استهداف اليونيفيل… تمهيد لمعركة نزع الـ. ـSـلا ح؟

تصريح الرئيس نبيه بري عن استهداف الولايات المتحدة لمهمة اليونيفيل ليس مجرد موقف عابر، بل إنذار مبكر لما يُحضَّر للبنان في المرحلة المقبلة. فحين تضرب واشنطن أحد أهم ركائز الاستقرار في الجنوب، فإنها عملياً تفتح الباب لفراغ أمني، يوازي في خطورته طرح ملف سلاح المقاومة على الطاولة في توقيت بالغ الحساسية.
لبنان اليوم ليس دولة قادرة على خوض مغامرات داخلية، ولا شعبه في وضع يسمح له بتحمّل صراع جديد. الانقسام حول المقاومة وسلاحها قد يتحوّل إلى شرارة تُعيد اللبنانيين إلى خطوط تماس يعرفونها جيداً، في وقت يعيشون فيه الفقر والجوع والبطالة. أي محاولة لانتزاع هذا السلاح بالقوة السياسية أو الأمنية لن تكون سوى وصفة للفوضى والدمار، لأن المقاومة بالنسبة لشريحة واسعة من اللبنانيين ليست خياراً، بل ضمانة في مواجهة إسرائيل ومطامعها.
خطورة المرحلة تكمن في أن الداخل اللبناني مترنّح أصلاً، والاقتصاد منهار، والثقة معدومة بين المواطن ودولته. وفي هذه البيئة الممزقة، يصبح أي ضغط خارجي على ملف المقاومة أخطر من أي وقت مضى، لأنه يهدد بتفجير الساحة الداخلية من جديد.
رسالة بري واضحة: المسّ باليونيفيل ليس سوى مدخل لاستهداف المقاومة، واستهداف المقاومة ليس سوى مسار نحو تفجير لبنان من الداخل. والسؤال الذي يفرض نفسه اليوم: هل يتحمّل هذا الشعب، المرهق من كل أزماته، أن يُزجّ به في مواجهة وجودية جديدة فقط لإرضاء حسابات الخارج؟
محمد إسماعيل
كاتب ومتابع للشؤون السياسية والإنسانية