خاص موقع بكرا احلى

نواف سلام يذرف الدموع على المرفأ… ويتجاهل الجنوب والضاحية والبقاع: الناشطون يسألون؛ أليسوا لبنانيين؟

لمى محمد حيدر

 

أمس انتشرت صور لرئيس الحكومة نواف سلام في المكتب الوطنية خلال إحياء ذكرى انفجار الرابع من آب، انفجار مرفأ بيروت الذي غيّر وجه العاصمة وأصاب اللبنانيين جميعاً بجرحٍ لم يندمل بعد. الصور سرعان ما ملأت مواقع التواصل الاجتماعي، لكن مع انتشارها ارتفعت التساؤلات: ماذا فعل نواف سلام لضحايا المرفأ وجرحاه وعائلاتهم؟ ما الخطوات التي اتُخذت لكشف حقيقة الانفجار؟ وأين الإنجازات التي تبرّر هذا التأثير المبالغ فيه للسياسيين في مشهدٍ يذكّر اللبنانيين بآلامهم من دون أن يقدّم حلولاً أو نتائج؟

وإلى جانب ذلك، طُرحت أسئلة أشدّ حساسية: لماذا لم يبكِ نواف سلام على شهداء الجنوب والضاحية والبقاع الذين ارتقوا عام 2024 خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان؟ لماذا لم نره متأثراً بالأطفال والنساء والمدنيين الذين ارتقوا يومياً تحت القصف، فيما الحرب لم تنتهِ بعد والشهداء ما زالوا يرتقون؟ هل لأن سلام يعتبر أن هؤلاء الضحايا ينتمون إلى بيئة “حزب الله” وبالتالي لا يستحقون صفة “الضحايا” بنظره؟

الشعب اللبناني، أو جزء كبير منه، يرفض هذا التفريق. انفجار المرفأ كان عابراً للطوائف والأحزاب، مصيبةً وطنية شملت الجميع، ولن تُمحى من ذاكرة اللبنانيين. لكن بالمقابل، الحرب أيضاً عابرة للمناطق والانتماءات، وشهداء الجنوب والبقاع والضاحية ليسوا أرقاماً ولا “تفاصيل سياسية”، بل بشر فقدوا آباءً وأمهات وأبناءً وبنات. ومن هنا السؤال الجوهري: هل يمارس نواف سلام سياسة التفريق بين اللبنانيين، أم أنه يعتبر بعضهم من الشعب اللبناني وبعضهم خارج الانتماء الوطني؟

إلى متى سيبقى السياسيون يتاجرون بالعواطف والدموع فقط ليستدرّوا تعاطف الناس؟ اللبنانيون لا يريدون دموعاً، بل يريدون حلولاً. رئيس الحكومة الغائب عن كلمة حاسمة تجاه الخروقات الإسرائيلية اليومية، لا يكفيه البكاء على ذكرى، بل عليه أن يواجه واقعاً مستمراً ينزف في الجنوب كل لحظة.

موقغ بكرا احلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى