خاص موقع بكرا احلى

“اكذب اكذب ثمّ اكذب.. حتى يصدقك الناس “

بتول الحلاني

الاعلام في لبنان خرج عن اطاره الصحيح وتحولت القنوات في لبنان الى متاريس اعلامية، من التحريض الى الشتائم والتخوين، التفتيش لاظهار الخلفيات واحداث نوع من النكد السياسي والمناطقي والمذهبي.
الوضع في لبنان الان يشبه المثل العربي القائل : “ان الجمر لا تزال تحت الرماد”، أي انه يمكن لأي خبر عبر قناة تلفزيونية غير مسؤولة ان يكون الشرارة الاولى لاذكاء نار الفتنة والعودة بنا الى تاريخ الحرب الأهلية.

درسنا في الجامعات أن الاعلام هو الضمير الحي والسلطة الرابعة، وكبرنا لنكتشف ان بعض قنوات الاعلام اللبناني المرئي والمسموع هي عبارة عن اعلام موجه لبث ونشر افكار تحريضية قد تؤدي الى نمو روح الخلاف والعداوة في الشارع اللبناني الذي هو اصلا جاهز لتلقف هذه النزاعات والصراعات وتجسيدها ممارسة.

ولتسليط الضوء على دور محطات الاعلام المرئي والمسموع في لبنان كان لنا لقاء مع الدكتور عبدالله ذبيان والاستاذ شوقي عواضة.

بداية مع الدكتور عبدالله ذبيان : لطالما تغنى اللبنانيون بإعلامهم ووسائله وطرائقه المختلفة في القرن الماضي، فامسى لبنان “مطبعة العرب”، ودار نشره، حيث انتشرت مقولة معبّرة آنذلك للممفكر والمؤلف مصري لويس عوض : “مصر تكتب وبيروت تطبع والعراق (والدول العربية) تقرأ”.
تميزت الصحافة اللبنانية بفرادتها وخروجها عن الإطار الرسمي ومن منّا لا يذكر أن أول صدور لصحيفة سياسية لا تمثل السلطة في المشرق العربي، كانت من العاصمة اللبنانية بيروت، وهي جريدة “حديقة الأخبار” للصحافي خليل الخوري (1836 – 1907)… وهذا ما أرخى بضلاله على الإعلام اللبناني ومكنّه من تبوؤ الإعلام العربي بكل ما في الكلمة من معانٍ.
العقود الماضية شهدت ظهور شخصيات إعلامية لبنانية مؤثرة، بسبب “طفرة” انتشار مئات الفضائيات العربية الرسمية والخاصة، وتميُّز الصحافيين والإعلاميين اللبنانيين وقدرتُهم على الابتكار والعطاء المميز.
لكل ظاهرة سالب وإيجاب، ومع انتشار الفضائيات العربية الخاصة تحديداً، واستعانتها بالوجوه اللبنانية المعروفة، خاصة في الإعلام الخليجي، أفضى كل ذلك إلى بروز إعلامٍ خطير موجه عابر للسلطات والحدود، كما حدث في سوريا وليبيا وتونس وغيرها.
تزامن ذلك مع هجمة دراماتيكية للإعلام الرقمي والسوشال ميديا والعالم الافتراضي، هنا أفلتت الضوابط السياسية والشخصية والانسانية والأخلاقية من عقالها.. وأمسى لكل فرد محطته الإعلامية!
يقول الألماني جوزيف جوبلز مهندس ماكينة الدعاية الألمانية لمصلحة النازية وأدولف هتلر: “اكذب، اكذب، ثم اكذب حتى يصدقك الناس”! وهذا ينطبق على معظم وسائل إعلامنا، التي أمست منصات تصويب وهجوم متقدمة.
في المعيار اللبناني يمكننا القول أن “الكيل طفح”!

فقد ساد التلفيق ووأد الحقائق وطمسها على ما عداه، والأنكى من ذلك أن كل هذا ترافق مع تسطيح ممنهج، وتوجيه نحو خواء فكري وعقلي يجعل المواطن اللبناني يفكر فقط في المظاهر وكلّ ما هو سهل المنال، بعيداً عن العمق في التفكير ورجاحة العقل.
للأسف، ركب معظم إعلامنا موجة التفرقة والمذهبية، لا بل أصبح تكية للخارج المغرض الذي يسعى لتفتيت المفتت وتقسيم المقسّم.
“اليد الخفية” التي تعيث فساداً وتمعن تثبيطاً في لبنان، تلاقت مع إعلامٍ شكّل رأس حربة في بثّ “النكد”، والترويج للفتن مع قلب للحقائق.
وفي النهاية لا بد من التذكير بمقولة: “لاتصدق كل ما تسمع، وصدق فقط نصف ما تشاهد، وأترك النصف الآخر لعقلك”!

وأكملنا اللقاء مع الاستاذ الصحافي شوقي عواضة:
في بداية الامر لا بد من التعريف بان الاعلام وجد من اجل خدمة القضايا الانسانية وبذلك يتبنى الاعلام مهمة الدفاع عن المقهورين والمستضعفين في الارض على اختلاف اعراقهم ودياناتهم وهي مهمة سامية .ولا يوجد اعلام غير متبني لقضية مع الاخذ بعين الاعتبار صوابية القضية واحقيتها وبالتالي فان ما نشهده اليوم هو جزء من هذه الحقيقة يحتل مساحة كبيرة من الصراع السياسي وهو بالتالي يخدم اصحاب القضية الحقيقية بينما هناك طرف اخر في المقابل يسخر الاعلام لخدمة مشروعه السياسي في مواجهة القضية.وما يجري اليوم في لبنان هو خروج بعض وسائل الاعلام وبعض الاقلام عن غايتها الاساسية ورسالتها السامية لتتحول الى مرتزقة تمولها دولا وسفارات والتالي فان هذا النوع من الاعلام هو اعلام هدام ومتآمر على الوطن وقضاياه من خلال التحريض الطلئقي تارة والمذهبي تارة اخرى وبتغليب مصالح دول كامريكا والسعودية وخلفهما على مصلحة الوطن . ولا يمكن تعميم ذلك على كل الاعلام بل ان الاعلام الهادف هو الاعلام الذي سخره الشرفاء لخدمة القضايا العادلة كقضية فلسطين والمقاومة اما الاعلام الذي يعمل ليلا نهارا على التحريض واركان الفتن في سبيل الارتزاق ولو على حساب الشعب والوطن والقضية فهو يؤدي مهمة وينفذ اجندات السفارات وهنا لا بد من الاشارة الى قول جوزيف غويان وزير اعلام حكومة هتلر النازية حين قال
أعطني اعلام “بلا ضمير”
‏ أُعطيك شعبًا “بلا وعي” وتلك هي مهمة اعلام المرتزقة.

اذا” أخيرا” وليس آخرا”، اين هي السلطة المخولة وضع الضوابط لحرية التعبير عندما تصل هذه الحرية الى التحريف والتضليل، أو استثارة مشاعر البغضاء والكره؟

 

موقع بكرا أحلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى