خاص موقع بكرا احلى

“خرج من بلاده جسداً لكنه بقيَ روحاً وقلباً”…”قاسم” المغترب اللبناني منذ أكثر من 30 عاماً:” ننتمي إلى وطننا كما ننتمي إلى أمهاتنا ففي هذه الأرض دُفنت حبيبة قلبي والدتي” … قصص وحكايا المغتربين لـ “موقع بكرا احلى”

فاطمة دندش

 

لطالما فقدنا الأمل، فقدناه في وطن ودولة يحكمها سياسيون فشلوا في إدارة دولتهم وشعبهم فإنهارت وتآكلت قطاعاته الاقتصادية كافة وساءت الأحوال ونفذت الأعمال وتقيّدت الآمال.. وباتت لقمة العيش عبئاً ثقيلاً مهددة كل حين..

إن الأمل المنشود المفقود في وطني موجود في مغترب خرج من بلاده جسداً لكنه بقيَ روحاً وقلباً

رصدناهم حتى عادوا.. أتوا إلى من اشتاقت لهم قلوبهم، وقفوا على أعتاب وطنهم وفي عيونهم لوعة الفقد والتغرب.. تحدثنا إليهم من موقعنا هذا فحدثونا بحرقة كاوية فيها الرجاء والتمني فكان لسان حالهم جميعاً “لو كان لبنان أحسن حالاً لما تغربنا.. الغربة صعبة”
فقاسم د. المغترب اللبناني في بريطانيا منذ أكثر من ٣٠ عاماً وفي خضم حديثه لموقعنا تحدث بنفس عميق عن عشقه لوطنه الذي لم يغب عن باله يوماً! هذا الوطن الجميل الجبّار وطني الذي لا يضاهي جماله اي بلد في العالم فرغم عمله الذي لا يسمح له بزيارة لبنان كثيراً إلا انه يستغل كل عطلة ليأتي وأضاف قائلاً نحن ننتمي إلى وطننا كما ننتمي إلى أمهاتنا فأنا حين تحط طائرتي في أرض لبنان أحس أن روحي عادت إليّ، ففي هذه الأرض دُفنت حبيبة قلبي والدتي التي أزور قبرها حال وصولي… وطبعاً أزور أقاربي الموزعين في كافة المناطق اللبنانية من الجنوب إلى البقاع فلا راحة ولا فرحة إلا في وطني وبين أحبائي أقاربي..
أما حيّان. ي ابن بعلبك المهاجر إلى البرازيل والذي يزور لبنان كل فترة أو ما يقارب المرتين في السنة تحدث إلى موقعنا مُبدياً اسفه وتأسفه على ما حلّ بوطنه فلا من أمل بلبنان الذي مُلئ ب الفاسدين والمُفسدين ولا ثقة بالحكومة ومؤسساتها وبنوكها فالواقع الذي فُرض على اللبنانيين مؤلم لا يُحتمل على أهلنا وأضاف :نسعى لنخفف عنهم من عبىء أثقل معيشتهم علّنا نسد بعضاً من حاجاتهم في ظل ظروف كانت ولا زالت تشد وزرها عليهم نعلم أننا بتنا المعونة الوحيدة لهم ونحن قدها لا نترك أهلنا واحباءنا يتمرمرون في هذه الظروف القاسية عليهم وعلينا فوجعنا واحد.. لنعود إلى غربتنا فالوطن الذي نجوع فيه هو الغربة الحقيقية.
ومن موقعنا.. لنا قصة أخرى مع الدكتورة هدى التي عادت من أميركا منذ قترة بعد أن فقدت زوجها فسئمت الغربة ووجدت نفسها أمام عبئ ومسؤولية كبيرة في تربية ولديها ففضّلت أن تعود إلى تعود إلى وطنها لتربيتهم على المبادئ والأخلاق والقيم المفقودة في بلاد الغرب فحملت أموالها وأولادها عائدةً إلى وطن لطالما فُقد الامل منه لكنها آمنت به واحبته فهي تدرك أن لصوصاً احتكروا أموالها في البنوك لكن هنا لا أحد سيحتكر أولادها.. “المصاري بتروح وبتجي” اما العائلة لا تعوّض والدين والأخلاق والقيم والمبادئ هي أسس للحفاظ على الأسرة وان فُقدت هذه الأسس سيفقد كل شيء فبهذه المبادئ ننتصر ونقاوم ونصبر ونتحدى كل تهديد أو تهويل….

طال الحديث والكل تحدث بحرقة فللغربة لوعة وقسوة كل يرويها على طريقته والأهم أن حب الوطن متجسد ومترسخ في قلب كل لبناني… انهم غادروا وطنهم بأقدامهم لكن قلوبهم بقيت فيه ولو طالت الغربة.. الحنين والألم والفراق هي مسميات لوجع واحد الا وهي الغربة التي تسوقهم إليه عائدين على أمل أن تتحسن الأوضاع في كافة القطاعات وليس على مستوى القطاع السياحي فقط فهم يسهمون في تنميته بشكل أو بآخر من حيث يدرون أو لا يدرون والأمل بات معقوداًفيهم وعليهم.!فهم أعادوا إنعاش لبنان وأعادوا إليه نفساً بعد أن كان يلفظ أنفاسه الأخيرة من خلال حبهم ودعمهم فضربوا عصفورين بحجر واحد.

من موقع بكرا احلى كل التحية والشكر إلى كل مغترب لبناني عانى ويُعاني في غربة ملوعة فهو مجاهد في سبيل وطن غائب عنه يكنّ له حبّاً مدفوناً في أعماقه مُسهماً في إعادة امل فُقد منذ أزل.

موقع بكرا احلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى