خاص موقع بكرا احلى

#رملاء_نكد استغلّت موجة التنمر عليها للشهرة..المراهقة #كلاريتا_نخلة عرفت عبر تيك توك تعرضت للتنمر الذي طال شكلها وصوتها… الاخصائي النفسي الدكتور #علي_جابر لـ”موقع بكرا أحلى”: #المتنمر قادر أن يفلت من #العقاب ليس هناك قوانين واضحة للتعامل معه”

تحقيق وحوار: أية نمر

قال الله تعالى:
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ ﴾
في حين أنّ الكثير من الجهود تُبذَلُ للحدّ من التّنمّر المباشر والتّنمّر غير المباشر بأشكاله التقليديّة: اللفظي، الجسدي والعاطفي،.. إلاّ أنّ وجود نوع آخر من أنواع التّنمّر بدأ بالإنتشار بشكل سريع في الآونة الأخيرة، بفعل العولمة. هو التّنمّر الإلكتروني أو التّنمّر بإستخدام التّقنيّات الرّقميّة، والذي يَستخدمُ فيه الفاعل، أيّ المتنمِّر، الوسائل الإلكترونيّة في فعلته ضدّ الآخرين. أيضًا، يمكن أن يحدث التّنمّر على وسائل التّواصل الإجتماعيّ. فالتّنمّر الإلكترونيّ هو سلوك متكرّر يهدف إلى إخافة أو إستفزاز المستهدفين به أو تشويه سمعتهم.

نعيش في عصرٍ كلّنا أو معظمنا أضحت حياته معلّقة بشاشة، حضوره بتطبيق ومكانته الإجتماعية بعدد الإعجابات والمتابعين. أصبحت وسائل التواصل الإجتماعي تشكّل خطرًا بدل أن تكون للمعرفة والمتعة والتّواصل.
هو عالمٌ افتراضيّ، بمثابة “إدمان”، نناضل بالسّياسة عبره، نخوض معاركنا الوهميّة ، نتنمّر، نبني، ندمّر، نحاكم، ونغتال معنويًّا عبره. فذاك من يكتئب، وتلك من يصيبها هوس، عالمٌ فضائيّ ينتشر فيه مرض إجتماعيّ معدي. هي وسائل تواصل اجتماعي- بل تفاصل- في كثيرٍ من الاحيان. فتح باب الشهرة للكثير، استفاد منه الكثير، تأذّى منه الكثير وشبع منه الكثير.
رملاء نكد، الاسم الذي عُرف على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب جملة قالتها “الله يخلّي الشهدا اللي راحوا”، قدّمت نفسها كشاعرة، تقول الشّعر وتعترف أنّها لا تعرف اللّغة العربيّة، مبدأها “خالِف تُعرَف” ، كما وأكّدت أنّ الحضور على وسائل التواصل الاجتماعي يتطلّب أحيانًا إثارة الجدل لتكون حاضرةً دائمًا. ظهرت رملاء في فيديو غنائيّ تخلّله مشاهد لخلعها الحجاب، وتروي أنها أفضل من الكثير من الفنّانات، لديها متابعين بالآلاف وكذلك منتقدين بالآلاف. تعرّضت لموجة من التنمر الإلكتروني بحيث هاجمها جميع الناس، وهي استغلّت هذا الهجوم للشهرة، ممّا سبّب لها مشاكل عائلية ودخلت في مرحلة من الإكتئاب والإضطرابات النفسية. فأصبح بيت رملاء جحيمها وأقرب الناس إليها هم الجلّادين.

أمّا الفتاة المراهقة كلاريتا نخلة التي عرفت على وسائل التواصل الاجتماعي، على تطبيق تيك توك، باسم كوكي، قد تعرّضت لموجة كبيرة من التنمر الالكتروني الّذي طال صوتها، شكلها وأسلوب تحدّثها على وجه الخصوص. بَيْدَ أنَّ ما تقوم به كلاريتا على وسائل التواصل الاجتماعي غير لائق، إلا أنها لا تستحقّ تلك الإهانات والتحقير والشتائم . وفي حديثٍ خاص مع كوكي، أعربت أنّها عاشت فترةً صعبةً تمّ تهديدها وإبتزازها، خادعوها بأساليب عبر إخافتها بالتعرض لها ولذويها بالإيذاء عبر فبركة صور وإختلاق أخبار وإشاعات خاطئة، لكنّها مسرورة بما هي عليه اليوم، وتعتبر أنّ هذا الهجوم والنّقد قد غيّر مسار حياتها.

ولمعرفة المزيد عن موضوع التنمر، استشرنا الدكتور علي جابر، أخصائي نفسي في الهيئة الصحية، وقد بدأ بتعريف التنمر الإلكتروني على أنّه محاولة لإيقاع الأذى بشخصٍ بإستخدام الأجهزة الإلكترونية المرتبطة بالإنترنت. وغالبًا، ما يتعرّض الشّخص للتّنمّر عند نشر أيٌّ من أموره الخاصة، صورته او صوته على وسائل التواصل الاجتماعي.
أمّا عن أسباب التنمر الإلكتروني فقد ذكر أنّها كثيرة، أهمها طبيعة المراهق الذي يميل لحب الاثارة وتجربة أشياء جديدة، فهو يستخدم التنمر لإشباع رغبته في السيطرة على الآخر وبهذه الطريقة يشعر المراهق أنّه إستطاع السيطرة على ذويه بأسلوب التنمر. هناك سبب في غاية الأهمية يدفع الشباب للتنمر، ألا وهو أنّ المتنمّر عليه يتماشى مع الإبتزاز في غالب الأحيان نتيجة الخوف، فتصبح لعبة مسلّيةً لتمضية أوقات الفراغ والملل. أيضًا من الأسباب المشجّعة على التنمر هو أنّه لدينا بيئة مساعدة على نشر التنمر، فالمتنمر قادر أن يفلت من العقاب، ليس هناك قوانين واضحة للتعامل مع المتنمر، وعملية الشكاوى والمقاضاة والملاحقات معقّدة كثيرًا.
يخلق التنمر الإلكتروني نوعًا من الصعوبة بالثقة بالنفس والآخرين فيصبح هذا الشخص دائم القلق والشك والتوتر، وبالتالي يصبح إنطوائيًّا. وإذا إستمر هذا التنمر يصبح هذا الشخص عرضةً لأمراض نفسية أو اضطراباتٍ نفسيّةٍ لاحقة.
لقد أشيع عن حالات إنتحار سابقًا ومع إستمرار الإضطرابات رأينا حالات قد لجأت إلى أفكار إنتحارية أو الإقدام على الإنتحار.
وسبل التصدّي للتنمر، هي الآتي: في حال التعرض للتنمر علينا أن نلجأ للتحدث مع شخص نثق به وألّا نكتم لأنّ السّكوت يؤدّي الى إنتشار التنمر على مدى أوسع، ألّا نعير المتنمر الإهتمام، نتجنب مجالسة المتنمرين والحديث معهم خاصّةً على وسائل التواصل الإجتماعي، محاولة إيقاف المتنمر عند حدّه عبر تدخّل الرّاشدين، لا يتجاوب مع أي تهديد أو إبتزاز وتبليغ الجهات الرسميه أيّ مكتب الجرائم الداخلية في القوى الأمن الداخلي.

إنّ الإنترنت وثورة الإتصالات وتقنية المعلومات منحتنا وحققت لنا فرصا لا يمكن أن تكون لولا وجود هذه التقنية التي لم تعد ترفًا بل ضرورة حياتية، لذلك علينا أن ندرك أهميتها والوقاية من خطرها الإلكتروني بصوره المتعددة. لذا، نحنُ كإنسان مسؤول علينا الإنتباه عند وضع إعجاب أو مشاركة لأي منشور كي لا نكون شركاء ومؤيّدين للإساءة والإيذاء لأي شخص.

موقع بكرا احلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى