خاص موقع بكرا احلى

“بإيماننا وبعزمنا وبقوّتنا ولا يوم كان عنّا شي اسمه هزيمة”… حكايا رجال الله أثناء التحرير الثاني (فيديو)

 

فكرة وحوار: لمى محمد حيدر

التحرير والمونتاج: ميرا البعاصيري – حنين خليفة 

أُحييكم رجال الله فأنتم الأملُ، رمى الله بأيديكم غُزاةً أفسدوا قتلوا، بأرواحكم تفدون كرامة بلادي، وانتصاراتكم عِزٌ وشموخٌ لا ينتهي، حياتكم وقفةُ عزٍّ تتغيّر فيها الأقدار.
وكما تقول جوليا بطرس: من هون من عنّا انكتب تاريخ الأبطال.

في ذكرى انتصار “فجر الجرود” في 30 أب من العام 2017، تاريخ تحرير جرود القلمون وجرود عرسال والقاع وطول الحدود اللبنانيّة السورية من تواجد الجماعات التكفيريّة والإرهابيّة.


من خلال هذه المعركة كان لديّ الشّغف الكبير منذ تاريخ التحرير الثاني “كصحافية” تعشق المقاومة وقائدها أن أكتب وأحاور وأقاوم بقلمي لأقول للعالم بأسره ها هم رجال الله يروون التراب بدمائهم الطّاهرة ليحيا إخوانهم في الوطن.


وبدأت متعة الحوار بالاستماع إلى قصص ومعنويات المقاومين في الميدان وخاصّة في معركة فجر الجرود، كنتُ أُمعن بكلِّ كلمة أو عبارة يتحدثون عنها وعندما أسألهم عن الشهادة كانت تدمع عيناي ايثاراً لشغفهم للوصول إلى هذا الحلم.
واللافت من خلال حواري أنّ رجال الله يتمتّعون بثقافة عالية جداً وسرد مُشوِّق فتشعر تلقائياً أنّك تشاركهم المعركة.

 

فلنبدأ معاً سرد القصص

“جهاد” الاسم الجهادي للمقاوم الأوّل المثقّف بحواره وطريقة تعبيره “هادىء – لبق”، وعند سؤالنا له عن معركة “فجر الجرود” ردّ جهاد: كان لدينا اليقين أنّ الانتصار سيكون حليفنا في تلك المعركة فالإرهابيون محاصرون من جميع الجهات ولم تكن سوى مسألة وقت حتى تُحرَّر هذه البقعة الجغرافيّة رغم أنّها تختلف عن المعارك في سوريا مثلاً “وجود تلال عالية”.

وأضاف التحرير يأتي بفعل جميع المقاومين على إختلاف طبيعة عملهم (منهم المقاتلون ومراقبو المنظار والجسم الطبيّ والتمريضيّ وأيضاً قسم الدعم وهناك جنود مجهولون).

وأكّد جهاد “بالمقاومة ما في كبير وصغير… كل شخص عنده عمله الواجب تأديته”

وعن الشهادة “كلُّ إنسان لديه رهبة الموت لكن نحن نعلم إلى أين ذاهبون ولماذا وما الواجب الذي نؤديه، نحن نتمنى الشهادة في طريقنا للمعركة وأثناءها وننتظرها في كلِّ وقت”.

أبو الفضل” الاسم الجهادي للمقاوم الثاني، قبل أن نبدأ حوارنا معه أبهرنا بطريقته الحماسيّة والاندفاعيّة في الحديث عن المقاومة وبأسلوبه اللطيف “المهضوم”… ردّد قائلاً: “عم فكرلك بقصص”

وعند سؤالنا له عن المعنويّات في معركة فجر الجرود، أجاب “أبو الفضل” : “كوني على يقين المعنويّات كانت جداً عالية عند جميع الإخوان كرمال الثقة بالقيادة وبسماحة السيّد”

الإمام الخميني يقول:
“الأهم إطاعة التكليف،والنتيجة على الله”

بدِّك احكيلك قصة؟
كانت إجابتي له: طبعاً

فبدأ بسرد القصة الأولى:

“جواد” جريح الغوطة الشرقية وأخٌ لشهيد، إصابتُهُ فرضت عليه فترة راحة لم يستطع فيها بذل أي جهد أو الركض. لكن أثناء المعركة، طلب من القيادة أن يكون أوّل المشاركين وقد كان أوّل من يصل إلى أعلى التلّة والاشتباك، ولم يصبه شيء وأكمل عمله بشكل طبيعي.

ورح احكيلك قصة عن التلة

وأيضاً كانت إجابتي له “أكيد دعم أكثر”

وكانت الرواية الثانية:
“هني وطالعين الشباب ما طِلع عليهن ولا طلقة طول المسير” وقبل أن يصلوا لأعلى التلة بعدّة أمتار، بدأ داعش برمي القنابل، إحتمى الشباب بسرعة وما هي إلا دقائق قليلة حتى وثب الشباب؛ جزء منهم ثبّت قواعد النار والجزء الثاني شنّ هجوم. بروح عالية جداً وبنداءات مختلفة قاموا بهجوم صغير مكان تواجد العدوّ وقتلوهم جميعاً.
“يعني الروح والركض وما في خوف… المعنويات جداً عالية والإيمان بالنصر كان حليفنا دايماً”

“أبو زينب” الاسم الجهادي للمقاوم الثالث العاشق للمقاومة ولعمله، والذي يردّد دائماً:

“أنا ما بهمني شي قد شغلي… قدام شغلي بنسى كل شي”

كان لنا لقاء معه في الجنوب وخلال جولتنا بالبلدات الجنوبية، كان يستوقفنا عند كلّ نقطة حصل فيها معارك للمقاومة مع العدو الصهيوني و يسرد لنا قصصها بكل شغف وإيثار وفخر بجميع الانتصارات.

شارك في معارك سوريا وأمضى أكثر من ٧ سنوات في سوريا، وبعدها كانت مشاركته بمعركة فجر الجرود. “كنت بتمنى كون شهيد بهاي المعركة”، “كنا متأكدين انو نحنا منتصرين” رغم أنّ التضاريس الجغرافيّة بهذه المعركة تختلف عن سوريا.

رح احكيلك قصة صارت بسوريا

“مرة كنا أنا وشاب وقت المعارك رايحين على منطقة، قمنا ضيّعنا الطريق وكان عنا خوف يطلعوا الإرهابيين من مكان وننأسر، بوقت المعارك والقتال ما بتفكري بالأهل بكون همِّك بس توصلي للهدف، بس بوقتها فكّرت بأهلي وعيلتي لأنو الإرهابي لما يأسر المقاوم بيشتغل على نقطة ضعف وهي الأهل… والحمدلله وقتها تواصلنا مع الشباب ومرقت على خير”.

أما عن الشهادة يقول:”حلم كل مقاوم”.

حمزة” الاسم الجهادي للمقاوم الرابع الخلوق الهادىء المُندفع في حديثه عن المقاومة ويُلبّي نداءها دون تردّد أو تفكير.

وعند سؤالنا له عن معركة فجر الجرود أجاب:
“نحنا بإيماننا وبعزمنا وبقوّتنا ونظراتنا البعيدة كنّا متوقعين النصر ولا يوم تردّدنا ولا يوم كان عنّا شي اسمه هزيمة”
كنّا في معركة ضد خونة وعملاء باعوا وطنهم وليسوا سوى مجرّد أدوات تحرّكها إسرائيل. معركتُنا الأساسية هي معركتنا مع العدو الإسرائيلي. “كنّا كل ما بدنا نفوت بهجوم أو نطهّر منطقة تكون عيوننا عالعدو الإسرائيلي وكان بالنهاية النصر حليفنا الحمدلله هيدي نعمة من الله”.
هل فكّرتَ يوماً بعائلتك أثناء المعركة وأنّه من الممكن ألا تراهم مجدداً؟
فأجاب “ولا مرّة فكّرت بعيلتي، ممكن قبل المعركة، بس بقلب المعركة التفكير كلّه بقتل العدو وتحقيق الهدف”.

“أبو الفضل٢” الاسم الجهادي للمقاوم الخامس

ثقافته عالية وأسلوبه في الإجابة على سؤالنا واضح ومُفصّل.

وكان السؤال عن الاختلاف بين التكفيري والإسرائيلي بالقتال وجهاً لوجه؟

أجاب “أبو الفضل٢”: المقاومة كانت تقاتل الإسرائيلي والتكفيري وجهاً لوجه، ولكن نسبة قتال التكفيري وجهًا لوجه أعلى من نسبة مقاتلة الإسرائيلي، والسّبب برأيي يعود إلى أنّ التكفيري ليس لديه أي مشكلة بما يسمى بثقافة الموت باعتقاده هو وإن كان هذا الإعتقاد خاطىء واعتقاد غير سليم ويحتاج مناقشة.

بينما الإسرائيلي ليس لديه شيء يسمى ثقافة الموت وهو ليس مستعداً ليقاتل من أجل الموت.
هذا وجه الاختلاف، أما الإنعكاسات على أرض المعركة، فإنّ الإسرائيلي ميدانياً إذا رميت على نقطة معينة يفهم أن هذه النقطة محروقة و تحت مرمى النظر فلا يمرّ منها، أما التكفيري حتى وإن قلت له أنّ هذه النقطة محروقة ومكشوفة لا يفهم ويمرّ منها بشكل طبيعي. وهذا يدلّ على الغوغائية عند التكفيري و يدلّ على صعوبة التعامل معه لأنّه لا يحتكم إلى العقل.
و هناك شيء مهم جداً أنّ الإسرائيلي موضوع الفرد عنده لديه قيمة كبيرة على عكس التكفيري.
وعن مشاركة الجيش اللبناني في معركة فجر الجرود قال: كرّسَت معادلة “جيش شعب ومقاومة”.

الجريح المقاوم السادس “كرّار” أشار إلى أنّه كان هناك اقتناع إلى أبعد الحدود بالانتصار رغم المواجهة الضاريّة، وتابع “لأنّنا أصحاب قضية وأصحاب حق. وطبعاً من منّا لا يتمنى أن يلتحق بركب الشهداء فالشهادة هي العروج إلى الحياة الآخرة الأبديّة”.

ولا بدّ أن نذكر في معركة فجر الجرود مشاركة الجيش اللبنانيّ لتحرير جرود سلسلة جبال لبنان الشرقيّة من تنظيم “داعش”.

وكان لنا حوار مع عريف في الجيش، صرّح أنّها أوّل معركة في تاريخ لبنان الجديد يتفّق فيها كلّ الأطراف على وجود عدوّ واحد مشترك ألا وهو “داعش”. الجيش اللبنانيّ والمقاومة يداً بيد سنداً ودعماً لبعضهما البعض، وأيّ ضرر يُصيب أحد الطرفين كأنّه أصاب الطرف الآخر.
وعن مشاعر العسكر في ذلك الوقت أخبرنا العريف أنّ نسبة كبيرة من الجيش اللبنانيّ عسكر جُدد مندفعين رفعوا بمعنويّاتهم العالية هِمم العسكر الذي عمّته القوة وأجواء المحبة والوحدة فيما بينهم.
في أوقات الجدّ، أثبت الجيش أنّه قوى واحدة متكاتفة تحمل على عاتقها أولويّة حماية لبنان.
وأكّد “كنّا مطمنين انو المقاومة بضهرنا ومعنوياتنا كانت كتير عالية”.

وبدورنا كموقع اخباري مقاوم نفتخر بهذا العمل وكنا نتمنى ونأمل ان يكون مصوراً اهداءً منا لكم رجال الله

تابعوا الحلقة الثانية غداً مع المراسلين الميدانيين في معركة فجر الجرود

موقع بكرا احلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى