بأقلامهم

إفراج بلا ثمن: لبنان يخون شعبه ويهدي إسرائيل انتصاراً مهيناً

 

ما حدث اليوم يُعد فضيحة مدوية بكل المقاييس: لبنان يُفرج عن مسجون إسرائيلي دون أي مقابل، وكأن الدولة مجرد ديكور يُستخدم لتجميل صورة الآخرين. لا تبادل، لا مطالب، لا أي احترام للأسرى اللبنانيين الذين يقبعون خلف القضبان الإسرائيلية، وكأن حياتهم وكرامتهم مجرد أرقام على ورقة.
هذا القرار يفضح أمام العالم أن السيادة التي يتغنى بها البعض مجرد شعار فارغ، ويمثل تواطؤاً واضحاً مع من يسعى لإذلال لبنان سياسياً وإنسانياً. كيف يمكن لأي مسؤول أن يدّعي حماية الوطن بينما يقوم بهذا الفعل المهين؟
السكوت عن مثل هذه القرارات يساوي مشاركة فعلية في تفكيك الدولة وهدر حقوق المواطنين. لبنان ليس ملكاً لأحد، ولن يكون ملعباً للتجارب السياسية أو أداة لتلميع صور الأعداء على حساب دماء وعذابات شعبه.
من يوافق على هذا القرار، أو يغمض عينه عنه، هو خائن واضح للبلد، وشريك في إذلال شعب بأكمله. آن الأوان لتقف الدولة والمواطنون صفاً واحداً ضد هذا العبث، قبل أن يتحول لبنان إلى وطن بلا كرامة، بلا سيادة، وبلا أي حقوق لأبنائه.

محمد إسماعيل – كاتب ومتابع للشؤون الإنسانية والسياسية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى