خاص موقع بكرا احلى

السيادة لا تتجزأ… من يرفض التدخل الإيراني فليجرؤ على مواجهة كل التدخلات!

نور حمية

 

في أب 2025، حطّ الأمين العام للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، في بيروت، وسط جدول لقاءات اقتصر على رئيس الجمهورية، ورئيس البرلمان، ورئيس الحكومة، متجاهلاً – أو متجاوزاً – وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي. الأمر لم يمرّ بهدوء، بل فتح باب الجدل السياسي والدبلوماسي على مصراعيه.

صحيفة العربي الجديد ذكرت أن السفارة الإيرانية لم تطلب موعداً مع وزير الخارجية. وحين سألت مراسلة إحدى القنوات لاريجاني عن السبب، أجاب ببرودة: “وقتي ضيق ومحدود”. لكن ردّ الوزير رجي جاء على نحو عكسي تماماً، وبنبرة حادة: “حتى لو كان عندي وقت، ما بدي استقبله”.

تصريح رجي فسّره البعض كموقف مبدئي يعكس استياء وزارته من الزيارة، ورفضها لما قد تحمله من رسائل سياسية، ومحاولة لتقديم صورة “الوزير الحريص على الدبلوماسية والسيادة”. غير أن المسألة هنا أوسع من زيارة شخص أو وفد، لأن مفهوم السيادة لا يتجزأ.

فالسيادة الحقيقية تعني أن القرار الوطني مستقل، وأن الدولة وحدها تحتكر القوة والسلطة، وترفض أي تدخل خارجي، سواء جاء من الشرق أو من الغرب، من العلن أو من الكواليس. وهنا يُطرح السؤال على معالي الوزير: إذا كان رفضك لزيارة لاريجاني دفاعاً عن السيادة، فأين كان هذا الصوت القوي أمام الضغوطات الأميركية، وأمام “ورقة براك” التي حملت بنوداً تنتقص من حقوق لبنان؟ وأين هي المواقف العالية النبرة في وجه الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة للجنوب، والخروقات الجوية والبحرية والبرية التي لا تتوقف؟

السيادة ليست شعاراً يُرفع في وجه دولة واحدة بينما تُغضّ الطرف عن دول أخرى. ومن يريد الدفاع عن كرامة لبنان واستقلاله عليه أن يكون متوازناً، فيرفض كل أشكال التدخل، ويستنكر كل عدوان، ويعلن بوضوح: “أرض لبنان ليست مباحة، ودماء أبنائه ليست رخيصة.”

حينها فقط يصبح الكلام عن السيادة مقنعاً، ويصبح الموقف ثابتاً أمام جميع القوى، لا موسميّاً ولا موجهاً ضد طرف واحد دون سواه. فالتاريخ لا يكتب بالمواقف الانتقائية، بل بالثبات على المبادئ أمام الجميع، أيّاً كانت الجهة وأياً كان “الأحد”.

موقع بكرا احلى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى