بأقلامهم

عن حقيقة التجويع المروّع غزة تُباد يا اهل العالم

محمد حسين إسماعيل

ما يجري اليوم في غزة لا يمكن اختزاله بمفردات “صراع” أو “حرب” أو حتى “حصار”. نحن أمام كارثة إنسانية متكاملة الأركان، تتجاوز في فظاعتها حدود ما يمكن أن يتقبّله الضمير البشري. إنها سياسة تجويع ممنهجة تُمارَس على أكثر من مليونَي إنسان، في ظل صمت عالمي مخجل وتواطؤ دولي مباشر أو غير مباشر.
منذ أشهر، يعاني سكان قطاع غزة من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء. لا طحين، لا حليب، لا خضار، لا لحوم. الأساسيات أصبحت أحلامًا بعيدة المنال. أطفال يموتون جوعًا، ومرضى يفقدون حياتهم لأنهم لا يجدون جرعة علاج أو حتى شربة ماء نظيفة. عائلات بأكملها تعيش على ما تيسّر من الأعشاب البرية أو علف الحيوانات.
ما يحدث ليس نتيجة ظرف طارئ أو أزمة لوجستية، بل هو سلاح يُستخدم بدمٍ بارد. تجويع شعب كامل أصبح أداة حرب، توازي في قسوتها القصف والتدمير. إنها سياسة خنق مقصودة، تسعى إلى كسر الإرادة الجماعية من خلال إضعاف الجسد والعقل.
والأخطر من ذلك، هو أن هذه المجاعة الممنهجة تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم، دون تدخل فعلي أو قرار رادع. الهيئات الدولية تكتفي بالإدانة الخجولة، والدول الكبرى تمارس ازدواجية فاضحة في المعايير، تتغاضى عن جريمة واضحة ومستمرة تخالف كل الأعراف والقوانين الدولية.
إن ما يجري في غزة اليوم هو وصمة عار في جبين الإنسانية، اختبار حقيقي للقيم التي تدّعيها البشرية الحديثة. فالصمت أمام الجوع جريمة، والتخاذل عن إنقاذ الأرواح شراكة في القتل.

غزة لا تطلب الكثير. فقط أن تُفتح الأبواب لدخول المساعدات، أن يُرفع الحصار الظالم، وأن يُعامل الإنسان فيها كإنسان.
فهل من مجيب قبل أن تُزهق المزيد من الأرواح البريئة؟

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى