خاص موقع بكرا احلى

نحن خُلقنا آدم وحواء ولم نُخلق (آدم وآدم) أو (حواء وحواء)… “ليس كل ما يردنا تحت #عناوين_عالمية يجب أن نقبل به بتسليم #مطلق ودون #تفكير” …حوار خاص لموقع بكرا احلى مع الدكتورة #ليلى_شمس_الدين حول ظاهرة #الشذوذ_الجنسي

تحقيق وحوار : ميرا البعاصيري

نحن خُلقنا آدم وحواء ولم نُخلق (آدم وآدم) أو (حواء وحواء).خُلقنا من جنسين مختلفين لتكون العلاقة بينهما ضمان استمراريّة الجنس البشريّ. كذلك الأمر بالنسبة لكلّ أنواع النباتات والحيوانات الموجودة، استمرارية النسل لا تتم إلا من خلال هذه العلاقة الثنائيّة بالتزاوج بين شخصين من جنسين مختلفين.
وهذه الظاهرة( ظاهرة الشذوذ الجنسي) موجودة منذ قوم لوط الذين قلب الله عليهم ديارهم فجعل عاليها سافلها وأمطر عليهم حجارة من سِجّيل أهلكتهم. وقد تحدّث القرآن الكريم عن الشذوذ الجنسي وهو ما سُمي بفعل قوم لوط، وسمّاها الفاحشة. قال تعالى:( ولوطًا إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين). الأعراف:80
كما أن معظم الآراء المسيحية حول الشذوذ الجنسي ترى أنّه ممارسة غير أخلاقيّة وخطيئة.

ويُسجّل التاريخ مواقفَ مشرِّفة في هذا الصدد منها توجيه وزير الداخليّة كتابًا إلى كلٍّ من المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي والمديرية العامة للأمن العام حول منع تجمعات تهدف إلى الترويج للشذوذ الجنسي، وكذلك إعلان قطر منع رفع أعلام قوس قزح في مونديال 2022.

ولنتعرّف أكثر عن أسباب الشذوذ الجنسي وكيفيّة حماية الأهل لأبناءهم من مخاطره أجريتُ حوارًا مع د. ليلى شمس الدين الباحثة في الانثروبولوجيا والإعلام.

لفتت الدكتورة ليلى انتباهنا إلى تفسيرين ومنطلقين في تعريف وتشخيص هذه الحالة؛ الأوّل عندما يكون الانجذاب نحو نفس الجنس نتيجة عوامل اجتماعية وتأثيرات نفسيّة وتجارب مُبكرة يتعرّض لها الأشخاص. أما الثاني فيرده أصحاب هذا التوجّه إلى العوامل البيولوجيّة والوراثيّة.
وأكّدت أنّ الإشكالية في الطرح والتقبّل أو الرفض ترتكز على منطلق تفسير هذه الحالة ما بين الشذوذ والواقع الطبيعي البيولوجي بحسب منطلق ومنطق كل تفسير.

أكملت د. ليلى حديثها قائلة بالتعوّد يحصل كل شيء. فعندما نربي بطريقة ندفع بها عن قصد أو عن غير قصد، إلى ميول او انجذاب او شعور بالنشوة منذ الطفولة تجاه أحداث أو سلوكيات معيّنة يصادفها المرء، أمر قد يولّد لديه رفضًا للعلاقة الطبيعيّة المفترضة مع الجنس الآخر، وانجذاب نحو علاقة غير متوافقة مع من يجب أن تكون.
إضافةً إلى كون هذه العلاقات غير السوية، هي علاقات تخالف قيمًا مؤكّدة وموجودة بحسب الديانات الابراهيمية، فإنّ من يلتزم بهذه القيم يرفض شرعنة أو تقبّل هذه العلاقة، وهو حق طبيعي له من مطلق وجودي.
أمّا فيما خصّ القيم الغربيّة التي تُشرِّع هذا الأمر تحت عناوين وشعارات تطال “حريّة الرأي والتعبير والحريّة الشّخصيّة”، أكّدت د. شمس الدين، أنّه لا يُمكن إدراج هذا الأمر تحت هذه العناوين، سيّما وأنّ تبعاته لا تتوافق مع المبادئ القيمية التي تؤمّن وتتمثّل بها بيئات ومجتمعات متعدّدة في هذا العالم. مؤكّدة على ضرورة عدم فرض قيمًا غير مقبولة تحت مسمّيات الحريّة الشخصيّة لسلوكيات تؤثّر على المجتمع وتؤدي إلى تبعات سلبية على أفراده وعلى الأشخاص المتواجدين فيه.

أشارت د. ليلى أن اليوم هناك تيّار عالميّ يتّجه نحو فرض التوجّه الثاني مع رفض تام للرأي الأوّل، وهذا التيّار متغلغل بكل مفاصل حياتنا ومشاريعنا وأطروحاتنا ضمن مجتمعاتنا المتعددة. ولفتت إلى أنّ هذا الاستبعاد أمر مستغرب وفق المقاييس العلميّة، وربما يبعث على إثارة تساؤلات حوله.
كما أكدّت د. شمس الدين على أهمية أن نكون على دراية بكيفية مواجهة هذا التغلغل بما يضمن صحة وسلامة وحسن توجيه أطفالنا وأولادنا وشبابنا.
واعتبرت دكتورة ليلى شمس الدين أنّه يترتّب علينا جميعا مسؤولية كبيرة للتعامل مع هذا الأمر الذي غدا بمثابة ظاهرة، من منطلق الوعي المتمثّل أولاً بإدراك هذا الواقع ومخاطره، كما بكيفية تربية أولادنا، وتعليمهم وارشادهم إلى أهمية إدراك خصوصيّة حفاظهم على اجسادهم منذ الطفولة مع التأكيد على مواكبة ومتابعة ماذا يحدث مع أقرانهم، وماذا يشاهدون على شاشات التلفزة، أو على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في قاعات السينما، كما في القصص والكتب المترجمة، أو حتى ضرورة وأهمية متابعة مضامين ألعاب الأطفال لا سيما الإلكترونية منها، فحتى ضمن هذه الميادين يحاولون تأكيد قيمهم من خلال تمرير الأفكار الساعية والداعية إلى تقبّل فكرة الشذوذ الجنسي بكل الوسائل المتاحة.
وأكدّت د. ليلى شمس الدين على أهمية التركيز على تفعيل جلسات حوار ونقاش علميّة، على صعيد الجامعات والمدارس والمنتديات الثقافيّة، وحتى داخل الأُسر، كي نتحدّث بصراحة عن التبعات التي من الممكن أن يتركها مثل هذه التّصرفات والأفكار المتداولة على الأفراد، مشدّدة على أهمية ألا يأخذ الحديث منحى تهديديّ، وإنّما منحى توعويّ عقلاني،وعلى أن تكون إجاباتنا دقيقة وعلميّة وموضوعيّة، فرفض التعرّف أو الخوض أو منع إثارة هذه الموضوعات قد يؤدي إلى نتائج عكسية وربما أسوء من الخوض بها ومناقشتها.
إذًا علينا بالوعي والنقاش واستيعاب الأمور والاهتمام بالأولاد ومتابعة أوضاعهم وسلوكياتهم، كي نحاول أن نضمن إلى حد ما أن يعيش أبناؤنا في ظروفٍ صحيّة نفسيّة ومجتمعيّة سليمة ومقبولة بحسب القيم التي يهمُّنا تنشئتهم عليها.

ختمت د. ليلى نحن عملُنا تربويًّا ومجتمعيًّا يتمحور حول تهذيب النفس. فليس كل ما ننجذب إليه يجب أن نقوم به، وليس كل ما يردنا تحت عناوين عالمية يجب أن نقبل به بتسليم مطلق ودون تفكير.

 

موقع بكرا أحلى

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى