عن أيِّ استقلالٍ تتحدّثون؟ إنّه يومٌ للوطن أكثر من كونه يومًا للاستقلال.
بقلم ميرا البعاصيري
الاستقلال كلمةٌ نحن ندينُ بها ل فخر الدين الثاني الذي سعى لاستقلال وتطور لبنان دون السماح للأتراك أو فئة معينة بالسيطرة عليه.
كما ندينُ بها ل بشارة الخوري ورياض الصلح ومجموعتهما وإلى كلِّ اللبنانيين الذين ثاروا في ذلك الوقت وصاروا قبضةً واحدةً في وجه الاستعمار الفرنسي.
ذلك الاستقلال الذي ما لبث أن بدأ يفقد معناه مع الوقت حتى صار شبه بلا معنى. أجل.. شبه بلا معنى في بلدٍ يفتقر للاستقلال بكلّ أنواعه، في بلدٍ رؤساؤه يجب أن يحظوا بموافقة عالمية ليتمكنوا من اعتلاء مناصبهم، في بلدٍ من يقول الحق يُشوَّه ومَن يكذب يُبجّل والناس معظمهم يفضّلون الكذبة الجميلة. في بلدٍ أبناؤه ليسوا بأخوة، يتامى يتنافسون على مصالحهم ولا يدرون أنّ مصلحتهم واحدة وأنّ مصلحتهم من مصلحة الوطن. عن أي استقلالٍ تتحدّثون؟
إنّه يومٌ للوطن أكثر من كونه يوماً لاستقلالنا. يومٌ نفتخر به ب “22_11_1943” وبما قام به أبطال ذلك اليوم. يومٌ نتغنّى به بوطننا ونعبّر بطريقتنا عن مدى حبِّنا له وفخرنا بانتمائنا إليه. يومٌ نقولُ فيه أنّ الأملَ موجودٌ طالما لا نزال على قيد الخير. فكما تقول جوليا بطرس “بكرا بيخلص هالكابوس.. وبدل الشّمس بتضوي شموس”
موقع بكرا أحلى