بأقلامهم

16 مليون #لبناني يعيش #بالمهجر أي ما يفوق عدد #المقيمين #الحاليين بأشواطٍ..لا مجال للمواجهة في #وطن اعتاد #حكامه على عدم تقدير #قدرات أبناءه

كتبت سوزان ابي فرج

بينَ مطرقة الغربة وسندان الوطن يقع المواطن فأي منهما يختار..

في عشوائية الحياة وتقلباتها يضطر المرءُ مرغماً إما على التأقلم والتعايش أو اللجوء إلى التغيير والانتقال بنفسه من مكانٍ إلى أخر بغية الحصول على الاستقرار والسلام وعلى الحد الأدنى من مقومات الحياة!

لقد عانى اللبناني على مدى عقود من الهجرة الطوعية التي أرغمتهُ على ترك وطنه وحياته وكل ما يملك بغية الحصول على القليل من الأمن والأمان..

لقد ساهمت الحروب المتتالية والصراعات والأزمات على شتات اللبنانيين فبحسب بعض الإحصاءات هنالك ما يقارب ال ١٦ مليون لبناني يعيش بالمهجر أي ما يفوق عدد المقيمين الحاليين بأشواطٍ..

لقد كانت الغربة دائماً شبحاً يحوم حولنا ويدفعنا نحوه كل من توالى على الحكم في لبنان، فقرار الانتقال يشبهُ قرار الفرار من مكانٍ نألفهُ رغم حزننا وقلقنا فيه إلى مكان مجهول لا نعرف عنهُ شيء سوى اسمه…
الغربة تعني البحث عن المستقبل في وطنٍ حاضرهُ مجهولٌ ومستقبلهُ لا يوحي ببصيصِ نورٍ واحد يدفعنا نحو التراجع عن هكذا خطوة..

في ظل الأزمة الحالية كان لافتاً أعداد الذين تركوا الوطن وأعداد الذين يقفون في طوابير الانتظار بغية اقتناص الفرصة المناسبة..على الرغم من وحشة الغربة وشعور الوحدة والأجور المنخفضة التي بات يعرضها أرباب العمل في الخارج خاصة في الخليج العربي على اللبنانيين، بسبب الوضع الاقتصادي المتردي، هنالك من يبحث عن نجمةٍ واحدة في سماءٍ ملبدة بالغيوم.. وكأن الفرار هو الحل الوحيد ولا مجال للمواجهة من جديد في وطن اعتاد حكامه على عدم تقدير وتقديس قدرات أبناءه… فبات الشباب اللبناني طاقاتٍ وقدراتٍ تُبنى على كاهلها الدول في حين أن الوطن يُهدم شيئاً فشيئاً على يد سياسيه..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى