بأقلامهم
الإعلام بين الكذب والتراجع: أي مصداقية بقيت؟

لم يعد مستغربًا أن تستيقظ على خبر “عاجل” في وسائل الإعلام المرموقة، ثم لا يمر يومان حتى يأتي النفي أو التوضيح وكأن شيئًا لم يكن. هذه الظاهرة لم تعد مجرد أخطاء فردية، بل تحولت إلى أسلوب عمل قائم على السبق الصحفي ولو على حساب الحقيقة.
الأخطر أنّ الناس بدأت تفقد ثقتها بما يُنشر، وأصبح الإعلام نفسه جزءًا من ماكينة الشائعات بدل أن يكون خط الدفاع الأول ضدها. حين يُكرَّر النشر والنفي بهذا الشكل المفضوح، فإننا أمام كارثة مهنية وأخلاقية تضرب أساس مهنة الصحافة.
المطلوب ليس تبريرات ولا أعذار، بل مساءلة جدّية تعيد بعضًا من الهيبة المفقودة. لأن ما يجري اليوم ليس مجرد “زلات”، بل استهتار بوعي الناس واستخفاف بعقولهم.
،
محمد حسين إسماعيل
كاتب ومتابع للشؤون السياسية والإنسانية