بأقلامهم

ما قام به توم باراك من إهانة للصحفيين في قصر بعبدا يُعدّ إهانة صارخة للدولة اللبنانية برمّتها

 

ما حدث في قصر بعبدا لم يكن مجرد تفصيل بروتوكولي عابر، بل جرح عميق في كرامة الدولة اللبنانية وصورتها أمام شعبها وأمام العالم. الصحفيون الذين يمثلون السلطة الرابعة لم يُهانون بصفتهم أفراداً فحسب، بل أُهينت عبرهم المؤسسات، الحريات، والرأي العام اللبناني بأسره.

إن السماح لأي شخصية أجنبية، مهما كان موقعها أو نفوذها، بأن يتجاوز حدود الاحترام ويعامل الإعلاميين اللبنانيين بفوقية، هو في جوهره طعنة في السيادة، ورسالة خطيرة بأن كرامة الدولة قابلة للتنازل عنها داخل أعلى صروحها الرسمية.
الصحافة في لبنان لم تكن يوماً مجرد مهنة، بل كانت شاهداً وحارساً على الحقيقة، وصوتاً للشعب في مواجهة الظلم والاستبداد. ومن هنا، فإن التعدي عليها في قلب القصر الجمهوري يعني التعدي على روح الجمهورية نفسها.

الصمت عن هذه الإهانة يعني التطبيع مع الذل، والقبول بتقزيم دور لبنان ومؤسساته. لذلك، فإن الواجب يفرض موقفاً واضحاً وصريحاً، يضع حداً لأي تعامل استعلائي مع هذا البلد الذي لم يعتد الركوع.

محمد حسين إسماعيل
كاتب ومتابع للشؤون السياسية والإنسانية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى