بأقلامهم

#البقاعيون امام معاناة #التدفئة بين انقطاع #المازوت وغلاء #الحطب.

 

بتول الحلاني

شهر واحد، يفصل #اللبنانيين عامة والبقاعيين خاصة عن موسم معاناتهم الشتوية وأزماته.
هي المشكلات ذاتها التي أنتجها الانهيار الاقتصادي الاكبر في تاريخ لبنان، حيث تتحضر البلاد لمواجهة شهور الشتاء، التي يتوقع أن تكون اكثر حدة مع كل ماتحمله من برد وصقيع وثلوج.
لم يشعر المواطن في البقاع يوما انه من رعايا الدولة، تحمل همومه وتسعى لمداوة جراحه، والأعباء تتضاعف عليه، والأجواء تنذر بشتاء مبكر وقاس، والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة، كيف سيستطيع البقاعيون شراء ما يكفيهم من مادة المازوت في ظل غلاء اسعارها؟ وكيف سيؤمن أولئك الذين يقطنون في القرى والبلدات الجبلية المرتفعة تلك المادة؟
بدأ اهالي البقاع باعداد العدة والتحضير، ولكن في أغلب المناطق بدأ الناس بتجميع الحطب، بعد ان حسموا خيارهم باعتماد الحطب للتدفئة هذا العام، في ظل ارتفاع اسعار المازوت، وعدم توفره في عدد كبير من المحطات، قال احمد من الهرمل : يحتاج كل منزل هنا مابين ٤ او ٥ طن من الحطب، لافتا” ان اسعار الحطب ليست اقل سعرا، وان طن الحطب يكفي لاسبوعين تدفئة.
ويرد عبدالله : البيت الواحد بحاجة الى اكثر من ٦ براميل من المازوت، سعة البرميل هي ١٠ صفائح وكلفة شرائه تصل الى ٨ مليون والحقيقة اننا غير قادرين على دفع ربع هذا المبلغ.
المعاناة في البقاع كبيرة، فلا قدرة للناس على شراء المازوت او الحطب، والأسوأ ان الناس قررت التوجه الى قطع بساتينها وأشجار ارضها بما فيه تداعيات خطيرة على البيئة والطبيعة.
بين غلاء المازوت من جهة وغلاء الحطب من جهة ثانية، كيف سيستطيع البقاعي تدفئة صغاره وكذلك الامر بالنسبة لكبار السن، هل سيكون مصيرهم كطيور ايلول، تهاجر الى الاماكن الاكثر دفئا”، حيث سيضطر البقاعيون للنزوح نحو العاصمة هرباً من هول الشتاء؟
ام كما يقول الشيخ علي وهو يضرب كفا” بكف : الحرامات هذه السنة هي وسيلتنا الوحيدة المتوفرة لحماية أجسامنا من وخز البرد.
يبدو المشهد البقاعي ضبابي كالشتاء، حيث كلفة البقاء على قيد الحياة اصبحت مرهقة، بعد انعكاس هذا الانهيار على كافة الجوانب، لاسيما انه لم يترافق مع اي تعديلات أجور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى