خاص موقع بكرا احلى

طوابير الذل أمام محطات البنزين إلى الواجهة مجدداً….حوار خاص لموقع بكرا أحلى مع الخبير الإقتصادي والمالي الدكتور محمود جباعي: على مصرف لبنان رسم خطة واضحة للمودعين واصحاب الحقوق لخلق نوع من الاستقرار المالي

لمى محمد حيدر

إنتظار لساعات!! ذل!! إشكالات!!
لم يمر عاماً واحداً على مشهد طوابير الذل أمام محطات البنزين ليعود (ودون سابق إنذار) إلى الواجهة مجدداً بسبب الجشع والطمع.. بسبب تحكم تجار الفساد وأصحاب الشركات وأعضاء الكارتيلات بالمواد الحيوية للناس، لماذا؟! حتى لا يفوتهم الربح الفاحش من معاناة المنتظرين والظفر بفريسة الأزمات وما تؤمنها من أموال “محرمة” مسروقة من تعب الفقير ويوميته..

ومن هنا، من هذا الباب العريض، قام موقع بكرا أحلى بحوار خاص مع الخبير الاقتصادي والمالي الدكتور محمود جباعي..

واستهل الحوار بداية، الحديث عن عودة طوابير السيارات أمام المحطات وكيفية معالجة الأزمة المطروحة، بالأخص بعد إرتفاع سعر برميل النفط العالمي!

فأسف أستاذ جباعي عودة طوابير البنزين من جديد في مختلف المناطق اللبنانية، معتبرا أن الأمر مبالغ فيه خدمةً للمحتكرين، قائلا:
“هناك إتفاق على الأسعار ومن الطبيعي بعد إرتفاع سعر النفط، الطاقة والمحروقات عالميا أنً يرتفع سعر صفيحة البنزين، ولكن! من غير الطبيعي توافرها وتخبئتها لبيعها في المستقبل بأضعاف السعر..”
وشدد أن تجار اليوم عادوا إلى نفس الأسلوب السابق فيتوقعون إرتفاع سعر برميل النفط ليصل الى ما فوق 180$، مشيرا إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير في حال استمرت #الحرب_الروسية_الاوكراني
وأكد أن كبار التجار وكبار الموزعين والمحتكرين وايضا المستوردين يقومون بتخبئة كميات كبيرة من المحروقات عن الشعب اللبناني بالإتفاق مع بعض المحطات (التي هي إما شريكة لهم او ملكاً لهم وتحت إدارتهم) لبيعها لاحقاً بأسعار مرتفعة وتحقيق أرباح خيالية وقياسية..

وأشار جباعي ان التجار قد قاموا بشراء هذه الكميات من المحروقات على السعر المحدد عندما كان سعر برميل النفط يباع ب 100$ و90$ واليوم 107$ او 108 فمن الطبيعي تخبئتها لبيعها على السعر المرتفع لتحقق لهم أرباح تفوق ال 70% او 80%… ما يعني العودة الى النقطة ذاتها !! معتبرا أن القوى الامنية ووزارتي الاقتصاد والطاقة ليس لديهم السلطة او القدرة على مواجهة هؤلاء المحتكرين والمخزنين الذين يخبئون في خزانتهم هذه الكميات الكبيرة من البنزين: ” تقوم القوى الامنية بفتح بعض المحطات الصغيرة والغير المدعومة من أي جهة سياسية أما كبار المستوردين يخزنون البضائع لبيعها في الاسواق لاحقاً..”

وأضاف ان المهمة كبيرة اليوم على الحكومة اللبنانية عبر معالجة هذه الأزمة باتباع استراتيجية في ظل #الحرب_الروسية_الاوكرانية وفي ظل الغلاء المعيشي الخارق موضحا أن المواطن اللبناني لا ينقصه ايضاً ازمة بنزين، لذا أكد على ضرورة وجود رقابة حقيقية ودقيقة من وزارة الطاقة على سعر التكلفة وعملية بيع هذه الكميات بطريقة منطقية عبر قيام لجنة رقابية سريعة تتمتع بالسلطة النافذة على مراقبة الوضع وتحديد الأسعار:”إذا تم هذا الأمر من الممكن وجود حل للمشكلة والا سنعود لمواجهة الطوابير مرة جديدة والبيع عبر السوق السوداء..”

أما عن توقعاته فيما يختص بالقرار الذي يمكن لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة ان يتخذه خلال إجتماع الغد وهل من الممكن ارتفاع سعر صرف الدولار مجددا وبشكل خيالي في السوق السوداء، أكد جباعي أن حاكم مصرف لبنان لم يتحدث حتى الآن بطريقة واقعية عن الارقام او حجم الخسائر بعد تدخله الخاطىء بموضوع سحب الليرة من السوق.. مشيرا أن مبالغا كبيرة جداً تدفع اليوم لليرات تأتي من باقي المصارف وأموال المودعين، قائلا:” تزويدهم بالدولار من الممكن أن يصل لكل فرد 4000$ او 5000$ تقريباً يحصل عليها من المصرف باليوم الواحد عدا عن الشركات الكبرى التي حصلت على عشرات ملايين الدولارات اصبحت لغاية الان من خلال هذه العملية علماً ان هذا المبلغ تخطى المليار دولار..”
متأسفا لعدم وضع خطة سليمة لإعادة أموال المودعين معتبرا أنه من “المضحك المبكي” أن المودع الذي يملك (رصيدا بالبنك بحسابه) لا يستطيع سحب الا مبلغا محددا بالشهر، مشيرا أن تعميم ١٦١ يستطيع تقريبا سحب فقط ٢٠٠ $ شهريا، اما حسب التعميم ١٥٨ يستطيع سحب ٤٠٠$ شهريا.. ومن ليس لديه تعميم ولا ودائع في البنك يأخذ مبالغ كبيرة من الخارج..
موضحا أنه لو تقسم المبلغ بشكل حقيقي واستمر لمدة عام تقريبا او اكثر، يكون قد رفع قليلا نسبة الدولارات لاصحاب الودائع وانخفضت قليلا ازمة الدولارات وبذلك يتحقق استقرار منطقي ولو حتى بسعر اعلى قليلا من ال٢٠ الفا.. متأسفا أن مصرف لبنان اليوم، وحتى صندوق النقد الدولي كان ضد هذه العملية، كانه يقول له “انت تهدر ما تبقى من الاحتياطات، وبذلك سيحدث مزيدا من الانخفاض بتصنيف الائتمان المالي”..

وختم أستاذ جباعي أننا امام مرحلة خطيرة، لذا يتوجب على مصرف لبنان رسم خطة واضحة للمودعين واصحاب الحقوق لخلق نوع من الاستقرار المالي بالدولار وامتصاص منطقي للكتلة النقدية بالليرة اللبنانية مع ضبط عملية طبع الليرة، والا فسيأتي يوم ويوقف مصرف لبنان هذه الطريقة لانه لم يستعمل الدولار بطريقة بنيوية وبالتالي سيرتفع من جديد..

 

موقع بكرا أحلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى