بأقلامهم

#اللبنانيون يعانون #اكتئاب جماعي وهذا ما يهدد #المجتمع ويرفع من نسب #الانتحار… #الوعي و #التوعية و #مشاركة التجارب الناجحة تساهم في التغلب على هذا #المرض_الخبيث

كتبت سوزان ابي فرج

تمرُ حياة المرء في قفزاتٍ نوعية، منها صعوداً ومنها نزولاً!
ويكمن الأثر السلبي الأكبر الذي قد يكون مهدداً لحياةِ الإنسان أحياناً في مواجهة بعض الصعوبات التي تفوق قدراتنا وطاقاتنا نحنُ كبشر على حلها كالمرض والموت مثلاً!
فنقفُ أمامها عاجزين مكتوفي الأيدي لا يسعنا سوى التضرع والصلاة.
والمعركة الأكبر في حياتنا قد تكون الوقوع في فخ إحدى أمراض العصر الصامتة التي قد تطيح بنا أرضاً وترغمنا على تغيير سلوكياتنا وتسيطر على مشاعرنا وأفكارنا بطريقة سلبية دون الضرورة لظهور عوارض جسدية فقط تعمد على لفنا بسوادٍ دامس يطال أعماق أعماقنا!
والمواجهة هنا لا تعتمد على الدواء بقدر ما تعتمد على قدراتنا نحنُ وعلى إيماننا بأن شيئاً لن يغلبنا في الحياة!
الاكتئاب هو إحدى الأمراض النفسية التي يصعب مواجهتها بحسب حدتها، تطرأ على حياة الإنسان بفعل الضغوطات والخسارات المتتالية!
هو من الأمراض العشرين الأوائل الذي يحصد الأرواح عالمياً، والذي من الممكن السيطرة عليه فقط من خلال التعرف إليه وتحصين النفس بطرق وأساليب يمكن ابتكارها لابعادنا عن كل ما يسبب لنا أذى نفسي بالغ!
قد تكون خسارة طفل صغير بالنسبة للأم إحدى أكثر الفاجعات التي قد تطالُ النساء الأمهات والتي قد توقف الزمان والحياة بأكملها عند هذا الفقد.
وتتحول الحياة بعدها من طبيعية إلى مأساوية فلا شيء سيعوض هذه الخسارة فتدخل الأم في حالة من الإكتئاب التي أحياناً لا يمكن السيطرة عليها!
والمشكلة الأكبر التي يواجهها المكتئب هي جهل المحيط بهذا المرض.
للأسف نحن نحيا في مجتمع لا يفقه بهذه الحالات التي قد تصل بالمكتئب حد الانتحار، بسبب الأفكار السوداوية والمشاعر السلبية, وغالباً ما يساهم محيط المريض بدفعه أكثر نحو التهور والإقدام على الانتحار!

وهذا ما نراه نحن في لبنان بسبب الأزمات المتتالية التي نعيشها والتي دفعت بنا جميعاً نحو الإنحدار فلا يمضي بضعة أيامٍ حتى نسمع خبراً بأن أحدهم أقدم على الانتحار وهذا فقط نتيجة للإكتئاب الذي لم يعالج في بدايته حتى تفاقم ووصل الأمر بالمريض لوضع حدٍ لحياته وأحياناً الإنهاء على حياة الأخرين من حوله!
أما في ما يختص بالعوارض تصل بالمريض حد التوقف عن ممارسة الأعمال الحياتية اليومية وقد تتأزم لتصل حد فقدان الشهية تماماً والتوقف عن الطعام ومعها الموت ببطيء!
نحنُ الأن في أشد الحاجة إلى الوعي والتوعية ومشاركة التجارب الناجحة التي أسهمت في التغلب على هذا المرض الخبيث ، خاصة وأن الدراسات الأخيرة أظهرت أن اللبنانيين يعانون اكتئاب جماعي وهذا ما يهدد المجتمع ويرفع من نسب الانتحار!

وقد تكون الصلاة وممارسة بعض الرياضات والهوايات احدى أهم العوامل في التخفيف من حدة الإكتئاب لكنها حتماً لن تكون الحل في ظل ما نعيشهُ من مأسي يومية في لبنان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى