خاص موقع بكرا احلى

“الوعي والتواصل المستمر بين الأهالي وأبنائهم هو ركيزة أساسية” … الدكتورة غنى ضاهر عبر “موقع بكرا احلى” تكشف لنا الآثار السلبية للإد مـ ـان على مواقع التواصل ودور الأهل المغيب!

إيلا علي

مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، يميل الأطفال والمراهقون إلى استخدامها بشكل متزايد، تأملًا في الحصول على تسلية وتواصل اجتماعي مع أشخاص غير معروفين لهم. ومع ذلك، تكمن الحقيقة المرّة في العكس تمامًا، حيث يتبين أن زيادة استخدامهم لمواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى شعورهم بالعزلة الاجتماعية والوحدة، بالإضافة إلى تعريضهم لمخاطر عديدة. فما هي تلك المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها الأطفال نتيجة للافراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟ وكيف يمكننا حماية أطفالنا من هذه المخاطر؟

تأكيدًا على ذلك بات من الضروري التحرك للحد من هذه الظواهر الضارة والمؤذية خصيصًا بعد انتشار أخبار ضبط عصابة قامت بإغراء الأطفال والشباب بهدف الاعتداء عليهم وتوريطهم في تعاطي المواد المخدرة في عدة منشآت فندقية في بيروت، بمشاركة شخص مشهور في تيك توك. تُبرز هذه الواقعة خطورة تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الفئة الصغيرة والمراهقين.

معها الى ان الاستخدام المفرط لمواقع التواصل الاجتماعي يؤدي إلى آثار نفسية سلبية متعددة على المراهقين مثل الاكتئاب، القلق، العزلة الاجتماعية، انخفاض تقدير الذات، اضطرابات النوم، والتعرض للتنمر الإلكتروني بشكل متزايد. هذه المشكلات ناتجة عن المقارنة المستمرة مع الحياة المثالية غير الواقعية المعروضة على هذه المنصات، بالإضافة الى الاستخدام الليلي الذي يؤثر على نوعية النوم، والتعليقات السلبية من قبل مستخدمي الانترنت. يستدعي هذا الوضع تدخل الأهل والمربين للمراقبة وتعزيز استخدام أكثر صحة وتوازناً لوسائل التواصل الاجتماعي.

في ضوء التحديات التي أبرزتها الأخصائية غنى ضاهر، أضافت بأنه يتطلب تحقيق مراقبة فعّالة من قبل الأهل لأطفالهم على المنصات الإلكترونية من خلال اتباع عدّة خطوات منها:

أولاً، تؤكد على أهمية التواصل الصريح والمستمر مع الأطفال حول استخدام الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. من الضروري تشجيع الأطفال والمراهقين على الإفصاح عن تجاربهم الرقمية، بما في ذلك التحديات والمشاكل التي يواجهونها، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يتفاعلون معهم عبر الإنترنت. يجب على الأهل تنمية بيئة من الثقة تشجع على الحوار المفتوح، بهدف فهم وإشراك الأطفال والمراهقين في بناء معايير صحية لاستخدام الإنترنت.

ثانيًا، ينصح بأن تكون المراقبة من قبل الأهل غير مباشرة، لتجنب الشعور بالتسلط الذي قد يرفضه المراهقون والأطفال. يعني ذلك أن يكون الأهل على دراية بأنشطة أطفالهم الإلكترونية دون انتهاك خصوصياتهم، بل من خلال متابعة لطيفة تحافظ على الاحترام المتبادل وتعزز من إحساس الأمان لدى الأطفال والمراهقين.

وتُشدّد على “أهمية تعليم الأطفال القواعد ووضع حدود معيّنة وتحديد وقت لاستخدام وسائل التواصل الإجتماعي وتطبيقات محدّدة تناسب أعمارهم.”

بالمقابل ، في هذا السياق، أتيح لفريق عملنا الفرصة في إجراء مقابلة مع أحد الأهالي الذين تعرض ابنهم لابتزاز على واحدة من هذه المنصات، لنلقي الضوء على تجربتهم وكيف يرون هذه المشكلة.

بدأ الأب بسرد قصة ابنه الذي وجد نفسه ضحية للابتزاز الإلكتروني بعد تورطه في محادثات خاصة تحولت إلى كابوس يهدد مستقبله. شارك الأب كيف أن استجابة ابنه الأولية كانت الخوف والارتباك، ما دفعه إلى إخفاء الموضوع عن والديه لفترة. أوضح لنا كيف عملت الأسرة معاً، بمجرد كشف الوضع، لمواجهة هذا التهديد من خلال التواصل مع السلطات المختصة ومحاربة الابتزاز الذي كان يُهدِد ابنهم. أكدوا على أهمية تثقيف الشباب بشأن مخاطر الإنترنت وكيفية حماية أنفسهم عبر الانترنت.

من خلال تجربتهم المؤلمة، يرى الأهل أن هناك حاجة ماسة للمزيد من الوعي والتعليم حول المخاطر الكامنة في مواقع التواصل الاجتماعي. يشددون على ضرورة تكاتف الجهود بين المؤسسات التعليمية، الأهالي، والمجتمع ككل لتنشئة جيل واعي ومحصن ضد مثل هذه المخاطر.

اختتامًا، تقدم لنا الدكتورة غنى ضاهر، بخبرتها العميقة ورؤيتها الثاقبة، مرآة تعكس تأثيرات الغوص المفرط في عوالم مواقع التواصل الاجتماعي على شخصيات المراهقين. تذكرنا برسالة قوية وواضحة: الوعي، الإرشاد، والتواصل المستمر بين الأهالي وأبنائهم ليس فقط ضروريًا بل هو الركيزة الأساسية لتنشئة جيل يمكنه تحقيق التوازن بين الحياة الرقمية والواقعية بصحة نفسية واجتماعية. ومع ذلك، يثير هذا المنحى سؤالًا مهمًّا يفتح المجال للتأمل: ما هي أبرز العلامات التي قد تدل على أن هناك مشكلة في استخدام الطفل لمواقع التواصل الاجتماعي بشكل مفرط وغير صحي؟إجابة هذا السؤال ستكون محور تقريرنا القادم، انضموا إلينا لاستكشاف معالم هذه القضية الهامة.

موقع بكرا أحلى الرسمي

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى