بعد استخدامه عبارة “حلّوا عنّا” … حملة تضامن مع الإعلامي “وليد عبود” من بعض نشطاء القوات اللبنانية “يمثلنا” … السؤال المطروح “أين وزير الإعلام من هذه الخطابات العنصرية؟”

لمى محمد حيدر
التحريض الإعلامي بين الكلمة والموقف: عبارة “حلّوا عنّا” نموذجًا
في خضم الأزمات التي يمر بها لبنان، لا يزال الإعلام يلعب دورًا محوريًا في تشكيل الرأي العام، غير أن بعض الممارسات الإعلامية تنزلق نحو التحريض العلني، متجاوزةً كل حدود المهنية والأخلاق، كما حصل مؤخرًا مع الإعلامي وليد عبود الذي استخدم عبارة “حلّوا عنّا” موجّهًا إياها إلى شريحة من اللبنانيين، في دعوة ضمنية – بل صريحة – لمغادرة الوطن.
إن ما قاله عبود لا يمكن قراءته على أنه مجرد رأي، بل يُعتبر خطابًا تحريضيًا يحمل في طيّاته رفضًا لوجود مكوّن من مكوّنات المجتمع اللبناني، ويتنافى مع مبدأ العيش المشترك الذي بُني عليه لبنان. الأخطر من ذلك أن هذه العبارة – التي خرجت أولًا من فم إعلامي يفترض أن يكون مسؤولًا عن كلماته – أصبحت تتردّد على ألسنة بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، وكأنها تحوّلت إلى شعار إقصائي موجه ضد فئة من المواطنين اللبنانيين.
المؤسف في الأمر أن الدعوة إلى الرحيل لا تطال “غرباء” عن الوطن، بل تطال لبنانيين أصلاء، يحملون الهوية اللبنانية يدافعون عن الارض ويقدمون ارواحهم وبيوتهم وارزاقهم على مذبح الوطن وأيضاُ يتحمّلون كما غيرهم أعباء الانهيار السياسي والاقتصادي والمعيشي. فكيف يُطلب منهم الرحيل؟ وبأي حق يُمارس هذا الخطاب العنصري ضدهم؟
إن من واجب الإعلام أن يكون صوت العقل والتقريب، لا صوت التفريق والتحريض. الكلمة مسؤولية، وإذا تحوّلت إلى أداة نبذ وكراهية، فإنها تُسهم في تهديم النسيج الوطني بدل ترميمه.
المقلق في خطاب وليد عبود التحريضي لم يكن فقط العبارة التي أطلقها (“حلّوا عنّا”)، بل ما تلاها من حملة تضامن ودعم من بعض نشطاء القوات اللبنانية، الذين تبنّوا خطابه وروّجوا له وكأنه رأي صادق وشجاع، في حين أنه دعوة صريحة للإقصاء والتمييز بين المواطنين اللبنانيين.
فإين المجلس الوطني للإعلام المرئي والمسموع من هذا الخطاب ؟
وأين وزارة الإعلام من خطابات الكراهية والعنصرية؟