خاص موقع بكرا احلى

خطاب مستفز… يعقوبيان وشدياق تتحديان العقيدة الشيعية

 

خاص موقع بكرا احلى

 

لم يعد الجدل المحيط بتصريحات النائبة بولا يعقوبيان والوزيرة السابقة مي شدياق يقتصر على ملف السلاح الذي عادةً ما يتصدّر النقاش السياسي اللبناني. ففي آخر مقابلاتهما الإعلامية، انتقل الخطاب إلى مساحة أكثر حساسية، هي العقيدة الشيعية نفسها، ما أثار عاصفة من ردود الفعل والاتهامات بالطائفية والتحريض.

يعقوبيان قالت بوضوح إنّ “العقيدة الشيعية أخطر من السلاح”، معتبرة أنّ المشكلة الحقيقية تكمن في “ثقافة دينية يجب تحرير الطائفة منها”. هذا الكلام يفسر على أنّه استهداف مباشر لمعتقدات شريحة واسعة من اللبنانيين، لا مجرّد موقف سياسي من سلاح حزب الله.

شدياق بدورها أعادت إشعال الجدل بتصريحها أنّ “الشيعة يربّون أولادهم على الموت والشهادة”، في إشارة إلى البعد العقائدي في تربية الأجيال داخل البيئة الشيعية. ولم يكن هذا الموقف الأول لها كما أبدت امتعاضها العلني من أنشودة “سلام يا مهدي” التي تُتلى في المناسبات الدينية الشيعية، ما زاد من حدّة الاتهامات الموجهة إليها بالتحريض على مذهب بكامله.

بين السطور، يبدو أنّ يعقوبيان وشدياق تحاولان كسر المحرّمات والانتقال من مناقشة السلاح كأداة عسكرية إلى مساءلة العقيدة كمنظومة فكرية وثقافية. لكن في بلد متنوع كلبنان، حيث التوازن الطائفي هش، تتحوّل مثل هذه المواقف سريعاً إلى وقود للنزاعات والانقسامات بدل أن تكون مدخلاً لحوار إصلاحي.

بينما تؤكد يعقوبيان وشدياق أنّهما تنطلقان من “حرص على مستقبل لبنان”، يرى آخرون أنّ تصريحاتهما باتت أقرب إلى خطاب عنصري وطائفي محرّض، خصوصاً أنّها تستهدف مذهباً بعينه وتتهمه بإنتاج “ثقافة موت”.

ويبقى السؤال: هل سيستمرّ السياسيون والإعلاميون في استخدام العقائد الدينية وقوداً للجدل الإعلامي، أم أنّ لبنان بحاجة إلى مقاربة أكثر نضجاً، تفصل بين المواقف السياسية وبين احترام معتقدات الناس؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى