بأقلامهم

#حكايا عن البطولة والشجاعة…قصة إبن بلدة #مشغرة رحل عام 1985 وترك تاريخ مشرّف يفتخر به!

تحقيق: بتول حلاني

تشابهت قصصهم وتفاصيل حياتهم، فجميعهم شهد لهم بحسن الخلق والسمعة الطيبة، وحبهم وعشقهم لتراب الوطن منذ الصغر.
ومن القصص العظيمة عن البطولةوالشجاعة، والتي تخلدها المواقف وترويها الاحداث، الشهيد القائد حسين علي مرعي احد الذين ضربوا لنا اعظم صور النضال والتضحية التي نستلهم منها الدروس والعبر والمعاني السامية للبذل والعطاء من أجل الدين والوطن والعزة والكرامة.

ولد الشهيد حسين علي مرعي في مشغرة عام ١٩٥٧ وحيدا” بين ٣ اخوات وعاش طفولة هادئة في كنف عائلة مؤمنة وميسورة.

وبعمر ال٥ سنوات فقد شهيدنا سنده في طرفة عين، حيث خسر والده وفقد بذلك طوق النجاة والامان في حياته.


حاولت الام ان تضيء عتمة الحياة لاطفالها اليتامى، وبددت لهم الشعور بالوحده والالم النفسي كانت لهم الروح السمِحة التي ملأت حياتهم بالحب والود والحنان والتي استطاعت ان تجعل من كل الم امل ومن كل انكسار فرحا ومن كل عقبة راحة.
وقبل ان يعتاد الاطفال فقدان ابيهم، فقد الشهيد امه وهو في عمر ال١٢ ليدخل بذلك في دوامة الحزن والفقدان.


تابع الشهيد تحصيله العلمي في مهنية مشغرة، اختصاص الكهرباء، وكان متفوقا” في دراسته.
كما حمل الفكر الثوري مبكراً و حمل لواء المقاومة في السبعينات و تولى المسؤولية العسكرية في مشغرة و البقاع الغربي و كانت المقاومة يومها تنظيماً اسلامياً يحمل فكراً جهادياً و توجيهات السيد موسى الصدر.

الشهيد القائد كان من القادة المؤسسين للمقاومة و من مشاعل الطريق و قد تولى عدة مهام و مسؤوليات و شارك في العديد من العمليات العسكرية و الامنية ضد الاعداء وكان من المدربين الأوائل في معسكرات المقاومة في جنتا و ايضا شارك في الدفاع المقدس عن الجمهورية الاسلامية ابان حرب نظام صدام على ايران.
وكانت ساعة الشهادة قد ازفت في ٢٥ -شباط-١٩٨٥ في الضاحية الجنوبية حي ماضي، حيث استهدف الشهيد بتفجير خلال توجهه الى بلدة النبي شيت للقاء الفصائل الفلسطينية.

ترك الشهيد زوجة حامل وطفلا صغيرا”، ووصية مقدسة، حيث ختمها قائلا” : ارجو من اخواتي ان يكن زينبيات في تبليغ نداء دمي الى الجميع واذا اردتن ان تندبن فاندبن ابا عبدالله.

ووري الشهيد الثرى في روضة بلدته مشغرة وسط المحبين وبجانب والديه.

ان مايعزي العائلة هو الإرث الثمين الذي تركه الشهيد،وقد اسمي ابنه الذي ولد بعد استشهاده ب١٣ يوما باسمه، لكي ينال من اسم والده البطولة والشجاعة. كما ترك لهم تاريخ مشرّف يفتخرون به.

اليوم وبعد مرور السنين؛ نؤكد ان شهداؤنا هم رصيد عزنا وفخرنا فهنيئا لنا بهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى