خاص موقع بكرا احلى

“أبو الفضل شومان” إبن بلدة زفتا الشاب الجنوبي الخلوق يروي لنا تجربته مع الحملات الإنسانية

“أبو الفضل شومان” إبن بلدة زفتا الشاب الجنوبي الخلوق يروي لنا تجربته مع الحملات الإنسانية

لمى محمد حيدر

هل جربت يوماً أن تفرح قلباً محتاجاً بهدية أو شيءٌ آخر مما تجود به يداك ونفسك؟ نعم، إنّهُ العطاءُ الحقيقيّ من أسمى صفات علوّ النّفس، حيث يأثر الشخص الغير على نفسه، ويحاول أن يقدم له المساعدة

عفيف عبد الرضا شومان الملقب (ابو الفضل) إبن ٣٧ عاماً من بلدة زفتا الجنوبية نشأ ضمن أسرة تتألف من ١٢ أخاً وأخت داخل بيتٍ جنوبيّ متواضع؛ غنيّ الأخلاق والتربية.

يروي لنا شومان أنّ والده حول جزء من المنزل الى فرن على الحطب للمناقيش ليعتاشوا منه ويردد: (ربينا بجو كثير صعب وأيّام كثير صعبة وظروف صعبة بس الحمدالله مرقت هالمرحلة)

وأصبح لدينا مصلحة وهي ملحمة واستراحة الوفاء في بلدة زفتا الجنوبية، وتطور عملنا مع الوقت (طالما النية صافية الله بيرزق).

كما يؤكد ابو الفضل أنّ العمل الإنساني الذي يقوم به ليس غريباً عنه هذه الأيام التي يمّر بها الناس قد عاشها وفي نفس الظروف الماديّة الصّعبة (بعرف الحاجة أديش صعبة).

ما هي اول تجربة لك في الحملات الإنسانية التي قمتَ بها؟

فأجاب: كانت مستشفى الفنار للأمراض العقلية وكانت هذه المستشفى مهملة جداً من قبل الدولة اللّبنانية ومن قبل أصحابها أيضاً ويؤكد على انّ جَميع اهالي المنطقة المحيطة بها يقدّمون المساعدات إلى المرضى المتواجدين داخل المستشفى، وفي حرب تموز ٢٠٠٦ كنت أترددّ بين الحين والآخر إلى تقديم المساعدات واستمريت هكذا لغاية عام 2012. أصبحت أتردد بشكلٍ اسبوعي مع مجموعة من أصدقائي ونقوم ببعض الاعمال للمرضى منها الطبخ وايضاً النشاطات الترفيهيّة.

ما هي أبرز الحملات الانسانية والقضايا الاجتماعية التي قام بها شومان؟

يؤكد على انه قام ببعض الحملات البسيطة مثل تأمين الادوية وغيرها من حاجات عينية ولكن كان أبرزها قضية مستشفى الفنار وموقوفو الإمارات وقضية الطفل محمد العوطة.

وحملة “وتعاونوا” بدأنا بها أنا والدكتور حبيب فياض في شهر 11 عام 2019  كان الهدف منها مساعدة الأشخاص المحتاجين لأنه نتيجة الثورة أُغلقت الكثير من المحال التجاريّة ما أدّى إلى تفاقم الأضرار الماديّة، وذلك عبر توزيع حصص غذائية قدر المستطاع، تساعد حوالي ال 200 عيلة.

وكنا كالمعتاد نشارك الرأي العام بما نقوم به وننشر الصور لكن طبعاً مع حفظ ماء الوجه لكل عائلة محتاجة كانت تستفيد من هذه الحملة، فزرعنا الثقة بيننا وبين الناس إذ كانوا على يقين أننا غير مستفيدين من البلديات والاحزاب والجمعيات وغيرها..

مع تقديم المساعدات بدأت أسماؤنا وأرقام هواتفنا الخاصة تنتشر فزاد الطلب بشكل رهيب، وكنا نلبيهم جميعاً من خلال مساعدة الناس ايضاً بالتفاعل عبر مواقع التواصل الإجتماعي “تويتر” و “فيسبوك” وتقديم المساعدات العينيّة مثل العدس والأرز والسكر وكل ما يختص بالحصص الغذائية التي يحتاجها الناس لنوضبها بعد ذلك ونوزعها.

وتطور عملنا إلى حين أن ظهر فيروس كورونا وانتشر في لبنان، لذا في شهر 2 أقمنا الحملة ذاتها تحت ذات العنوان “وتعاونوا” لكنّنا انتقلنا فيها من مرحلة عادية إلى مرحلة صعبة جداً، وكانت مغامرة بكل ما للكلمة من معنى.. وفيها نشرنا عبر منشور على الفيسبوك أن كل من يحتاج مساعدة من حصة غذائية وغيرها ليتواصل معنا على الرقم الموجود في المنشور، وكان لهذا لمنشور صدى كبير جدا ففي أوّل ليلة كانت المساعدات توازي ال 2800 حصة غذائية تقريباً.. وخلال أسبوع زادت حتّى أصبحت توازي ال 10,000 حصة تقريباً. وبمشاركة 250-300 متطّوع استطعنا تأمين الحصص وتوزيعها.

وفي خضون ثلاثة أشهر وزعنا تقريباً ما يُوازي 30,000 حصة، لكن في شهر 5 من هذا العام أن تأزم الوضع من جديد بسبب تسكير البلد نتيجة انتشار الوباء ما ادّى إلى تراجع الحال خصوصاً ما مررنا به في الأزمة الإقتصادية وإرتفاع الدولار، الأمر الذي زاد عدد العائلات المحتاجة وخصوصاً في بيروت وضواحيها التي يتوزع فيها كل أسبوع حوالي ال 1,000 حصة. ومن شهر 2 إلى يومِنا هذا توزعت حوالي ال 135 ألف مساعدة في كل المناطق اللّبنانية من دون استنسابيّة ومن دون تميّيز أو طائفيّة أو غيرها.

أكبر سرّ من أسرار النّجاح هو أن تكون النّية صافية والهدف مساعدة النّاس وإن كانت النّيات غير ذلك فإنّها حتمّاً ستفشل.

هناك بعض الإتهامات التي وجهت إليك من قبل المحتجين في ثورة ١٧ تشرين أنك قد شاركت في ضربهم وحرق الخيم في رياض الصلح وساحة الشهداء!

كنتّ أول من نزل على الأرض في النبطية وكل الصور موجودة على صفحتي بمواقع التواصل الاجتماعي.. نزلت نتيجة وجع ومأساة الناس، نتيجة الظروف التي يمّر بها الوطن…نزلنا على الثورة بهدف التغيّير والتحسين وايجاد سلطة تليق بالشعب اللّبناني الطيّب، النظيف والمقاوم.. نزلنا نتيجة التعب، المعاناة والوجع لأنّنا بأمس الحاجة للتغيير.. نزلنا من أجل الكهرباء، المياه والنفايات المرمية بكل مكان ومن اجل كل حق مهدور…أوتوستراد الزهراني في النبطية طوله 20كم، من سنة 1998 لم تقم البلدية بأي اهتمام أو تعديل عليه ونتيجة لذلك هناك والكثير من الحوادث، بغض النظر عن الانارة والعواكس الضوئية التي ركبت على حسابنا الخاص…تعبنا من كل شيء ونزلنا بدموعنا علنا نغير أو نحسن ونغير السلطة الفاسدة، والمضحك المبكي أن الفاسدين بالسلطة ينزلون معنا ليشاركوا بالثورة. فالكتائب والقوات والمستقبل والاشتراكي وغيره من الأحزاب يشاركون بالثورة لمحاربة الفساد ضد أنفسهم.

كانت الثورات والمظاهرات في الفترة الأولى تقام بسبب الأزمة الاقتصادية والمعيشية، ثم بعدها طالبوا بنزع سلاح المقاومة من حزب الله الذي هو ليس هدف من أهداف الثورة.

الهدف الأول والأساسي والأخير هو العيش بكرامة واحترام. والمقاومة شرفنا فيمكن للمواطن أن يشارك بالثورة وهو مع المقاومة وضد الذي يطالب في نزع سلاح المقاومة؛ لكن في الفترة الأخيرة اصبحت الثورة مشبوهة حيث بدأت وسائل الاعلام تأخذ التصريحات المختصّة بالمقاومة وسلاحها ووجّهوا أصابع الإتّهام إلى حزب الله على أنّه سبب الفساد…لكن نحن نعلم ما هي المقاومة وماذا فعلت لتحمي الوطن، وليس مسموح ولا نقبل التعرض لها بأي شكل؛ فهي حررتنا وحمتنا ومنعت الاحتلال الاسرائيلي حيث اقامت الرعب بينهم فجعلوا للبنان وحدوده وضع خاص يتميز عن سائر البلدان العربية وبالتالي لا يمكن محاولة تشويه صورة حزب الله.

هذا الحصار مرمي علينا من أميركا فال 300 مليار المسروقين لو وجدت لما تأثرنا بهذا الحصار، وغير صحيح ما يوجّه إلى حزب الله من اتهامات لهذا انسحبتُ من الشارع …الى حين كنت أمر على جسر الرينغ صباحاً، موجود داخل سيارة الإسعاف أدوية موضوعين بثلج لمرضى السرطان موجودين بكل المستشفيات في لبنان فطلبت من الثوار أن يسمحوا لنا بالمرور، لكنّهم تمنعوا وطلبوا منا المرور من مكان اخر، تشاجرنا مع بعض الأشخاص كنت أنا و 4 شباب آخرين محاولين إقناعهم أن تسكير الطرقات لا يجدي نفعاً وهو ليس طريقة تعبير فتدخل بعض الشباب وأقيم خلاف بيننا وبيقينا منتظرين، مع العلم أن احد الثوار تطاول علينا لكننا بقينا منتظرين محاولين تجنب المشاكل.. والاتهام الموجه إليَّ غير صحيح مع العلم انّه اقيم حرق للخيم لكنني لم أتدخل بالخلاف.

“ابو الفضل” هو ناشط “توتيري”يهتم بالقضايا الإنسانية والإجتماعية ومساعدة المحتاجين فأصبح لديه جمهور يثق بمصداقيته وشفافيته ويتابع القضايا التي يتبناها وينشرها عبر حسابه على توتير .

عفيف شومان الشاب الجنوبي مثال للشباب اللّبناني المقاوم والمبادر الأوّل إلى مد يدِ العون لإخوانه في هذا الوطن دون السؤال عن طائفة أو مذهب أو منطقة فالعطاء لا حدود له فهو نابعٌ من تجربةٍ خاصة وقلب صافي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى