الطائرة مجنونة وتقوم بأشياء عجيبة” طيّار فرنسي ومساعده يتنصلان من خطأ كاد يودي بالطائرة ومن فيها!
قال محققون إن طيَّارَين من طياري الخطوط الجوية الفرنسية ألقيا باللوم على طائرتهما، ووصفاها بأنّها “مجنونة” وأتت بأشياء عجيبة، بعد الإخفاق في الهبوط بها وإثارة ذعر الركاب، بينما كانا هما السبب وراء ما جرى، حسب صحيفة The Times البريطانية.
وخلص التحقيق الذي نشره قسم “التحقيق والتحليل” التابع لـ”مكتب الحوادث الجوية الفرنسي”، في روايته للواقعة، إلى أن الطيارَين كانا يحاولان الهبوط بطائرتهما من طراز “بوينغ 777 إي آر” Boeing 777ER في مطار شارل ديغول بالقرب من العاصمة الفرنسية، وأن مساعد الطيار حاول رفع مقدمة الطائرة، فسعى القبطان إلى عكس ذلك محاولاً تدارك الأمر والسيطرة على الطائرة.
ركاب يطالبون بتعويضات
وقال المكتب في تقريره عن الحادث الذي وقع في 5 أبريل/نيسان، إن أذرع التحكم “انحرفت عن التزامن” مدة 14 ثانية بعد أن تلقت “أوامر متناقضة”.
وهبطت الطائرة في الرحلة رقم 011 من نيويورك إلى باريس بسلام في المحاولة الثانية، إلا أن الراكبة ماريان بيرغيس، التي كانت من بين 177 راكباً على متن الطائرة، قالت إنها أصيبت بالهلع بسبب ما حدث.
وقالت بيرغيس إن الطائرة كانت تقترب من المدرج، ثم عكست اتجاهها فجأة في اللحظة الأخيرة وحلَّقت “كأنها طائرة حربية”، فاصطدم الركاب بمقاعدهم اصطداماً عنيفاً، و”تطايرت الأشياء في كل مكان”.
وأشارت بيرغيس إلى أن الركاب طالبوا بتعويض من شركة الخطوط الجوية الفرنسية.
وزعم راكب آخر، يُدعى إدوارد دادير، أنه أصيب بآلام شديدة في الرقبة باليوم التالي.
“جن جنون الطائرة لسببٍ ما!”
جاء تحديث المكتب لتحقيقاته بعد أن ظهر تسجيل لقمرة القيادة نُشر على شبكة الإنترنت، وبدا فيه الطيَّاران في حالة من الذعر أثناء محاولة الهبوط. ويُسمع في التسجيل أصوات لهاث وخفقان، وصفير أجهزة الإنذار، وصراخ أحد الطيارين: “توقف، توقف”.
بعد أن استعاد الطيَّاران السيطرة وارتفعت الطائرة من ارتفاع 1200 قدم إلى 4000 قدم، قال أحدهم لبرج المراقبة: “سندور بالطائرة. حدثت مشكلة في التحكم. لقد جن جنون الطائرة لسببٍ ما!”.
وقال بيان المكتب إن النتائج الأولى للتحقيق لم تكشف عن أي خطب بالطائرة، وأشار إلى أن الطيارَين كانا السبب في ما حدث بعد أن ذُعرا وذهب عنهما الهدوء في هذه اللحظات.
ووقع الحادث عندما تحول مساعد الطيار، الذي كان يقود الطائرة، عن وضع الطيار الآلي إلى الهبوط يدوياً، إلا أن القبطان يبدو أنه قرر تولي السيطرة على الطائرة من دون إبلاغ مساعده، ونتيجة لذلك تضاربت التعليمات الموجهة للطائرة.
وقال مختصون إن غياب التواصل بين الطيارين انتهاك لأحد القواعد الأساسية للطيران.