ليلة “البحث” عن ضوء القمر في جبال لبنان! (فيديو وصور)
سرعان ما اخترقت أضواء الهواتف ممرات الغابة ليلاً، في مشهدية جميلة متناسقة تمازجت مع موسيقى منبعثة من بين الأشجار…. ولكن أين القمر؟
الزخم العالي لنشاط فريق “محمية أرز الشوف”، والشغف الكبير للالتصاق بالطبيعة لدى اللبنانيين، فضلاً عن الاهتمام الكبير عبر الدعوات عبر “السوشال ميديا”، كل هذا أفضى إلى تقاطر حوالى 5000 شخص لمشاهدة إطلالة “القمر” خلف التلال العالية!
من كل لبنان الذي يعجّ بالمغتربين تنادوا… زرافاتٍ ووحدانا، بعضهم امتشق عصا “الهايكنغ” وجلّهم تأبط مطرة المياه، فالمسافة طويلة قد تصل إلى 8 كيلومترات من وإلى قمة جبل عين زحلتا في جبل لبنان.
“جينا نشوف القمر”! يصرخ أحد الشبّان، وسط حشودٍ ضمّت كلّ الأعمار، في طبيعة غنّاء ومحمية جميلة حوت أنواعاً نادرة من النباتات والأشجار، وربما نكون “محظوظين” إذا صادفنا “إبن آوى” أو سنجاباً، أو قنفذاً برّياً، أزعجته أصوات آلاف “المغامرين الليليين”! يطلقها أحد المنظمين المتطوعين في هذه الليلة الطويلة.
موسيقى تخترق سكون ودّعة الطبيعة
حافلات تقلّ المشاركين القادمين من كل أنحاء لبنان، إلى نقطة الانطلاق، حركة غير اعتيادية في هذا الوقت من النهار، كشافة ومتطوعون محليون، فرق الإسعاف، معرض بيئي وقروي وفني وسط أشجار الأرز الباسقة في أجمل محميات لبنان، سيارات دفع رباعي، عربات ATV، وفي وسط كل ذلك يشرف مدير المحمية نزار هاني ونائبه ومنسق السياحة البيئية في محمية أرز الشوف عمر أبو علي وأعضاء المحمية بكلّ دقة وحثيثية على الأجراءات، وعلى كيفية سبل استيعاب الأعداد الكبيرة وتأمين الراحة للضيوف، فهم تعودوا تنظيم الأنشطة الهادفة الناجحة والجامعة المتناغمة مع كل فصلٍ من فصول العام.
على أضواء الهواتف !
بعد الوصول إلى نقطة الانطلاق، والاستراحة في أرجاء المعرض، بدأ المسير من سفح الجبل إلى قمته، مروراً بتلال صغيرة، فجأة… اختلف كل شيء، وحلّ الظلام!
المشهد أمسى مهيباً في تلك اللحظات….! النجوم تسطع بطريقة غريبة، حتى أن أحد الظرفاء، قال “مش معروف إذا كانت خلطة نجوم مع أقمار اصطناعية”!
سرعان ما اخترقت أضواء الهواتف ممرات الغابة، في مشهدية جميلة متناسقة تمازجت مع موسيقى منبعثة من بين الأشجار، حيث رافقت رحلة “درب القمر” أنغام البيانو وعزف فرقة @ULM والأخوين بوادي، الذين توزعوا في أماكن مختلفة، محاطون بشجر الأرز الشامخ.
أين القمر؟
“وين القمر يا جماعة”! “جينا قطعنا مسافات بعيدة ليلاً وما شفنا القمر!” عبارات ترددت بين الحاضرين. خاصة وأن الكثيرين في العاصمة اللبنانية وغيرها شاهدوا إطلالته!
بُعيد العاشرة بقليل وخلال الصعود من سفح الجبل إلى قمته تحولت الأغاني والأهازيج التي رددها بعض الشباب مثل “لبنان رح يرجع” و “أضرب والريح تصيح” إلى صرخات مدوية في الوادي السحيق: “بان القمر.. أنظروا”! وهنا “رندحت” إحدى الفتيات الظريفات ” نحنا والقمر جيران”! إيذاناً ببدء الحفل الفنيّ وسط الطبيعة.
وهكذا…. شارك حوالى 5,000 شخص في نشاط درب القمر في غابة أرز عين زحلتا- بمهريه، والمنظًّم من قبل جمعية الرابطة الخيرية في عين زحلتا ومحمية أرز الشوف بالتعاون مع بلديتي عين زحلتا وبمهريه
وفي الإطار، توجهت إدارة محمية أزر الشوف بالشكر إلى الصليب الأحمر اللبناني، رجال الدرك، الجيش والدفاع المدني على جهودهم، كما و نوّهت بجهود شباب وشابات عين زحلتا وبمهريه وبنشاط كميل الريس, ووسام حميدان، ومنوال البتلوني، وسامر غانم، وسليمان هاني على الصور والأفلام الرائعة التي وثقّت الأمسية
المصدر: عبد الله ذبيان – الميادين