يشهد سنوات جافة كما أخرى رطبة، إنما يمكن تصنيف شتاء هذا العام بالاستثنائي من ناحية البرودة فقط لا من ناحية كمية المتساقطات». والحال أن اللبناني اعتاد على الشتاء الدافئ في الآونة الأخيرة حيث لم نشهد شتاء قاسياً بهذا المقدار، ما زاد الشعور بـ»جنون» طقس هذه السنة.

بالنسبة إلى تداعيات طقس آذار على المواسم الزراعية، أشار افرام إلى أن المزارع اللبناني له حصة أساسية من إرشادات مصلحة الأبحاث، حيث تقوم بتحذير المزارعين من كل موجة صقيع مقبلة، كما تطلب منهم ترقّب درجات الحرارة. فحين تصل إلى صفر درجة مئوية، يُنصح بإشعال النار من جهة هبوب الرياح، لمنع تأثير الصقيع على المحاصيل. وإذ يلفت إلى التواصل والتعاون الدائمين مع المزارعين والعلاقة المميزة المبنية على الثقة بين الطرفين، يحذّرهم افرام من الانصياع خلف أي معلومات لا تكون المصلحة مصدرها.

للقراءة الكاملة اضغط هنا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى