خاص موقع بكرا احلى

لأننا أبناء أرض واحدة لا يمكننا الرضوخ لمقبرة العوز.. “وتعاونوا” حملة انسانية أخلاقية بحت متواجدة لمواساة الناس والوقوف إلى جانبهم بمصداقية وشفافية بلا تفرقة او تمييز

زينب عوض

لاننا اخوة بالانسانية، لا عرق يحكمنا ولا حزب ولا طائفية.. أبناء ارض واحدة، لبنانيو الهوية، مجبولين بالرحمة تربطنا قيم مقدسة وأواصر ومبادئ والكثير الكثير من الحب.. شركاء بالعطاء، تنادينا الوطنية من بين الصعاب والمشاكل والظروف العصيبة لنكون يدا واحدة متكاتفة، تسعى دوما لأعمال الخير وقضاء الحوائج ماديا او معنويا..
ونحن، من تعدى نصفنا مرميا تحت هامش الفقر لا يمكننا الرضوخ والإذعان لمقبرة الجوع والعوز، كلنا قادرين أن ننفض عنا غبار اليأس بالتعاون والمساعدة عبر جمعيات خيرية تهدف إلى احترام الكرامة الإنسانية والحد من المعاناة والقلة وسد عوز شريحة كبيرة من المحتاجين والفقراء، من خلال توفير متطلباتهم اليومية.

وتعتبر حملة “وتعاونوا” بإدارة الناشط عفيف عبد الرضا شومان الملقب ب “أبو الفضل” والدكتور حبيب فياض خير مثال للجمعيات الإنسانية التي كانت أول من نزل على الأرض وقدم المساعدات في النبطية للعائلات المحتاجة..
وكان الهدف الأساسي والوحيد منها مواساة الناس والوقوف إلى جانبهم في الأزمات والظروف المريرة التي يمر بها لبنان، وذلك عبر توزيع حصص غذائية كافية بشكل او بآخر لإغاثة الفقراء المعتازين لفترة قصيرة الأمد إلى ان تتقدم الدولة بتلك الاغاثة طويلة الأمد.
تعتبر هذه المساعدات تعبير اساسي عن قيمة عالمية مصغرة لوطن واحد تدعو للتضامن بين البشر كواجب أخلاقي بحت
وبجولة في المستودع وفيما كان المتطوعون مشغولون بالتحضيرات والتجهيزات لفرز الحصص الغذائية من سكر وعدس وأرز ومعلبات وغيرها، استفسرنا عن عملية التوزيع وكيف يمكن للعائلات المحتاجة التواصل مع “وتعاونوا” لتلقي المساعدات، فأجابت المتطوعة الشابة فاطمة الحاج حسن قائلة:

“اسماءنا وارقامنا موجودة على صفحتنا على الفيسبوك “وتعاونوا” بيتواصلو معنا الناس المحتاجة من خلالها.. منسجل اسماءهم ومنأمن الحصص المطلوبة حتى نوزع عالجميع..”
وأضافت: “نحنا كشعب لبناني وبسبب الظروف الصعبة لي عم نمرق فيها كلنا صرنا محتاجين لأنو أكتر من نصنا عاطل عن العمل فالطلب عم يزيد بس انشالله حنلبي دايما النداء ونكون قد الثقة.”
وقد جاء عن المتطوع حسن حمية الآتي:

“نحنا يوميا منوزع حصص غذائية عالناس المحتاجة ولأن الناس عندا ثقة فينا نتيجة لمصداقيتنا كانت تتبرع بشكل مستمر وأكيد كل واحد حسب قدرتو، وفي حال ما انوجدت تبرعات من الناس نحنا كنا ندفع من مدخولنا الخاص حتى ما نطلع كذابين قدام الناس لي حاطا املها فينا..”
ووجه رسالة للعاطلين عن العمل مناشدا إياهم بما يلي: ” إنت ما عم تشتغل بسبب الظروف بس قادر تساعد وتساهم اجتماعيا وتطوع بشكل عام بالتالي الله حيفتحا بوجك ومتل ما بقولو بحصة بتسند جرة..”
وأكمل: “نحنا مستمرين، طالما الناس عم تطلب مساعدات ما حنقصر انو نكون حدون دايما لو بدنا نبيع تيابنا.”
وبسؤال عن التعب بدون مقابل، والمجهود الجسدي والنفسي، وتعطيل اعمالهم وأشغالهم الخاصة رد المتطوع علي اسماعيل قائلا:

“انا أحيانا بترك شغلي وبجي لساهم وساعد، نحنا فعلا عم نعطل اشغالنا وفي كلفة علينا مادية وجسدية ونفسية ومنشتغل. حتى نهار الأحد لان منعمل نشاطات خارج بيروت بس الإستفادة معنوية بكفي اننا عم نبسط الناس ونسيسرلون امورون لأنو فعلا في ناس بتتنطر المساعدات والحصص لي عم نقدمها.. نحنا منقدم رسالة انسانية بدون اي مردود مالي بس المشكلة بالمجتمع لي تعود انو ما يعمل شي بلا مقابل فطبيعي يكون عندون علامات استفهام انو معقول جمعية ما بتربح او ما في حدا داعمها.. مبلى في، نحنا منعمل لنساعد واذا عم نستفيد من هيدا العمل فهي استفادة معنوية نفسية مش أكتر.”
وفي اجواء من الاستفسارات تحاورنا مع الشابة الجامعية المتطوعة “ليليا حميد”

التي تغربت عن اهلها المقيمين في الكويت طالبة العلم في لبنان والتي ذكرت في تصريحها ما يلي: “أنا كتير مبسوطة اني ساهمت بالحملة وصرت جزء منها وتعرفت عناس بتعطي من قلبها بكل محبة وقدرنا نساعد الناس بهدف انساني… اللي شفته جديد علي، انا ما كنت معودة على هالوضع وهالكمية الكبيرة من الناس المحتاجة لأن بالكويت الوضع غير.. بالنهاية نحنا ما إلنا غير بعض والي قادر يساعد لازم يساهم ويقدم بلا ما ينطر مقابل، لأنو بالنسبة إلي كل الناس محتاجين، ناس محتاجة أكل ومونة وناس محتاجة لبس او دوا وفي ناس محتاجة مجرد دعاء..”
وتوجهت ليليا برسالة للمغتربين العائدين إلى لبنان قائلة: “الحياة مش كلها لهو ولعب، لازم نوسع نظرنا لأنو في إشيا أهم.. لي قادر ما ينطر، المساعدة حلوة وأحلى شي فيها بس تشوف بسمة الشخص لي عم تقدملو هالإشيا البسيطة.”
وبعيدا عن ذلك أضاف المتطوع كريم قيسي

وهو شخص من ذوي الإحتياجات الخاصة شيئا من البراءة والنقاء فعبر عن محبته للجمعية قائلا: “أنا بحب هاي الحملة وبحب أبو الفضل شومان كتير وبساعدو بس يكون في توزيع حصص وبساعد الفقرا كمان..”
وختام الجولة كان مع أبو الفضل شومان، الرجل الخير الذي ما تقاعس أو تأخر ابدا عن مد يد العون لأي محتاج يقصده، واستفسرنا منه عن العائلات الخجولة التي لا تفصح عن حاجتها ابدا فرد قائلا: ” عم نعمل مسح بالأحياء بالمناطق الأشد فقرا متل برج حمود وحي السلم وبرج البراجنة وبالتنسيق والتعاون مع الهيئات النسائية في حزب الله ليفوتو عالبيوت ويشوفو الناس المعتازة وما بتطلب، حتى نفيدون ونوقف بجانبون.. لا شك هو شعور رائع انك تقدري تعيني حدا.

انا بقول للناس بدل ما تقولو معقول هيدا تارك شغلو وعم يتعب ببلاش، يساعدونا ويتطوعو بس نحن للأسف تعودنا عالحرمية والسراقين والناس الفاسدة ومش دارجة عندون انو حدا يقدم عمل خيري لأنو ماشي عخط أهل البيت وتجاه رب العالمين .. أي تطوع بكون هدفو شي أكتر من المساعدة مستحيل يكفي ويستمر خصوصي انو التبرعات بتجي عينية.
جمعيتنا هدفا الوحيد اخلاقي انساني فقط لا غير واكبر برهان الثقة لي زرعناها عند الناس لي صارت تعتمد علينا وتنطر الحصص لي عم نقدما..”

وكما اشرنا سابقا ان العائلات المحتاجة يمكنها طلب الحصص على صفحة الفيسبوك “وتعاونوا” أما المتبرعين فيمكنهم التواصل على الرقم التالي: 70/826533 لتقديم ما امكن من المساعدات.
حملة “وتعاونوا” متواجدة دائما لتهتم بالقضايا الإنسانية والإجتماعية ومساعدة المحتاجين بمصداقية وشفافية فهي تستكمل مسيرتها في كسر القيود المعيشية بعيدا عن الطائفية والمحسوبيات

موقع بكرا أحلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى